في ذكرى رحيله… هذه أوجه التشبه بين احمد زكي والعندليب/ فيديو

حلّت اليوم 27 مارس، ذكرى مرور 17 عامًا على رحيل فتى الشاشة الأسمر، وإمبراطور السينما المصرية الفنان أحمد زكي، الذي رحل عن عالمنا في عام 2005، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وتردد في أواخر أيامه أنه أصيب بالعمى، إلا أنه طلب من المحيطين به التكتم على ذلك.

ففي آخر ظهور إعلامي لهذا الفنان الراحل، تحدث خلال المؤتمر الخاص بفيلمه الأخير «حليم»، والذي عرض في العام 2006، تحدث عن معاناته مع المرض الخبيث، وأكد أنه يصارع في معركة شرسة مع هذا المرض، مشيرًا إلى دعم وحب الجمهور له، ووقوفه بجانبه، كما تحدث عن ضرورة الاستمتاع في حياتنا بكل اللحظات السعيدة التي نحقق فيها إنجازًا أو إنتاجًا، ولحظات الحب التي نعيشها.

وقال أحمد زكي خلال مؤتمر فيلم «حليم»: «أن اللحظة التي تمر على أي إنسان وبها حب وإنجاز أو إنتاج، يجب أن تكون عيد بالنسبة له، وأن يتمسك بها ويعيشها ويستمتع، ولهذا السبب أخبركم كل لحظة وأنتم طيبين».

وأصاف: «كل اللحظات التي مررت بها ورصدتها، شاهدت فيها أشياءً كثيرة، جعلتني أحب الحياة وأقدرها جيدًا، فمنذ عام وأنا أعاني مع مرض لعين أحاربه في معركة شرسة طويلة، وأنتم كنتم معي».

وتابع: «يجب علينا جميعًا أن نحافظ على كل لحظة تمر علينا سعيدة ونكون فيها نحب بعضنا بعضًا وننتج وننجز فيها، بحبكم وأشكركم جدًا».

ويعد الفنان أحمد زكي واحدًا من أهم مبدعي السينما المصرية، حيث تألق في أداء كل الشخصيات التي قام بتجسيدها خلال مسيرته الفنية، حيث استطاع أن يجسد أدوارًا مختلفة من الطبقة الفقيرة، وجسد عكسها من الطبقة الغنية، ما جعله يلمس قلوب كل محبيه وعشاقه من مختلف الطبقات الاجتماعية، وذلك نتيجة لأسلوبه الفريد المميز في تقمصه لكل أدواره التي لعبها.

وكانت آخر أعمال الراحل أحمد زكي، فيلم “حليم”، الذي تألق في تجسيده شخصية العندليب عبدالحليم حافظ، وذلك من خلال تطرق أحداث الفيلم لفترات مختلفة في حياته، من شتي جوانب حياته الشخصية والفنية والعاطفية، منذ طفولة.

“حليم” من بطولة: «أحمد زكي، منى زكي، جمال سليمان، سلاف فواخرجي، هيثم أحمد زكي، عزت أبو عوف، صلاح عبدالله، سميرة عبدالعزيز، رؤوف مصطفى، يوسف الشريف، يوسف فوزي»، كمال سليمان، وتأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج شريف عرفة.

 أوجه التشابه بين أحمد زكي وعبدالحليم

نحو 45 عامًا، مرَّت على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي لا يزال حاضرًا بفنه وأغانيه المبهجة، في أية أمسية فنية، أو لحظات رومانسية، إذ إنه يُعد حالة لم تنتهِ بين محبيه، ورمزًا بين المطربين، ليس فقط في مصر وإنما في الوطن العربي أيضًا.

عدد كبير من جمهور الفن في الوطن العربي، يرى أن هناك تشابهًا كبيرًا بين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والنمر الأسود أحمد زكي، فقد كانت وفاتهما في شهرٍ واحد، وخروجهما من محافظة الشرقية، وموهبتهما الفنية التي يتميز كل منهما بها في مجاله، بالإضافة إلى الجماهيرية التي يتمتعان بها حتى الآن.

وفي هذا الصدد نستعرض أبرز 3 أوجه تشابه بين الفنانين أحمد زكي، وعبدالحليم حافظ.

اليتم
وُلد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، يتيمًا، إذ تُوفيت أمه بعد أيامٍ قليلة من ولادته، وقبل مرور العام الأول على ميلاده، تُوفي والده أيضًا، لينتقل بعدها للعيش مع خاله، ويلعب مع أبناء أعمامه في الترعة الموجودة في القرية، حيث كان يعيش في «الحلوات»، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، الأمر الذي تسبب في إصابته بمرض البلهارسيا.

وعلى الجانب الآخر، فإن «النمر الأسود» أحمد زكي، وُلد يتيمًا أيضًا، حيث تُوفي والده بعد ولادته مباشرة، لينتقل بعد ذلك للعيش مع جده، واستطاع الحصول على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، كما أنه من مواليد مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

الفقر
كانت علاقة الفنان عبدالحليم حافظ بالأموال لم تكن قوية، إذ كان يُنفق على أعماله الغنائية، وأعضاء فرقته خلال البروفات، فضلًا عن دعوة زملائه على الغداء والعشاء من آنٍ لآخر، فكان يُشاع أنه تُوفي فقيرًا، ولم تكن ثروته المالية كبيرة كما يعتقد البعض.

أما عن أحمد زكي، فلم يكن يحب المال أيضًا، ولم يشغله أن يكون رصيده بالبنك مصحوبا بأصفار عديدة أم لا، على عكس شباب جيله، حيث كان زكي يعلم جيدًا أن المال ما هو إلا مجرد وسيلة يجب ألا ترتقي أبدًا لتصبح هدفًا في الحياة.

المرض

في عام 1956، تلقى الفنان عبدالحليم حافظ، خبر إصابته بتليف في الكبد، نتيجة البلهارسيا واستحمامه في الترع في طفولته، وذلك بالتزامن أيضًا مع إصابته بنزيف في المعدة، ومن هنا بدأ رحلة علاج طويلة سواء كانت داخل مصر أو خارجها، حتى فارق عالمنا في 30 مارس عام 1977، داخل أحد المستشفيات في لندن.

بينما تُوفي الفنان أحمد زكي، في 27 مارس عام 2005، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وذلك بسبب تدخينه بشراهة، ولكنه تم علاجه على نفقة الدولة في الخارج، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر.