انكرت السعودية، امس الخميس، ما جاء في التقارير الأخيرة التي تفيد بأن علاقاتها مع الولايات المتحدة تتعرض لضغط شديد وأصبحت على “حافة الانهيار”.
وقالت السفارة السعودية في واشنطن في بيان إن العلاقة تاريخية ولا تزال قوية بين البلدين، وأن هناك اتصال يومي بين المسؤولين على المستوى المؤسسي وهناك تنسيق وثيق حول قضايا مثل الأمن والاستثمارات والطاقة، بحسب وكالة “بلومبيرغ”.
وجاء البيان ردا على تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، يوم الثلاثاء، قالت فيه الصحيفة إن العلاقة السعودية الأمريكية “وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقود وباتت عند نقطة الانهيار”.
كما أفادت “بلومبيرغ نيوز” ووسائل إعلام أخرى بتصاعد التوترات بين الحليفين، وقالت إن الولايات المتحدة شعرت بالإحباط بسبب رفض المملكة زيادة إنتاج النفط والمساعدة في خفض أسعار الوقود العالمية في أعقاب الأزمة الأوكرانية.
تريد الحكومة السعودية من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لمواجهة الهجمات الصاروخية على المملكة من جماعة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وفقا للوكالة. كما أن الرياض قلقة أيضا من محاولات واشنطن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، منافستها الإقليمية الرئيسية.
وقالت السفارة السعودية: “على مدار الـ77 عاما الماضية من العلاقات السعودية الأمريكية، كانت هناك خلافات كثيرة، لكن هذا لم يمنع البلدين من إيجاد طريقة للعمل معا”.
أصبحت الولايات المتحدة والسعودية حليفتين بعد وقت قصير من تأسيس المملكة في أوائل الثلاثينيات، ومع اكتشاف الشركات الأمريكية النفط في وقت لاحق من هذا العقد باتت واشنطن توفر الدعم الأمني والدفاعي للبلد.
وقد توترت العلاقات منذ مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي على يد سعوديين في عام 2018، ما أثار غضبا دوليا، ووعد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة “منبوذة” بسبب سجل حقوق الإنسان.
هذا الأسبوع، ذكرت “وول ستريت جورنال” أيضا، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “ثار” في وجه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان خلال اجتماع العام الماضي، عندما أثار الأخير قضية خاشقجي.
وقالت الصحيفة إن الخلاف حدث، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما التقى الرجلان للمرة الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.
وذكرت أنه على الرغم من أن ولي العهد أراد إبداء “نبرة هادئة” خلال لقائهما، فقد “انتهى به الأمر بالصراخ في السيد سوليفان بعد أن أثار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على النقاش قولها: “الأمير أخبر السيد سوليفان أنه لم يرغب أبدا في مناقشة الأمر مرة أخرى. كما قال ولي العهد إن الولايات المتحدة يمكن أن تنسى طلبها لزيادة إنتاج النفط”.
اغتيل خاشقجي، 59 عاما، كاتب عمود قديم في صحيفة “واشنطن بوست” معروف بانتقاده للمملكة السعودية، وقطعت أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بعد أن ذهب إلى هناك للحصول على الأوراق اللازمة لزواجه القادم.
وخلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعد أكثر من شهر بقليل إلى أن الأمير محمد أمر شخصيا بقتل خاشقجي، وهو ادعاء ترفضه المملكة قطعا، وتقول إنها استنتاجات غير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها، مؤكدة استنكار السعودية لجريمة مقتل جمال خاشقجي.
في ذكرى رحيله الـ ٥٣ .. قراءة في حيثيات “العروة الوثقى” بين عبد الناصر وجماهير الشعب العربي
بعض الناس يشبهون الوطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة (نجيب مح... إقرأ المقال