وفاة الجندي البوليفي قاتل غيفارا.. إعترف انه شعر بالدوار فقال له الثائر العظيم: “هدئ نفسك، فأنت ستقتل رجلا”

ذكرت تقارير صحفية، يوم امس الخميس، أن الجندي البوليفي الذي ضغط على الزناد لقتل الثوري الأرجنتيني، أرنستو تشي غيفارا، توفي عن عمر يناهز 80 سنة.
وقال الجنرال البوليفي المتقاعد، غاري برادو، إن الجندي الذي أطلق رصاصة قتل غيفارا، واسمه ماريو تيران كان رقيبا في الجيش، وما قام به كان أداء لواجبه العسكري”.
وكان الجنرال المتقاعد برادو مشرفا على المجموعة التي اعتقلت غيفارا سنة 1967، بعد أشهر طويلة من الملاحقة.
ولدى حديثه إلى إذاعة “كومبانيرا” المحلية، قال المسؤول العسكري السابق إن الجندي الذي قتل غيفارا فارق الحياة بعد صراع طويل مع المرض.
وما زالت زوجة الجندي البوليفي الراحل على قيد الحياة، إلى جانب اثنين من أبنائها.
ومن المعروف ان غيفارا طبيب أرجنتيني تحول إلى أيقونة في الثورة الكوبية التي استطاعت الوصول إلى السلطة، مع فيديل كاسترو، إثر الإطاحة بحكم فولجينسيو باتيستا.
وبعدما شغل منصبا وزاريا كبيرا في كوبا لبضع سنوات، حاول غيفارا أن يؤدي أدوارا “ثائرة” ومتمردة في مناطق أخرى في العالم، سواء في إفريقيا أو أميركا الجنوبية، لكن مساعيه الجديدة لم تتكلل بالنجاح نفسه.
فقد تم رصد جماعة غيفارا في بوليفيا سنة 1967، وجرى اختيار الجندي تيران حتى يطلق الرصاص على غيفارا الذي كان مصابا في الأصل، وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.
وقال الجندي في وقت لاحق إن تلك اللحظة كانت الأسوأ في حياته، مضيفا أن استشعر رهبة، في ذلك الوقت، وهو ينظر إلى غيفارا، “شعرت بالدوار”.
وحكى الراحل أن غيفارا طلب من الجندي الذي سيقتله أن يهدأ وقال له: “هدئ نفسك، فأنا بخير، وأنت ستقتل رجلا”.
وأردف الجندي البوليفي الراحل أنه تراجع عندئذ إلى الخلف، عند الباب، ثم أغلق عينيه وأطلق الرصاص على أيقونة الثورة الكوبية، بل الثورة العالمية.
وفيما بعد، التأم شمل واحد من أشهر الثنائيات في التاريخ حين وصل رماد فيدل كاسترو إلى الضريح، الذي يضم رفات رفيقه المناضل الثوري إرنستو تشي غيفارا، ضمن موكب جنائزي للزعيم الكوبي الراحل يجوب البلاد لمدة 3 أيام.
وقد أحرق جثمان كاسترو بعد أن توفي، يوم الجمعة 25 نوفمبر 2016 عن 90 عاما، فيما اغتيل “رفيقه الثوري” السابق عام 1967 في بوليفيا بأيدي قوات أمنية.
وتجمع آلاف من المشيعين لاستقبال الموكب بالضريح خارج سانتا كلارا البلدة الواقعة في وسط البلاد، التي أخرج فيها غيفارا قطارا مصفحا عن القضبان في معركة ضد جيش الرئيس فولغينسيو باتيستا خلال “ثورة مسلحة” أسهمت في أن تميل كفة الحرب لصالح المتمردين الذين استولوا على السلطة عام 1959.
وقد رُفعت لافتة كبيرة تحمل صورة فيدل على قاعدة تمثال لغيفارا يبلغ طوله نحو 7 أمتار، حملت اللافتة كلمات “دائما حتى النصر”، وهي العبارة التي كتبها غيفارا في رسالة شهيرة لفيدل.