جراء التضخم وتدهور الاقتصاد.. هجرة جماعية للأطباء من تركيا

يبحث عدد كبير من الأطباء في تركيا عن فرص عمل أفضل في خارج البلاد، عقب تدهور الاقتصاد وارتفاع التضخم مؤخرا، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

فقد أدى انهيار العملة المحلية، الليرة أمام الدولار الأميركي، إلى خفض رواتب بعض الأطباء إلى مستوى قريب من الحد الأدنى للأجور، مما دفعهم للبحث عن فرص عمل خارج البلاد.

وتقول الصحيفة الأميركية إن رحيل الأطباء الأتراك عن البلاد يعد بمثابة “إدانة” للرئيس رجب طيب إردوغان، الذي صقل سمعته من خلال توسيع نطاق الرعاية الصحية الشاملة على مدار 18 عاما في السلطة، وكان ذلك أحد إنجازاته المميزة.

وقال الدكتور فوركان كاجري كورال، 26 عاما، وهو طبيب مبتدئ غادر تركيا بعد تخرجه بسنتين فقط: “قبل ثلاث سنوات، كنت سأقول إن الراتب عادل، لكنه الآن ليس كذلك”.

وأضاف: “يعمل الأطباء في تركيا على مستوى من الاستعباد قياسا بحجم العمل والمخاطر التي يتعرضون لها”.

ذهب كورال إلى ألمانيا، حيث وجد، بعد 11 شهرا من تعلم اللغة، وظيفة طبيب مساعد في مدينة كيمنتس، ويستعد لإجراء اختبار معادلة يسمح له بالعمل.

وقال الدكتور كورال إنه كان يشجع زملاءه وشقيقته التي تدرس الطب على أن يحذوا حذوه.

وفي ألمانيا، تأسست شركة (إكين آي) لتعليم اللغة الألمانية للأطباء الأتراك منذ خمس سنوات. وقالت إن خُمس طلابها تزيد أعمارهم عن 40 عاما، وبعضهم فوق الخمسين.

“القيم تتدهور”
من جهته، يخطط الدكتور دوجان كان سيليك، 29 عاما، الذي يعمل في مستشفى عام في إسطنبول، للمغادرة إلى بريطانيا للعمل هناك.

وقال: “أحب بلدي، وخاصة إسطنبول، ولكن في السنوات الأربع الماضية، تغير الأمر حقا”، مرجعا رغبته بالمغادرة إلى ساعات العمل الطويلة وتدني الأجور.

وتابع: “عندما أرى أساتذتنا، أعتقد أنني لا أريد أن أكون في وضعهم؛ لأنه بعد 40 عاما كأساتذة، يحصلون على رواتب منخفضة حقا”.

وعلى عكس الموجات السابقة من العمال الأتراك المتجهين إلى أوروبا، فإن أولئك الذين يهاجرون هذه الأيام ليس لديهم نية كبيرة للعودة ويغادرون لمنح أطفالهم فرصا أفضل، طبقا للصحيفة.

وقالت رئيسة الجمعية الطبية التركية، الدكتورة سيبنم كورور فينكانسي، “إن الرواتب ليست فقط هي التي تدفع العاملين في مجال الصحة للرحيل … بل تدني قيمة المهنة على مدى السنوات الماضية منذ بداية حكم حزب العدالة والتنمية”.

وقالت إن جملة من القضايا الأخرى، بما في ذلك التمييز بين الجنسين والمحسوبية في الإدارة وزيادة الدعاوى القضائية ضد الممارسين الطبيين، جعلت الأطباء يفقدون الأمل.

وأردفت فينكانسي: “إنهم لا يعتقدون أن الوضع سيتغير. الأمر لا يتعلق فقط بالنظام الصحي، ولكن بالبيئة العامة”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى