” قمة النقب “.. استمرار للاختراق الإسرائيلي والتراجع العربي

تعقد يومي الأحد والإثنين 27 و 28 مارس 2022 قمة سياسية يشارك فيها وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل تلبية لدعوة وجهها يائير لبيد لنظرائه إلى اللقاء في دولة الاحتلال. والملاحظ ان هذه القمة لم تعقد في القدس لأن انعقادها هناك سيفسر على أنه موافقة عربية على ضم القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ولكنها عقدت في النقب في فندق ” إسروتيل كيدما ” الفاخر الملاصق لضريح دافيد بن غوريون مؤسس الدولة الصهيونية، مما يعني ان اختيار المكان ليس صدفة وله دلالات سياسية تتعلق بوجود إسرائيل وفرض قبولها على الأمتين العربية والإسلامية.
فلماذا عقدت هذه القمة بحضور وزير الخارجية الأمريكي؟ يبدو انها تهدف إلى توجيه رسالة تحذير للولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب مفادها أن إسرائيل ومعظم الدول العربية تعارض نية واشنطن إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية وتوقيع الاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات عنها، وإلى تشجيع المزيد من الدول العربية للتورط في وحل التطبيع المجاني مع دولة الاحتلال، وقيام تعاون عسكري استخباراتي أمني اقتصادي بين إسرائيل ودول التطبيع، خاصة الخليجية منها يشمل شراء تقنية إسرائيلية ، وبناء قبة حديدية وأجهزة رصد للصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وعزل الفلسطينيين وتطويقهم والضغط عليهم لوقف مقاومتهم للاحتلال، والضغط على الدول العربية لتأييد الغرب في الحرب الأوكرانية، وإقناع الإمارات والسعودية بزيادة ضخ النفط لمنع بيع النفط الروسي والإيراني وتخيف الضغط عن أوروبا.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره يرى بعض المراقبين أن اجتماع وزراء الخارجية في النقب، وعقد قمة مصرية إماراتية إسرائيلية في شرم الشيخ، وقمة اردنية إماراتية مصرية عراقية بحضور سعودي في العقبة، وقمة سورية إماراتية في أبو ظبي، وعقد قمة أردنية فلسطينية في رام الله هذا الأسبوع توحي بوجود مؤامرة جديدة ضد المنطقة وشعوبها قد تؤدي إلى تشكيل تحالف جديد يضم إسرائيل ودول الخليج ومصر والأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة!
أي ان قمة النقب تشير بوضوح إلى تزايد التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي، ولن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية والأمريكية، وتؤكد ما قاله رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينت في تعليقه عليها ” إن إسرائيل وأمريكا تتقاسمان القيم والمصالح الحيوية والحلم بالسلام من منطلق العظمة.” أي انه يقول للعرب بخيلاء وعنجهية نحن الأقوى والأعظم ونفرض عليكم ما نشاء!
يحق لهذا الصهيوني العنصري أن يستخف بنا شعوبا وحكاما بعد ان أصبحت دولة الاحتلال لا تخاف منا نحن العرب، ولا تحسب حسابنا، ولا تأتي لنا طالبة ودنا، بل نحن نذهب إليها مهرولين بذل وخنوع طالبين ودها وحمايتنا في وقت تزداد فيه اعتداءاتها الشرسة على الفلسطينيين، وتتفاقم عزلة السلطة الوطنية الفلسطينية في العالم العربي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى