مسؤولية سلطة عباس عن تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة

تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة، وصمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني، وتشجيع المطبعين العرب الجدد على الهرولة لإقامة علاقات دبلوماسية مجانية مع دولة الاحتلال، ودفع الإسرائيليين الي اليمين أكثر فأكثر مما ينذر بعودة العنصري المتطرف نتنياهو وحزبه الى سدة الحكم مرة أخرى.
ولا شك ان الذي شجع على اقتحام الجيش الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، وعدد من المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية مؤخرا والتي اسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين هو انخراط السلطة الفلسطينية في معاهدات مع الصهاينة لم تزدها الى ضعفا وتشتتا، وقيامها أي السلطة الفلسطينية بملاحقة عدد كبير من المقاومين بالضفة الغربية ومصادرة أسلحتهم، وتنسيقها الأمني المستمر مع دولة الاحتلال لخنق غزة، وتنديدها المستمر بعمليات المقاومين الفلسطينيين المشروعة في العمق الإسرائيلي، واحباطها لمحاولات اندلاع انتفاضة جديدة، وتحولها الى جهاز امني خاضع لسلطة الاحتلال وهو ما اقر به وزير الامن الإسرائيلي بيني غانتس الذي قال في مقابلة مع قناة 12 العبرية بانه على اتصال مستمر مع محمود عباس بخصوص القضايا الأمنية وطالبه “بالعمل الأمنيّ ضدّ الإرهابيين الفلسطينيين، وضدّ مَنْ يعمل على نزع الشرعيّة عن إسرائيل”.
سياسة السلطة الفلسطينية الفاشلة والانهزامية والقائمة على تغليب مصالحها الشخصية على المصلحة العامة، دفع بعدد من الدول العربية والغربية الى وضع المقاومة الفلسطينية على القوائم الإرهابية، وعلى غض النظر عن جرائم الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وارتماء عدد من الدول العربية في أحضان دولة الاحتلال ظنا منهم انها ستحمي عروشهم، كما عزز من تغلغل اسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا في منطقتنا العربية، وأصبحت قادرة على بسط املاءاتها بصورة اكبر على العرب بما يتماشى مع اطماعها الاستراتيجية لتقسيم واضعاف الدول العربية وتثبيت احتلالها.
ولم يشفع للسلطة الفلسطينية انبطاحها بالكامل للإملاءات الإسرائيلية؛ فقد حمٌلتها الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن القتلى الإسرائيليين خلال العمليات الفلسطينية الأخيرة، ووجهت محاكمها بالسماح لعائلات القتلى مقاضاة السلطة الفلسطينية للحصول على تعويضات مالية، وأصبح المجتمع الإسرائيلي أكثر تطرفا.
ولهذا ألحقت السلطة الفلسطينية ضررا بالغا في مشروع التحرير الذي من اجله روى آلاف الشهداء بدمائهم الزكية ثرى الوطن، وقدموا آلاف الاسرى والجرحى؛ حيث خسرت السلطة الفلسطينية شرعيتها داخليا وخارجيا، وأصبحت غير قادرة على كبح شهوة دولة الاحتلال في هضم المزيد من الأرضي الفلسطينية، والتصدي لقطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى