إنتصر بوتين.. امريكا لن ترسل قواتها إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا تحت أي ظرف، وتايوان تعلن حالة تأهب قصوى تخوفاً من الصين

أكد البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لن ترسل قوات مسلحة إلى أوكرانيا لخوض حرب مع روسيا تحت أي ظرف من الظروف.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، خلال مؤتمر صحفي عقدته مساء امس الأربعاء، ردا على سؤال في هذا الشأن: “لا أعرف كم مرة سيكون علي أن أكرر ذلك، لا يوجد أي سيناريو سيرسل فيه الرئيس قوات أمريكية لمحاربة روسيا في أوكرانيا”.

وجددت بساكي: “لن نخوض حربا مع روسيا ولن ننشر قوات في أوكرانيا للقتال ضد روسيا. هذه الرؤية وهذا الموقف للرئيس لم يتغيرا”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا عن نقل عشرات المروحيات الحربية و8 مقاتلات من طراز “F-35” و800 عسكري إضافي من قواتها المنتشرة سابقا في أوروبا إلى بولندا ودول البلطيق “لتعزيز الجناح الشرقي للناتو” بأمر من بايدن.

واتهم بايدن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، امس الاول الثلاثاء، ببدء “غزو أوكرانيا” على خلفية اعترافه باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، معلنا عن فرض عقوبات على روسيا واتخاذ إجراءات “لتقوية الحلفاء” في شرق أوروبا، وصرح في خطاب: “سأقول بكل جلاء إن هذه خطوات دفاعية بحتة من قبلنا، لا نية لدينا لمحاربة روسيا”.

وشدد بايدن مع ذلك: “إننا نريد توجيه رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستدافع مع حلفائها عن كل شبر من أراضي الناتو مع الالتزام بتعهداتنا أمام الحلف”.

“حالة تأهب قصوى”  في تايوان

وعلى هذا الصعيد، أمرت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، الأربعاء، القوات المسلحة وأفراد الأمن في الجزيرة “بتكثيف المراقبة وتعزيز الدفاعات”، في الوقت الذي سعت فيه لطمأنة أولئك الذين يخشون من تكرار السيناريو الروسي الأوكراني في تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ويرى عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج الجزيرة، “أوجه تشابه” بين أوكرانيا وتايوان، وهي جزيرة تخضع للحكم الديمقراطي، وتزعم بكين أنها أراضيها.

وعلى الرغم من أن هذه “المقارنة ليست مثالية، فإن تايوان، مثل أوكرانيا، عاشت لفترة طويلة في ظل جار كبير ومتغطرس”، وفقا للصحيفة.

وتقول الصحيفة إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهما “حنين إلى الماضي الإمبراطوري المجيد، لتبرير مطالبهم الإقليمية الحالية”.

وكثف الرئيس الصيني “تحذيراته” لتايوان بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب بوتين لأوكرانيا.

وكانت تساي قد أعلنت في يناير الماضي عن تشكيل “فريق عمل لدراسة التوترات في أوكرانيا”، وقالت: “إننا نتعاطف مع أوكرانيا”.

وخلال اجتماع مع فريق العمل، الأربعاء، أدانت تساي روسيا “لتعديها على سيادة أوكرانيا”. لكنها أشارت إلى أن تايوان تختلف اختلافا جوهريًا عن أوكرانيا في ظروفها الجيوسياسية والاقتصادية والجغرافية.

ودعت حكومتها إلى البقاء في “حالة تأهب قصوى” ضد ما وصفته بـ “الحرب المعرفية” وجهود التضليل من قبل القوى الأجنبية، التي تهدف إلى “استخدام التوترات في أوكرانيا لإذكاء الذعر وعدم الاستقرار في تايوان”.

وتوضح الصحيفة أنه “بينما ترسل بكين الآن بانتظام طائرات حربية باتجاه تايوان، لا يوجد ما يشير إلى أن غزو الجزيرة وشيك. ويوجد قلق لدى بعض المحللين في تايوان من أن تشتت انتباه الغرب أو الرد الضعيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، يمكن أن يشجع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على تكثيف الضغط على الجزيرة”.

وأشارت إلى أن مراقبين آخرين “ينتقدون تساي، التي ابتعدت عن بكين بينما عززت في الوقت نفسه العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى”، ونقلت عن المسؤول الحكومي السابق، تشاو شين مين، قوله إن: “النتيجة الأوكرانية أمام أعيننا تماما. ومقاومة الصين لا تساعد في حماية تايوان – إنها تؤدي فقط إلى تسريع موتنا”.

ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قبل أيام، إن الحكومة الأميركية تراقب ” العلاقات المزدهرة ” بين الصين وروسيا.

وقال كيربي إن “دعمهم الضمني، إذا شئتم، لروسيا أمر مقلق للغاية، وبصراحة، أكثر زعزعة للاستقرار في الوضع الأمني في أوروبا”.

وفى الأسابيع الأخيرة تفاوضت الدولتان على عقد مدته 30 عاما لتزويد روسيا الصين بالغاز من خلال خط أنابيب جديد، وعرقلتا طلبا من واشنطن بأن تفرض الأمم المتحدة عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بسبب تجارب صاروخية جديدة، كما وصفت الدولتان تايوان بأنها “جزء لا يتجزأ من الصين”.

الصين: العملية العسكرية الروسية “ليست غزوا”

ومن جانبها، أعلنت الصين أن روسيا قررت شن عمليتها العسكرية في أوكرانيا بشكل مستقل دون التشاور مع بكين، واعتبرت بكين أن هذه العملية “ليست غزوا”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، أثناء موجز صحفي عقدته اليوم الخميس: “روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناء على قراراتها الاستراتيجية، ولا تحتاج إلى موافقة الصين قبل اتخاذ أي خطوات”.

وشددت المتحدثة على أن الصين تتابع عن كثب تطورات الوضع في أوكرانيا، داعية جميع الأطراف إلى “ضبط النفس ومنع خروج الوضع عن السيطرة”.

ورفضت هوا وصف العملية العسكرية الروسية بأنها “غزو”، مشيرة إلى أن هذا المصطلح متحيز، وامتنعت عن الإجابة عن أسئلة عما إذا كانت بكين على اتصال مع قادة روسيا وأوكرانيا.

وقالت إن القضية الأوكرانية لها “خلفية تاريخية معقدة جدا” ووراءها “عوامل مختلفة”، مؤكدا أن الصين وروسيا تطوران شراكتهما الاستراتيجية الشاملة على أساس المساواة.

في غضون ذلك، حذرت سفارة الصين في أوكرانيا الخميس رعاياها من “اضطرابات شديدة” ونصحتهم بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى