دور الصدفة في أجمل اغنيتين لفريد الاطرش وعبد الوهاب/ فيديو

كثيرة هي الأعمال الموسيقية والأغاني التي ارتبط بها وحفظها الملايين، وحققت نجاحًا كبيرًا على مر الأجيال، ولدت عن طريق الصدفة ولم يكن مخططاً لها، وكان لكل منها حكاية طريفة قد لا يعرفها الملايين ممن عشقوا هذه الأغانى.

ومن بين أشهر هذه الأغانى، أغنية ” أنا والعذاب وهواك” التى غناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأصبحت واحدة من أجمل أغانيه، فقد ولدت هذه الأغنية صدفة عندما كان الأديب والشاعر المصري عبدالمنعم السباعي يقضى أجازته الإسبوعية في الاسكندرية ، وهناك التقى بالموسيقار محمد عبدالوهاب الذى دعاه لتناول الغداء معه فى بيته بشاطئ جليم.

ولم يكن محمد عبدالوهاب يعرف وقتها أن السباعي يكتب أغانى ، ولكن أثناء تناول الغداء أذاع الراديو أغنية ” ياللى الهوا خالك” التى غناها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وذكر مذيع الراديو أن الأغنية من كلمات عبدالمنعم السباعي وألحان محمد الموجي، وهنا اندهش عبدالوهاب ، وقال لصديقه : معقولة انت بتألف أغانى؟”

وهنا أجب السباعي بخجل :” أحياناً”، وتوقف عبدالوهاب عن تناول الغداء وأخذ يستمع إلى الأغنية باهتمام كبير، وقال للسباعي: “طيب يا أخى معندكش حاجة من النوع ده علشانى؟”

وكان السباعي وقتها يضع فى جيبه مطلع أغنية كتبه لتوه ولم يكملها، وكان هذا المطلع هو :” أنا والعذاب وهواك.. عايشين لبعضينا، أخرتها ايه وياك.. ياللى انت ناسينا”

وعنما قرأ عبدالوهاب هذا المطلع أعجبه بشدة وطلب من عبدالمنعم السباعي استكمال الأغنية، وغادر السباعى عائداً للقاهرة وهو يظن أن صديقه عبدالوهاب كان يجامله، حتى اتصل به موسيقار الأجيال مرتين يسأله عن الأغنية، فأيقن الشاعر أن صديقه يريد الأغنية ومعجب بها بالفعل، فاستكمل تأليفها واتصل به وأملاه الكلمات، فلحنها عبد الوهاب، وعنما سمع السباعي اللحن بعد أن أذاعته الإذاعة شعر بحالة من الإعجاب والذهول وصلت إلى حد أنه قام من مكانه وطبع قبلة على جهاز الراديو.

أنا وأنت لوحدنا..
وقد كان من بين هذه الأغانى التي اوجدها قانون الصدفة ايضا، أغنية شهيرة للموسيقار الكبير فريد الأطرش، وهى أغنية ” أنا وانت لوحدنا” التى ولدت فى بيته بالصدفة وأثناء استعداده للسفر إلى أوربا فى رحلة علاجية ، وذلك عندما زاره الكاتب أنور عبد الله، والد الفنانة سماح أنور، وحين أخرج من جيبه منديلاً سقطت من جيبه ورقة دون أن يقصد على الأرض، ولمح فؤاد الأطرش، شقيق فريد هذه الورقة فظن أنها سقطت من شقيقه، خاصة أنه قرأ فيها كلمات أغنية.

أعطى فؤاد لشقيقه فريد الورقة وقال له: “الظاهر فى أغنية وقعت من جيبك”، فأمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأ بصوت مرتفع: أنا وانت لوحدنا.. حسدونا فى حبنا ، وبا ريتهم زينا.. ونبقى كلنا ” فسأله الكاتب أنور عبدالله: “عجبتك الغنوة؟”، فقال فريد حلوة وممكن تنفع”.

وسافر فريد الأطرش إلى فرنسا وهو يحمل معه أغانى فيلمه “عهد الهوى”، ليقوم بتلحينها حتى يعود إلى مصر ليستأنف تصوير الفيلم، وهناك بحث عن أغانى الفيلم فى حقائبه فلم يجدها، ولكنه وجد مظروفًا أخر يحتوى على أغان ليس لها علاقة بالفيلم، ومد يده ليسحب إحداها، فكانت الأغنية التى كتبها صديقه أنور، فأخذ عوده وبدأ يدندن حتى استكمل تلحين الأغنية، وعندما عاد إلى مصر ضم هذه الأغنية إلى أغانى فيلمه الجديد، لتحقق نجاحاً كبيراً، وتكون الصدفة بداية لواحدة من أجمل وأشهر أغانى فريد الأطرش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى