اعلن المخرج المصري، محمد دياب، وقف عرض فيلم “أميرة” الذي تسبب بجدل واسع النطاق في فلسطين والأردن، بسبب ما يقول معارضون إنه يسيء للسجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وقد طالبت أسرة فيلم “أميرة”، في بيان نشره دياب عبر صفحته على فيسبوك، بتشكيل لجنة مختصة من قبل السجناء الفلسطينيين وعائلاتهم لمشاهدة الفيلم ومناقشته.
وزعم البيان أن “أميرة” لم يسيء لقضية الأسرى الفلسطينيين، وأن هناك “إجماع” خلال عرضه في المهرجانات السينمائية بأن “الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي إنساني وينتقد الاحتلال بوضوح”.
هذا الفيلم يحكي قصة فتاة فلسطينية تدعى أميرة ولدت عن طريق تهريب نطفة معتقل فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، لكنها اكتشفت لاحقا أن النطفة المهربة كانت تعود لضابط إسرائيلي، وليست للسجين الفلسطيني الذي يفترض أن يكون والدها.
وفيلم أميرة هو إنتاج مشترك أردني مصري فلسطينين وهو من تأليف وإخراج محمد دياب، وبطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والممثلة الأردنية تارا عبود التي لعبت دور أميرة.
وقد رفضت وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية الفيلم، امس الأربعاء، بوصفه “مسيء”، وطالبوا بوقف بثه لوجود “تداعيات خطيرة” جراء عرضه.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان، إن “الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا، ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية”.
وطالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن والجهات الرسمية أن تنظر “بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء “وفا”.
“قصة خيالية”
وذكر بيان أسرة الفيلم أن القصة خيالية، وأن عمر أميرة في الفيلم 18 عاما “يتنافى منطقيا مع بداية اللجوء لتهريب النطف في 2012”.
وأردف البيان أن الفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول إنه “منذ 2012 ولد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة”.
وأشار البيان إلى أن “الفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوما ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين”.
وانتقد “مكتب إعلام الأسرى” الفلسطيني الفيلم على اعتبار أن يخدم مصالح إسرائيل.
وقال المكتب إن “تناول قضية نطف الأسرى المهربة في فلم أميرة بهذا الأسلوب من الهبوط الفكري والسلوك الذميم، والتوظيف السيئ للفن والإعلام لا يخدم سوى الاحتلال ولا يسئ إلا لصاحبه”.
وكانت “اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين قد ” طالبت بدورها بوقف عرض فيلم أميرة وسحبه من كافة المنصات ومحاسبة المسؤولين عنه.
وانتشرت دعوات خلال وسائل التواصل الاجتماعي بوقف عرض الفيلم “أميرة”، حيث كتب مغردون تحت وسم “#اسحبوا_فيلم_أميرة” آلاف التغريدات المعارضة لقصة الفيلم الذي يسعى الأردن من خلاله إلى دخول سباق المنافسة بجائزة الأوسكار العالمية.
ودعا مغردون إلى وقفة احتجاجية، اليوم الخميس، أمام الهيئة الملكية للأفلام في الأردن احتجاجا على فيلم أميرة وذلك للمطالبة بإيقاف عرضه وسحبه تمثيل الأردن في جائزة الأوسكار.
كما طالب المعترضون على الفيلم من القيمين عليه بتقديم اعتذار للسجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية على اعتبار أن رواية أميرة تسيء لأكثر من 100 طفل فلسطيني ولدوا عن طريق تهريب النطف.
في المقابل، قالت وزارة الثقة الأردنية على لسان أمينها العام إنها ليست جهة اختصاص بالتصريح أو منع الفيلم من العرض.
وأكد هزاع البراري، في تصريح لصحيفة “الغد” الأردنية، أن هيئة الإعلام هي صاحبة الولاية القانونية والاختصاص في التصريح أو منع الأفلام.
وكانت وزارة الثقافة أعلنت في 12 نوفمبر أن فيلم أميرة سيمثل الأردن في جوائز الأوسكار لعام 2022.
وذكر بيان أسرة الفيلم أنهم يتفهمون الغضب الذي اعترى الكثيريين على ما يظنونه إساءة. وقال إن “الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية، ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقلها للعالم ودافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية ومسؤولية مخرجه”.
وأشار البيان إلى أهمية أن “تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلا او اجتزاءً “.
تعقيب زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من بلدة بيت ريما على فيلم أميرة.
وأم مجد هي ثاني أم تضع مولودها الذي حملته عبر النطف المهربة. pic.twitter.com/UEwfZ4G1AH— التميمي ?? (@HassanTamimi_) December 8, 2021