حكايات مُذهلة عن شدة البصيرة لدى طه حسين الفاقد البصر

 

فجأة وجد المخرج يحيى العلمي الذي كان يستعد لإخراج مسلسل تلفزيوني (الأيام) عن الأديب الكبير طه حسين، وجد نفسه غارقا أمام العديد من الذكريات والقصص الأنسانية التي تلقاها بذهول حكاية بعد أخرى من أفراد وأسرة الأديب الكبير طه حسين.

فقد قالت له ابنة عميد الأدب العربي : لم نكن نشعر للحظة واحدة ان والدي قد فقد بصره، حيث كان والدي يحلق ذقنه بنفسه صباح كل يوم ويرتدي ملابسه، وحده حتى ربطة عنقه لم يكن يساعده أحد في ربطها ولم يحدث طوال حياته ان أخطأ في تثبيت ربطة عنقه في مكانها الصحيح تماما.

وأكدت أيضا أنه كان يذهب وحده صباح كل يوم إلى صالة الطعام لتناول إفطاره دون مساعدة من أحد، لا خلال تناوله طعامه فقط وانما في كل تحركاته داخل المنزل.

ومن الغريب أن الدكتور طه حسين لم يكن يعتمد في تحركاته على عصاه كما يتصور البعض، ولم يستخدم طوال حياته عصاه إلا في في ظهره، بحسب ما نشرته الصحف المصرية عام 1979.

ومن الحكايات الأكثر التي رواها اسرة العميد أنه كان يجلس ذات مساء بين أفراد اسرته في لبنان بينما انطلق صوت أحد المطربين من خلال التلفزيون وشعر الدكتور طه حسين أن أفراد أسرته من المعجبين بصوت هذا المطرب فقال لهم مداعبا : إلى هذا الحد يعجبكم صوته ؟ وقال أفراد الأسرة نعم .

فقال الدكتور طه حسين مبتسما لا اعتقد أنه حسن الصوت لأنه مطرب أصلع، وتقول ابنة الدكتور طه حسين ليلتها لم أنم وأنا أفكر في تفسير ما حدث، لقد كان المطرب أصلع الرأس.

أما عن كيفية زواج عميد الأدب العربي من زميلته الفرنسية، فلهذا القرار قصة رواها أفراد أسرته حيث تقول القصة : أنه كان من عادة الطفل طه حسين أن يختبئ في غرفة « المديرة » بمنزل الأسرة الريفي ليستمع إلى الحديث الذي يجري بين الجالسات فيها من فتيات الأسرة، وفي إحدى المرات جلست الفتيات والسيدات اخذن يوزعن شباب الاسرة على المرشحات للزواج منهم، وفي نهاية الحديث بقيت فتاة بدون زواج وقالت لها واحدة من الحاضرات أنها ستتزوج من طه حسين .

وقالت الفتاة محتجة كيف اتزوج هذا الأعمى؟ وخرج طه حسين من مكانه ليقول لمن احتجت انه لا يسعده زواجه منها، وانه سيتزوج من فرنسية عندما يسافر لاستكمال دراسته في باريس، فقالت الفتاة وهي ترد عليه أن الأجدر به الامتحان بالازهر، وقالت أيضا إنها تشك في إمكانية استكماله لدراسته بالأزهر.

ومرت الأيام وتعلم طه حسين في الازهر وسافر لاستكمال تعليمه في باريس، وعاد إلى أرض الوطن ومعه زوجته الفرنسية.. أما الفتاة التي جرى بينها وبين طه حسين هذا الحوار فلم تجرؤ على مواجهته من قريب أو من بعيد طوال حياته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى