باحث مصري يصف العملية الأمريكية في سوريا التي أدت لمقتل زعيم داعش بانها دعائية وغير مؤثرة

علق عمرو فاروق، الباحث المصري في “شؤون الحركات المتطرفة”، على العملية التي نفذتها الولايات المتحدة في العمق السوري وأدت لمقتل القيادي بتنظيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وقال فروق في حديث لـ RT، إن “أبو إبراهيم القرشي ليس شخصا فعالا فى التنظيم والعملية دعائية أكثر من اللازم”.

وأضاف: “الكيانات ذات الطبيعة التنظيمية أمثال تنظيم (داعش)، و(القاعدة) و(الإخوان)، لا تتأثر بشكل حقيقي بفقد قياداتها، ما يعني أن مقتل القرشي لن يؤثر بشكل سلبي على محطات التنظيم وتوجهاته، لاسيما أن أبو إبراهيم القرشي لم يكن شخصية فعالة بشكل حقيقي في ظل مرور التنظيم بحالة من السقوط على مدار السنوات الأخيرة وتحديدًا في سوريا والعراق”.

وتابع: “(داعش) يسير وفقا لما يعرف باستراتيجية (مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ)، ما يحقق معادلة قوة الفروع والولايات في إفريقيا وآسيا عن تمركزه الوهمي في سوريا والعراق، بعد خساراته الجغرافية السياسية في مارس 2019، على يد قوات التحالف الأمريكي”.

وأضاف الباحث المصري:”عملية مقتل الهاشمي ربما من ضمن أهدافها تفريغ الساحة السورية الواقعة تحت سيطرة الجانب التركي، لتمكين أبو محمد الجولاني زعيم (هيئة تحرير الشام) وتقديمه كمعارض سياسي في ظل ما يحدث على أرض الواقع حاليا”.

وأردف: “عملية مقتل الهاشمي من المرجح أنها جاءت بسبب عملية اقتحام “داعش” لسجن “غويران” والتي كشفت تخطيط التنظيم وتحركاته واستعادته لقوته وقواعده، والتي أسفر عن مقتل أكثر من 180 التنظيم (بينهم 150 من منفذي الهجوم)، ونحو 120 عنصرا من قوات “قسد” وفقا لتقارير صادرة عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان””.

وقال: “من المرجح أن يتولى زمام التنظيم عقب مقتل أبو إبراهيم الهاشمي، الحاج جمعة عواد البدري، رئيس مجلس الشورى العام، وشقيق أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق للتنظيم، في ظل إلقاء القبض على سامي جاسم الجبوري، في أكتوبر 2021، وذلك بناء على تفاصيل الهيكل الداخلي للتنظيم الداعشي، التي انفرد بها قبل اغتياله الخبير في مجال مكافحة الإرهاب، هشام الهاشمي، في إحدى الدراسات “البيان” للدراسات والتخطيط الأمني والعسكري”.

وأضاف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة: “داعش يعيد نفسه حاليا من خلال معسكرات مشروع (جبل التمكين)، التي تعتبر امتدادا لمعسكرات (أشبال الخلافة) التي بدائها منذ إعلان خلافته في يونيو 2014، بهدف إنتاج كوادر بشرية مدربة تتبنى التوجهات الفكرية والتنظيمية للمشروع الداعشي”.

وأشار إلى أن: “التنظيم فقد فعليا قوته التنظيمية في سوريا والعرا، ويلتحف بالدروب الجبلية والصحراوية بين الحدود السورية العراقية، التي يتواجد بها نحو 10 آلاف مقاتل داعشي، تمكنوا من الفرار بعد هزائم التنظيم، وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فيراير 2021”.

وأوضح أن: “تفكك “داعش” وانهيار دولته في سوريا والعراق لا يعني نهائيا سقوط المشروع الداعشي إذ أن التنظيمات من شأنها أن تتعرض للانشطار والانشقاق، والتفكك، لكن تظل روافدها باقية طالما أن فكرتها متماسكة وقادرة على الاستمرار والاستنساخ والتمدد فكريا وتنظيميا”.

وقال: “التنظيم فعليا نقل مركز ثقله التنظيمي في العمق الإفريقي ( الغرب والوسط والشرق)، مستغلا حالة الفراغ السياسي والأمني، والطبيعة الجبلية التي يوظفها في تدريب وتجنيد المئات من الشباب والمراهقين، في حالة أقرب غرفة العمليات المركزية”.

وأردف فاروق: “كتابة السطور الأخيرة في رواية تنظيم “داعش” وفصائله تحتاج إلى المزيد من الخطوات والتدابير التنفيذية على أرض الواقع، مع ضرورة إعادة صوغ استراتيجيات الأمن القومي العربي وبنائها فكريا وعسكريا وأمنيا، وصناعة لوبي ضاغط بقوة لكسر تغلغل التنظيم التكفيري، ومحاصرة مخاطره، ووقف المد الفكري للمعتقدات الداعشية في عمق المنطقة العربية”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن أن جيش بلاده “أزال من ساحة المعركة” زعيم التنظيم خلال عملية جرت في شمال سوريا ليل الأربعاء إلى الخميس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى