فلسفة الحروب عند دول الغرب.. عادلة إن خدمت مصالحها، وظالمة إن تناقضت معها!

اتفقت دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا ووقفت وقفة رجل واحد في التصدي للهجوم الروسي على أوكرانيا، واعتبر قادة تلك الدول هذا الهجوم عدوانا شرسا على دولة مسالمة، وعلى الإنسانية والحرية والديموقراطية، وانتهاكا للقوانين والأعراف الدولية، واعتداء لا مبرر له على سيادة أوكرانيا، واتخذوا قرارات سياسية واقتصادية وعسكرية داعمة لها، وطالبوا روسيا بوقف هجومها عليها والانسحاب فورا من أراضيها.
ليس هناك من يدافع عن الحروب وما ينتج عنها من سفك للدماء، وتهجير ملايين الأبرياء، وتدمير المدن والقرى والاقتصاد؛ فالكل يتمنى أن تحل المشاكل المسببة للمواجهات العسكرية بالطرق السلمية؛ لكننا ىهنا نتحدث عن نفاق الغرب وكيله بمكيالين وبطريقة تتناقض تماما مع ادعاءاته بأنه هو الحامي للديموقراطية وسيادة الدول، والمدافع عن الحرية والإنسانية والعدالة في كل مكان؛ حيث إن هذا الغرب الذي يتباكى على السيادة الأوكرانية وهب هبة رجل واحد للدفاع عنها، يدعم الكثير من الأنظمة الدكتاتورية والانقلابية التسلطية الفاسدة في العالم العربي والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهو الذي لم يفعل شيئا لوقف الحرب العراقية الإيرانية، وساهمت بعض دوله في الحروب التي دمرت الصومال والعراق وسوريا وليبيا واليمن، ودعمت المنظمات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي، وحاولت تجويع شعوب بسبب مواقف حكوماتها المعادية لها.
وهذا الغرب هو الذي شارك بجريمة العصر ولعب دورا محوريا في إقامة الدولة الصهيونية عام 1948، وغض الطرف عن احتلالها للضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء عام 1967، وعن نهبها للأراضي الفلسطينية والاستيطان، وعن سياساتها العنصرية واضطهادها للشعب الفلسطيني، ورفضها لحل الدولتين وتحقيق السلام.
ونسأل لماذا يستيقظ الضمير الغربي الممثل بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية عندما يعتدي أحد على دولة حليفة كأوكرانيا ويغط في سبات عميق عندما تهاجم دولة لا تنتمي لأوروبا أو القارة الأمريكية؟ الواضح هو أن القضية قضية مصالح ومنافع، وليست قضية ضمير وعدالة وحقوق ومساواة؛ أي إن تصرفات الغرب على الساحة الدولية تؤكد نفاقه وكيله بمكيالين، وأنه يستخدم شعاراته الكاذبة وألاعيبه لذر الرماد في العيون وخداع الشعوب من أجل تحقيق أهدافه، وعلى رأسها نهب ثروات شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى