عبد الوهاب يهرب من الأطباء لتلحين “هذه ليلتي” لام كلثوم/ فيديو

كانت علاقة الصداقة بين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ودية قوية، رغم التنافس الفني الشديد بينهما، وكثيرا ما كانا يتواصلان، خاصة بعد حفل كل منهما أو بعد عمل فني لاي منهما .
وقد كونا معا ثنائيا رائعا ابتداء من أغنية أنت عمري، مرورا بأغنية أنت الحب، وأمل حياتي، وفكروني، وأغنية هذه ليلتي التي كانت لها قصة مع مؤلفها الشاعر والأديب اللبناني جورج جرداق.
والقصة تبدأ حين سافر عبدالوهاب إلى لبنان، وطلبت منه أم كلثوم أن ينقل تحياتها إلى جرداق، وتسأله أن يكتب قصيدة لتغنيها، وقد ابلغه عبد الوهاب بالرسالة فعلا، وظل يسأله يوما تلو الآخر : أين القصيدة؟ فيخبره جرداق بأن الوحي لم يطرق بابه بعد، حتى كانت احدى الليالي التي خرج فيها عبدالوهاب مع جرداق إلى شرفة الفندق، حيث كان المشهد بديعا والقمر مكتملا فإذا بجرداق يدندن: هذه ليلتي وحلم حياتي/ بين ماضٍ من الزمان وآتي، فما كان من عبدالوهاب الا ان يطلب من جرداق إعادة ما قاله، ثم يضيف عبدالوهاب بحماس: هذه هي القصيدة التي ستغنيها أم كلثوم فلتكملها، وفي اليوم التالي أكمل جرداق القصيدة.
وبالفعل قام عبدالوهاب بتلحينها لتغنيها أم كلثوم بعدها بأكثر من عام، ولتلحينها قصة طريفة حيث قرر عبدالوهاب الامتناع عن إجراء عملية كانت مقر ة في عينه بناء على نصحه الأطباء في لندن بضرورة إجرائها.
وقد طلب عبدالوهاب من الأطباء المشرفين على علاجه تأجيل إجراء العملية حتى بداية عام 1969، وكان أول عمل قام به عبدالوهاب بمجرد عودته إلى القاهرة من بيروت، يوم 5 أكتوبر 1968، هو تسجيل قصيدة هذه ليلتي لتغنيها أم كلثوم كافضل ما يكون الغناء، ولتبقى شاهدة على روعة الزمن العربي الجميل.