إعتبرتها بروباجاندا اردوغانية مفضوحة.. الحكومة السورية تنفي وجود أية رسائل حول تحسين العلاقات مع النظام التركي

فيما سرّبت صحف مقرّبة من القصر الرئاسي في تركيا احتمال عودة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد سنوات من القطيعة والعداء بين الجانبين منذ 2011، فقد نفت الحكومة السورية وجود أي رسائل تتعلق بتحسين العلاقات مع الحكومة التركية، معتبرة أن التقارير الإعلامية التركية بهذا الشأن هي دعاية إعلامية تقوم بها الحكومة التركية قبل الانتخابات.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من الحكومة، اليوم الأربعاء، عن مصادر في وزارة الخارجية القول إن “ما ورد في خبر نقلته صحيفة حرييت التركية عن مصادر حكومية تركية لا يتعدى كونه بروباجاندا إعلامية مفضوحة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا، بهدف تلميع صورة النظام التركي الذي ضرب عرض الحائط بكل ما يمليه مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي”.
ونشرت الصحيفة التركية مؤخرا خبرا نسبت فيه معلومات لمصادر تركية لم تسمها، بأن سلطات أنقرة تجري حاليا مناقشات للشروع في حوار مع الحكومة السورية، ما من شأنه أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، إن “سياسة التوازن التي تبنتها تركيا مؤخرا، والدور الذي تلعبه أنقرة في الأشهر الأخيرة، وخاصة تجاه حل الحرب في أوكرانيا، يجعل التوقيت الحالي جيداً لحل المشكلة السورية”.
وأكدت المصادر السورية أن “سوريا مواقفها ثابت وواضحة، من حيث دعوة (الرئيس التركي رجيب طيب) أردوغان ونظامه إلى احترام القانون الدولي والاتفاقيات الثنائية ومبدأ حسن الجوار، وبالتالي فإن دمشق لا يمكن أن تفكر بأي حوار مع نظام أردوغان ما لم تكن الخطوة الأولى هي سحب قوات الاحتلال التركي الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، ووقف دعم الإرهابيين والكف عن الانتهاكات المتكررة بحق السوريين”.
وتركّز التحليلات التي نشرتها الصحيفة التركية، والتي أُجريت بخصوص الحاجة إلى تقييم عملية تطبيع العلاقات على أنّ سياسة التوازن الحالية لتركيا مهمة للعديد من البلدان، وخاصة مع الدول الأوروبية، وسيسهم حل المشكلة السورية أيضًا كثيرًا في موضوعات السياسة الخارجية الأخرى.
يمكن لسياسة المصالحة هذه تسهيل خطوات جديدة في مناطق الصراع التي يمكن أن تفتح فصولًا جديدة مع النظام السوري، وتقدم فرصة جديدة لتركيا، لا سيما في حل مشكلة قوات سوريا الديموقراطية وحزب العمال الكردستاني.
وترى الصحيفة أنه كلما كانت هناك إمكانية للتقدم مع سوريا، كان هناك دور لإيران وروسيا، وفي هذه العملية، بينما روسيا مشغولة بكل من ردود فعل أوكرانيا والعالم، فضلًا عن مشكلاتها الداخلية، يمكن بدء بداية جديدة مع النظام، بما في ذلك مشكلة اللاجئين السوريين.
وتعمل السلطة في تركيا على إعادة التموضع، وتعزيز صفوفها من ناحية تشديد قبضتها على الحكم عبر ما تسمّيه بمساعي الإصلاح، والشروع في الوعد بإصدار حزم إصلاحية جديدة، للقيام بخطوات لاستعادة الأصوات المفقودة، وترميم الأضرار التي ألحقتها سياساتها الخارجية والداخلية بالبلاد على مستويات مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى