هل تدافع إسرائيل عن امن العرب؟

تحاول إسرائيل تعزيز تغلغلها العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة العربية من خلال استغلالها الهجمات التي تعرضت لها أبو ظبي الاثنين الماضي والتي خلفت العديد من القتلى والجرحى وطلب حكام الامارات العاجل من شركة “سكاي لوك” الإسرائيلية لأنظمة الدفاع دعمها بعد الهجوم الحوثي.
لا يمكن الفصل بين التغلغل العسكري الاسرائيلي الأخير في المنطقة وبين تراجع الحضور الأمريكي فيها؛ فأمريكا مهدت وسمحت لإسرائيل بان تأخذ دورها في التدخل بذريعة حماية الأنظمة العربية وذلك بعد انضمام عدد من الدول العربية الى معاهدة ابراهام، وبعد ان قلصت عدد قواتها في الخليج من ما يقارب 50000 ألف جندي إلى 20000 ألف جندي، ونقل حاملة طائرات ومعدات عسكرية إلى مناطق أخرى من العالم للتصدي الى تنامي النفوذ الصيني والروسي الذي أصبح يهدد المصالح الأمريكية في اروبا ومنطقة المحيط الهادئ.
فإسرائيل وامريكيا تدركان بان الأسلحة التي تباع للإمارات والمغرب وبقية الدول العربية التي هرولت للتطبيع مع الكيان الغاصب لن تستخدم الا ليقتل العرب بعضهم بعضا، وللحيلولة دون تطوير علاقة مشتركه بينهم وخاصة إذا كانت تهدد او تتعارض مع مصالح إسرائيل في المنطقة.
لهذا ستبقى إسرائيل وأمريكا المستفيدتان الكبريان من تغلل الكيان الصهيوني في المنطقة؛ فإسرائيل لن تتردد عن تزويد الامارات بالأسلحة لان ذلك سيعطيها مواطئ اقدام متزايدة الاتساع في المنطقة، وسيجعلها قادرة على بسط املاءاتها بصورة اكبر على العرب بما يتماشى مع اطماعها الاستراتيجية بتقسيم واضعاف الدول العربية لتثبيت احتلالها لفلسطين كما حدث بدعمها لتمزيق السودان الى شمال وجنوب، وتعزيز اقتصادها لاستقطاب المزيد من الصهاينة للهجرة اليها من جميع انحاء العالم وبناء المزيد من المستوطنات في القدس والضفة الغربية، وسلب أراض عربية أخرى كهضبة الجولان، وإنشاء تحالف عربي بقيادتها للتصدي ولإفشال الاتفاق النووي الغربي مع إيران، وامريكا تستخدم إسرائيل للتغطية على تقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط و للتركيز على التصدي لتهديد الصين وروسيا لمصالحها.
لن تجني الامارات ومن لف لفها من الأنظمة العربية التي تراهن على حماية إسرائيل لعروشهم شيئا؛ فالإمارات والسعودية تلقتا ضربات موجعه في عمقهما رغم انفاقهما مئات المليارات من الدولارات مقابل الأسلحة الامريكية، كما تستنزف إسرائيل ثروات المغرب ببيعه اسلحه هدفها تهديد الجارة الجزائرية في حرب لو وقعت سيكون الملك محمد الخامس الخاسر الأكبر فيها.
ومصر والتي همش دورها في المنطقة بعد توقيعها معاهدة كامب ديفيد تقف متفرجة وعاجزة عن حماية امنها المائي من خطر سد النهضة الاثيوبي الذي تحميه إسرائيل، ناهيك عن السودان الذي يعاني من ازمة سياسية واقتصادية خانقة بسبب رغبة العسكر الانفراد بالحكم ودعم إسرائيل الامني واللوجستي لهم.
تغلغل إسرائيل العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة العربية يساعدها في الحصول على المزيد من الشرعية الدولية، وافشال بعض المحاولات لإحكام الحصار حولها بسبب جرائمها وارهابها تجاه الشعب الفلسطيني، ويمكنها من نسف أسس مقومات التضامن العربي بحرمان المنطقة من انشاء جسد عربي واحد يحمي مصالح وتطلعات الشعوب العربية للديموقراطية والرخاء الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى