رئيس مجلس النواب: لقد آن الأوان لعودة سوريا، خاصرة الأمة وحاملة لواء إرثها، إلى حاضنتها العربية

قال رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي، اليوم الخميس، إنه آن الأوان لعودة سوريا إلى حاضنتها العربية.
وأضاف خلال كلمته بافتتاح البرلمان العربي، الجلسة الثانية لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث في مجلس الأمة في عمّان:” لقد سرني اختياركم مجلس النواب الأردني ليكون فاتحة أقطار برلمانات أمتنا لانعقاد جلسة البرلمان العربي، فهذا الأردن كما عرفتموه سيبقى على عهده مع أمته، ما تقلب يوم قلبت صروف الدهر غيره، وآثر على نفسه رغم ضيق ذات اليد، باحثاً عن مساحات التوافق العربي، لا يعمق الهوة بين الإخوة، أردنٌ ما باع بدماء أمته ولا اشترى، ونأى بالنفس عن هوى الغريب، فتمسك رغم الجرح والأذى بالقريب”.
وقال: نحن اليوم أمام مسؤولية برلمانية في الضغط على حكوماتنا من أجل الشروع بفتح أبواب التعاون الممكن والمتاح نحو تحقيق التكامل الاقتصادي، فإن تباينت المواقف السياسية، فلا أقل من البناء على ما لدينا، من روابط الدم والمصير، مستندين على ما لدينا من شرايين نقلٍ بري تُميز جغرافية منطقتنا العربية وأن نبحث عن صيغٍ لأشكال العمل الجماعي وتسخير كل الجهود لمواجهة ما ألقته كورونا علينا من آثار ونقص من الأموال والأنفس والثمرات والغذاء والدواء والماء.
واضاف: أما سوريا خاصرة الأمة وحاملة لواء إرثها، فقد آن الأوان لعودتها إلى حاضنتها العربية، ولا بد يوماً أن يشرق فجر الأمة.
وأما العراق الصابر صبر الكريم الذي كانت أدنى مكارمه قوافل من الشهداء في مختلف أقطار أمته (وأشهد الله أنني ولدت في مدينة الحبيبة المفرق، وخلف شباك بيتنا مقبرة الشهداء العراقيين، وأنا أراها طفلاً كل يوم وما زلت).
وعليه وجب علينا اليوم البناء على ما حققه الأشقاء في سوريا والعراق من انتصارات على عصابات الظلام، وأن نشد الخطى داعمين لوحدة شعبهم وسلامة أراضيهم وأمنهم واستقرارهم، رافضين كل أشكال التدخل في شؤونهم، حتى تنعم الأجيال بالأمن وتشرع النوافذ أمام مستقبل واعد يستحقه الشعبان العظيمان.
وليس بعيداً، فقد آن الأوان لشعب لبنان أن يستريح، والحال يا بني قومي في اليمن من ذات الحال قد شق عليهم طريق الموت والدم، أما ليبيا الممتدة في قلوبنا وجعاً على اتساع صحرائها، فقد آن لها أن تنهض وتلفظ كل البرامج والمشاريع التي تستهدف وحدتها ومقدراتها، فالله أسال لها ولكل أقطار أمتنا السلامة والعافية.
وختم الدغمي بالقول: حيث قبلةُ قلوبِنا فلسطين، لا بد أن تنهض أرض الشهداء والصمود، نعم ستنهض وإن طال الزمان، كما نهضت الجزائر بلاد المليون ونصف المليون شهيد، بعد طول (130) سنة أو يزيد من الاضطهاد والاستعمار، مُقسمين بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات، عندما خاضوها حياة أو ممات، وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر.
نعم ستنهض فلسطين حاملة كل الشهداء على كتفيها وتحت أقدامها كل الخونة وتجار القضية، وهذا الوطن العربي حتما سيتعافى ويدير بوصلة الأيام تجاه أولاده، وسيحملهم بين كفيه ويقدمهم على كل خانع وخائن وسمسار وفاسد، سيقدمهم حتما على كل أفاق مرتش وضيع.
نعم سيقوم من الجرح أكثر عافية..وطني بجراحاته النازلة، لا تخف لا تخف، إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة، ما حنى الدهر قامتها أبداً، إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم..تتم مهمتها الهادفة.