اخترقت حزب الله وحماس وسوريا وتدرب احد اعضائها بالاردن.. تفكيك اكثر من 15 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان

 

 

كشفت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الإثنين، عن تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، من تفكيك أكثر من 15 شبكة تجسس إسرائيلية في البلاد، كل منها منفصلة عن الأخرى، تنشط على مختلف الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى سورية.
وبحسب تفاصيل العملية التي نشرتها صحف لبنانية، من ضمنها صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله”؛ فقد “بدأ فرع المعلومات قبل نحو خمسة أسابيع، العملية الأمنية، بعد إبلاغ ضابط متخصص عثوره على إشارة تُشير إلى عمل ذي بُعد أمني، لأحد المشتبهين فيه”.
وأضافت المصادر أنه “بعد التنسيق مع النيابة العامة التمييزية، وقيادة قوى الأمن الداخلي، ورغم العدد الكبير من المشتبه فيهم بالتعامل مع المخابرات الإسرائيلية؛ إلا أن العملية أُحيطت بسرّية غير مسبوقة”.

أكبر عملية أمنية
وأشارت إلى أن فرع المعلومات “بدأ أكبر عملية أمنية ضد التجسس الإسرائيلي منذ عام 2009، وسُجل فيها تهاوي شبكات الموساد الإسرائيلي، واحدة تلو الأخرى”.
وأضافت أن الجهاز الأمني اللبناني تمكن “خلال أربعة أسابيع، من وضع يده على ملفات تتعلق بالعشرات من المشتبه في تورطهم بمد إسرائيل، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبعلم أو من دون علم مسبق، بمعطيات تتعلق بأهدافه، لا تنحصر فقط بجمع معطيات عن المقاومة ومراكزها، بل بعملية مسح شاملة تشمل أيضاً قوى المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان، ولا سيما حركة حماس”.

اختراقات حسّاسة
وأظهر التوسع في التحقيقات اكتشاف فرع المعلومات في الأمن اللبناني، وجود اختراق للعدو داخل الفرع نفسه، وفي موقع شديد القرب من قيادته. وتبيّن من التحقيق مع المشتبه فيه أن هدف الاختراق جمع معطيات مما يسمعه بحكم موقعه، وتحديد هويات ضباط في الفرع، والأدوار التي يقومون بها.
كما تبيّن وجود اختراق في “حزب الله” تمثل في تجنيد أحد عناصر التعبئة في الحزب (وهو من بلدة جنوبية) شارك في مهام في سورية. وقد أوقف جهاز أمن المقاومة المشتبه فيه، وتبيّن بالتحقيق معه أنه جُنّد بواسطة منظمة ادعت أنها تعمل لمصلحة الأمم المتحدة، وتقوم بأعمال إحصاء ودراسات واستطلاع رأي.
كما تم اكتشاف مشتبه فيه سوري موجود في دمشق، نسّق جهاز أمن المقاومة مع الأجهزة الأمنية السورية لتوقيفه. وقد أقر بأنه كان يعمل على رصد مقار مدنية وعسكرية وتجارية، ويوفّر خرائط طرقات ومبان في العاصمة السورية، من دون أن يعرف الهدف من وراء جمع هذه المعلومات.
وتبيّن أن الجانب الإسرائيلي تمكن من اختراق عدد من العاملين في منظمات وجمعيات غير حكومية، وتجنيدهم لجمع معطيات عن الوضعين السياسي والاجتماعي، ومعلومات عن عقارات ومنازل في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب عمومًا، إضافة إلى معلومات تقليدية عن مراكز لحزب الله وبعض مراكز الجيش، ومعلومات عن أفراد في حزب الله، والاستفسار عن علاقات لأشخاص مع أفراد ومسؤولين في الحزب.

وجود “حماس” بالمخيمات
كما تم اكتشاف وجود عمل مركّز على مجموعات حركة “حماس” في مخيمات لبنان، مع طلب المشغِّلين رصد قدوم أشخاص فلسطينيين من خارج المخيمات إليها، ورصد بعض الأمكنة التي يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام العسكري.
وركّز التحقيق على صلة المشتبه فيهم، حيث تم توقيف أحد المتصلين بـ”حماس” إثر انفجار مخيم “البرج الشمالي” (جنوبي لبنان) في 11 كانون أول/ديسمبر الماضي.

آليات التواصل
ومن بين الموقوفين؛ مهندسو اتصالات طُلب من أحدهم التخطيط لتأسيس مراكز اتصالات في بيروت.
وخلال عملية الرصد والتحقيق؛ نجح فرع المعلومات في كشف آلية التواصل بين المشتبه فيهم ومشغّليهم، وطريقة إيصال الأموال للمجنَّدين.
وأشارت المصادر إلى أن عدد الذين خضعوا للتحقيق معهم على مدى الشهر الماضي تجاوز الـ35 شخصاً، وقد أُوقف نحو 20 منهم لدى فرع المعلومات، فيما يوجد موقوف لدى جهاز أمن المقاومة، وموقوف آخر في سورية.
وبيّنت أن الموقوفين توزّعوا على جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية، واللبنانيون منهم من كل الطوائف (سنّة وشيعة ودروز ومسيحيون)، وقد عملوا انطلاقاً من معظم المناطق اللبنانية.

تدريب في الاردن
كما تبيّن أن أحد الموقوفين، وهو من طرابلس، برّر تعامله مع العدوّ بأنه يكره حزب الله و«مستعد للقيام بأي شيء ضد الحزب». وقد اعترف بأنه بادر الى الاتصال بالإسرائيليين الذين نقلوه في إحدى المراحل إلى الأردن، حيث خضع لدورات متخصصة ولفحص كشف الكذب، ثم أُخضع لتدريب على استخدام طائرات من دون طيار. وقد زُوّد بإحداها واستخدمها في بعض مهامه.

طرق التجنيد والتمويل

وقد جرى الكشف عن آلية التواصل بين المشتبه فيهم ومشغليهم وطريقة إيصال الأموال للمجنّدين، ولفتت الصحيفة إلى أن التواصل كان يتم عبر مواقع إلكترونية وغرف دردشة مغلقة، أو عبر اتصالات هاتفية بواسطة خطوط هاتف لبنانية.

وتبيّن أن معظم عمليات التجنيد حصلت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأن دافع عدد من المتورطين كان الحاجة إلى المال بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وأحيانا، كان الاحتلال يطلب معلومات بسيطة على سبيل التجربة لقياس مدى جدية العميل في التعاون.

أما في ما يتعلق بالدفعات المالية، فكانت تسلّم عبر شركات تحويل الأموال (…Western Union,OMT). وكان مصدر الأموال بلدان في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا. وتبين أن الأموال كانت تحول بمبالغ صغيرة حتى لا تلفت الأنظار، بحيث تصنف في خانة المساعدات التي يرسلها المغتربون اللبنانيون إلى ذويهم.

عدد الذين خضعوا للتحقيق معهم على مدى الشهر الماضي تجاوز الـ35 شخصا، وقد أُوقف نحو 20 منهم لدى فرع المعلومات، فيما يوجد موقوف لدى “جهاز أمن المقاومة”، وموقوف آخر في سوريا. وأطلق سراح من تبين أنهم يقومون بأعمال مشابهة لم يثبت أن لها علاقة بالاحتلال.

وقد أظهرت التحقيقات أن 12 من الموقوفين على الأقل كانوا على علم بأنهم يعملون لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وأن البقية كانوا يعتقدون بأنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى