تقرير استراتيجي: إسرائيل لا يمكنها مواجهة إيران وحدها، وانقساماتها الداخلية تعيقها عن مواجهة التحديات

كشف معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تقريره الاستراتيجي لعام 2022، أن إسرائيل لا يمكنها بمفردها مواجهة التحديات التي تفرضها إيران.

التقرير الذي نشرت مقتطفات منه وسائل إعلام إسرائيلية بينها قناة “كان”، حدد ثلاثة تهديدات تواجه إسرائيل خلال العام الجاري في مقدمتها إيران، والأوضاع في الضفة الغربية و”الحصانة الداخلية” للمجتمع الإسرائيلي.

“إسرائيل لن تكون قادرة وحدها على التعامل مع التحديات التي تشكلها ايران”، وعلى رأس قائمة التهديدات لإسرائيل، بحسب التقرير، تأتي إيران وسعيها لامتلاك قنبلة نووية.

في العام الماضي، تمكن الإيرانيون، بحسب الباحثين الإسرائيليين في المركز التابع لجماعة تل أبيب، من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية تزيد عن 60% من خلال تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة وقدرات انشطار جديدة.

ويقدر باحثو المعهد أن الإيرانيين يمكن أن يصلوا إلى مستويات عالية من اليورانيوم المخصب في غضون أسابيع قليلة إذا تم اتخاذ قرار في طهران.

وفيما يتعلق بمسألة أنظمة الأسلحة، التي يمكن أن تحمل في النهاية رؤوسا نووية، هناك جدل بين الباحثين في المعهد، إذ تتحدث التقديرات المتفائلة عن تطور سيستغرق حوالي عامين وتتحدث التقديرات المتشائمة عن تطور سيستغرق عدة أشهر.

وقرر الباحثون أن إسرائيل لا تستطيع التعامل وحدها مع التحديات التي تطرحها إيران، الأمر الذي يستلزم تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة بغض النظر عن نجاح أو فشل المحادثات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا.

يعتقد باحثو المعهد أنه على أي حال، سواء تم توقيع اتفاق بين إيران والقوى العظمى، أو تعثرت المحادثات أو فشلت، فإن أي حالة لا يمنع فيها اتفاق إيران من أن تصبح دولة عتبة نووية هو فشل لإسرائيل.

مثل هذا الوضع يمكن أن يحرج إسرائيل عندما تظل منعزلة في رغبتها في استخدام الأدوات العسكرية لإبعاد إيران عن القنبلة النووية.

وقال باحثون في المعهد إن إسرائيل منذ عقود لم تضع سياسة لوقف البرنامج النووي الإيراني، وأنها تعاملت فقط مع تأخير المشروع.

كما أشار باحثو المعهد إلى التهديدات من المحور الشيعي الذي تقوده إيران في المنطقة، وقرروا أن إيران قد تمسكت بعملياتها السرية على الساحة الإقليمية في محاولة لخلق”تهديد نيران محيطي” لإسرائيل، لاسيما من خلال دفع مشروع الصواريخ الدقيقة لـ “حزب الله” في لبنان وسوريا.

وبالإضافة إلى آلاف الصواريخ، تقوم إيران أيضا بتجهيز الميليشيات الشيعية بآلاف الطائرات دون طيار مع نطاقات من العمليات التي تسمح بالتسلل إلى الأجواء الإسرائيلية من جميع الساحات، وفق التقرير.

الانقسامات الداخلية تضعف القدرة على مواجهة التحديات

وقد خلص التقرير إلى أن الانقسامات الداخلية في البلاد تعيق قدرتها على تطوير نهج متكامل طويل الأمد للتحديات الرئيسية التي تواجهها إسرائيل، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وقدم معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب، امس الاثنين، تقريره المسحي السنوي إلى الرئيس، يستحاق هرتسوغ، والذي يشير إلى أن إسرائيل تفشل في “تعظيم إمكاناتها الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية في استجابتها للتحديات السياسية والأمنية والداخلية”.

ويقدم التقرير عشر توصيات سياسية، بما في ذلك إعداد خيار عسكري موثوق به ضد برنامج إيران النووي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تقوية السلطة الفلسطينية وتحسين جودة الحياة للمواطنين الفلسطينيين، ومتابعة التنمية الاقتصادية مقابل ضمانات أمنية في غزة.

وحول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ذهب باحثو المعهد إلى أنّها على “شفير الغليان”. وتشكّل هذه الجبهة، وفق المعهد، “تحدّيًا كبيرًا لرؤية إسرائيل دولة يهودية، ديمقراطية، آمنة وأخلاقية، بسبب الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة”، فـ”غياب حل للصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني، وعدم الدفع بمسار سياسي” يضعان إسرائيل أمام “تهديد خطير على هويّتها كدولة يهودية وديمقراطية وعلى مكانتها في المجتمع الدولي”.

وتابع التقرير “الوضع الأمني في الضفة الغربية على شفير الغليان، بسبب ضعف السلطة الفلسطينية، وتجمّع الفصائل والشارع ضدّها”، لكنّه استدرك أنّ “الوضع لا يزال تحت السيطرة بسبب العمليات النشطة للجيش والشاباك والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، لكنّ السلطة تضعف ومن المحتمل أن تصل حتى إلى عدم قدرة على التصرّف، في الوقت الذي يزيد فيه اليأس عند جيل الشباب الفلسطيني إلى الحديث بمصطلحات ’الدولة الواحدة’”.

وحول قطاع غزّة، يجد الاحتلال نفسه، وفق التقرير، أمام “صراع معقّد وبعيد المدى: الحاجة إلى ردّ عاجل للوضع الإنساني في المنطقة ومنع التصعيد الأمني، وصفقة تبادل أسرى ومنع تعزّز حكم ’حماس’ وقوتّها العسكرية”.

كما شدد تقرير معهد دراسات الأمن القومي على أن إسرائيل لا تستطيع التعامل مع صراع فلسطيني لم يحل، كما يتضح من جولة القتال الأخيرة مع حماس والجهاد الإسلامي في غزة والتي استمرت 11 يوما خلال مايو 2021.

أمّا داخل الخطّ الأخضر، فصنّف باحثو المعهد “الجبهة الإسرائيلية الداخلية” على أنها “تهديد اجتماعي خطير بشكل خاصّ”، على ضوء الاستقطاب والشروخ والتطرّف بالإضافة إلى تراجع الثقة بمؤسسات الدولة.

وأرجع باحثو المعهد تحدّيات هذه “الجبهة” إلى “ضعف شرطة إسرائيل، وتطوّر مناطق خارج السيطرة، تشكّل تهديدًا حقيقيًا على المناعة الاجتماعية وعلى الأمن القومي”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى