العربدة الإسرائيلية المتواصلة والسكوت العربي والإسلامي المشين

وجه الصهاينة القبيح لم ولن يتغير، بل يزداد قبحا وغطرسة واستخفافا بالأمتين العربية والإسلامية مع كل يوم، ومع ما يجري في القدس الآن، ومع كل اقتحام للمسجد الأقصى وللمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ومع كل جريمة يرتكبها الصهاينة تتبدى عربدتهم في أوضح صورها، لتكشف هدفهم وهو الاستيلاء الكامل على ارض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وطمس وجود الشعب الفلسطيني وملكيته، والقضاء عليه إنسانا وهوية وتاريخا وحضارة.

ووفقا لهذه المخططات الصهيونية لا تتوقف قطعان المستوطنين عن اقتحام الأماكن المقدسة في القدس وتدنيس الأقصى بالعربدة في ساحاته وبحراسة مشددة من قبل جيش الاحتلال ومباركة الدولة الصهيونية، والتي كان أخيرها، وبالتأكيد لن يكون آخرها، اقتحام قطعان المستوطنين لباحات الأقصى يوم الجمعة 15/ 4/ 2022 الذي أشعل مواجهات بطولية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي شملت عدة محافظات في الضفة الغربية لنصرة الأقصى مما أدى إلى إصابة 220 فلسطينيا وجرح 153 واعتقال ما يزيد عن 400 في يوم واحد.

للأسف الفلسطينيون يموتون ويجرحون ويسجنون ويعذبون في سجون إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية بلا محاكمة لأنهم يقاومون دولة الاحتلال، ومن يساعدهم ويتصل بهم يتهم بالخيانة، وإن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تقابل بصمت مطبق من قبل الدول العربية والإسلامية؛ بل والأمرّ والأدهى من ذلك أن بعضها تتوسط ” لوقف التصعيد ” خدمة لإسرائيل، وتتجاهل الحقيقة وهي أن الدفاع عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومؤازرة الشعب الفلسطيني هي مسؤولية عربية وإسلامية!

هذا الوضع العربي الانهزامي الاستسلامي المشين عبر عنه رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحه بالقول ” الخيانة أصبحت وجهة نظر، وخذلان الصديق في وقت الضيق نباهة، والاستقواء بالعدو على الأخ والشقيق سياسة حكيمة، فما كان مذموما ومرفوضا بالأمس القريب أصبح اليوم مقبولا بل مستحبا.”

نعم، لقد أفلست أنظمة الاستبداد العربية أخلاقيا وسياسيا وأمنيا، وأصبحت عاجزة عن حماية أوطانها وشعوبها، وتخلت عن قضية فلسطين وقضايا الأمة الأخرى؛ ولهذا يجب على الفلسطينيين أن ينهوا انقسامهم وخلافاتهم ويوحدوا صفوفهم، وأن يدركوا جيدا أنه لا خيار أمامهم سوى الاعتماد على أنفسهم وتعزيز مقاومتهم لتحرير وطنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى