بينيت يعلن من البحرين قرب تشكيل حلف إقليمي يضم الدول العربية المعتدلة واسرائيل للوقوف في وجه ايران وحلفائها

الحرة – دبي
أصبح نفتالي بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البحرين، حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى، امس الثلاثاء، في محاولة لتشكيل هيكل إقليمي ضد إيران.

تأتي زيارة بينيت إلى الدولة الخليجية الصغيرة وسط محادثات بين دول الشرق الأوسط حول تعزيز التعاون الأمني، وحيث أصبحت حرب الظل بين إسرائيل وإيران علنية.

وقال بينيت للصحفيين قبل توجهه إلى البحرين، امس الاول الاثنين: “في هذه الحقبة المضطربة، من المهم أن ترسل منطقتنا على وجه الخصوص رسالة تعاون وحسن نية والوقوف في مواجهة التهديدات”.

وقال ولي العهد البحرين رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة، في اجتماع مع بينيت، في قصر القضيبية: “يجب علينا بذل المزيد من الجهد للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل لتعزيز اتفاقيات إبراهيم التي كانت إنجازا تاريخيا مهما للغاية”.

وكانت البحرين والإمارات وقعتا اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في سبتمبر 2020، بوساطة أميركية.

وصف بينيت زيارته للمنامة بأنها فرصة لتشكيل موقف مشترك ضد إيران وحلفائها مثل الحوثيين في اليمن والذين أدت هجماتهم على الإمارات هذا العام إلى زعزعة المنطقة الغنية بالنفط.

وقال للصحفيين: “نحاول تشكيل هيكل إقليمي جديد للدول المعتدلة لتحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي، ولنكون قادرين على الوقوف بقوة في وجه الأعداء الذين يثيرون الفوضى والذعر”.

وتتزامن زيارته مع مرحلة، قد تكون أخيرة، من المفاوضات في فيينا بين إيران والقوى العالمية بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب منه من جانب واحد عام 2018.

وقد أشادت إسرائيل وعدة دول عربية بانسحاب ترامب الذي سعى إلى تقييد البرنامج النووي مقابل تخفيف العقوبات، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

وتشارك دول الخليج العربية إسرائيل المخاوف الأمنية إزاء قضية صواريخ إيران وسلوكها والقوات المتحالفة معها في المنطقة، جنبا إلى جنب مع البرنامج النووي.

وقال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب يوئيل غوزنسكي لفرانس برس: “في ضوء محادثات فيينا فإن الزيارة تعد عرضا للقوة، وإشارة رمزية إلى أن الدولتين تعملان معا”.

ويقول عبد الله الجنيد، المحلل السياسي البحريني، لواشنطن بوست، إن بعض الدول في المنطقة أصيبت بخيبة أمل لرؤية الولايات المتحدة “تذهب بمفردها”، إلى محادثات فيينا، بدلا من صياغة نهج إقليمي متماسك لاحتواء تهديدات إيران.

وأضاف: “نود بالتأكيد أن نرى نهجا جديدا (…) ونعتقد أن فيينا لا ينبغي أن تكون المسار الوحيد”.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران عززت برنامجها النووي بشكل كبير، في الآونة الأخيرة.

وتعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني غطاء لخطط تطوير أسلحة ذرية. في المقابل تصر إيران على أنها تهدف فقط إلى توليد الطاقة النووية وتنفي أي نية لصنع قنبلة.

وكبديل للاتفاق الذي تجري مناقشته في فيينا، يقول الخبراء إن دول الخليج وإسرائيل تحاول صياغة رد إقليمي على إيران.

وكان الباحث السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، قال لموقع “الحرة”: “بكل أسف تكاد ظروف المنطقة تضع الكتلة الخليجية وإسرائيل متساويين في حالة العداء الإيراني”.

يقول يوناتان فريمان، خبير العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس، لواشنطن بوست، إنه منذ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات، تسارعت الإعلانات عن العلاقات الأمنية السرية بين إسرائيل والدول الخليجية.

وأضاف أنه يُنظر إلى البحرين والإمارات على نطاق واسع على أنهما وسطاء بين إسرائيل والسعودية.

وقال فريمان: “كان هناك دائما تحالف ضد إيران، لكن هذه الدول العربية والإسلامية الآن أكثر استعدادا لمشاهدتها مع إسرائيليين يرتدون الزي العسكري”.

وأضاف “هذا التعاون المتزايد مع إسرائيل هو نتيجة الضوء الأخضر الذي تحصل عليه دول مثل البحرين من جيرانها، مثل السعودية.”

ووفقا للبيانات الصادرة عن موقع مراقبة فيروس كورونا التابع لوزارة الصحة الإسرائيلية، سافر حوالي 860 شخصا من السعودية إلى إسرائيل، خلال العام الماضي، بينما لا يحدد الموقع عدد المواطنين السعوديين، حسبما تنقل واشنطن بوست.

في وقت سابق من هذا الشهر، وقع وزيرا الدفاع الإسرائيلي والبحريني اتفاقية “ستسهم في استقرار المنطقة”، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.

وفي نوفمبر، شاركت قوات من الإمارات والبحرين وإسرائيل والقيادة المركزية لقوات البحرية الأميركية، ومقرها البحرين، في تدريب أمني في البحر الأحمر، وهي أول مناورة بحرية معترف بها علنا بين الولايات المتحدة وإسرائيل والبلدين الخليجيين.

وتعليقا على ذلك، قال بينيت مس الثلاثاء: “هذا نموذج جديد وجيد. هذا ما يجب أن تكون عليه الروابط العربية الإسرائيلية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى