مؤسسة دويتشه فيله (DW) الاعلامية الالمانية تخضع للضغوط الصهيونية وتوقف تعاونها مع قناة رؤيا الأردنية

أوقفت DW التعاون مع قناة “رؤيا” التلفزيونية الأردنية، بعد اكتشاف منشورات معادية للسامية نشرتها القناة في وسائل التواصل الاجتماعي. وانطلقت بالفعل لجنة تحقيق مستقلة في DW على خلفية اتهامات لبعض العاملين بمعاداة السامية.

تنأى دويتشه فيله (DW)، المؤسسة الإعلامية الدولية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، بنفسها، وبشكل قاطع، عن هذه المنشورات من قبل القناة الشريكة (رؤيا) وتأسف على تقييمها الأولي لقناة رؤيا على أنها “غير معادية لإسرائيل”.
وقال غويدو باومهاور، المدير العام لقسم التسويق والتكنولوجيا في “دويتشه فيله (DW): نعتذر عن عدم انتباهنا لهذه الصور المثيرة للاشمئزاز. وبعد المنشورات المثيرة للريبة من قبل تلفزيون رؤيا يجب علينا إعادة تقييم التعاون مع القناة. فبعض المحتويات المنشورة على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة برؤيا لا تتفق بتاتا مع قيم دويتشه فيله. سنقوم الآن، داخليا، بمراجعة عملية انتقائنا للشركاء على نحو أكثر دقة، ولا سيما فيما يتعلق بمعاداة السامية والعنصرية”.
وكانت دويتشه فيله قد اختارت الشراكة في الأساس مع قناة “رؤيا” التلفزيونية الفضائية، لأن القناة تتناول، وتعزز، في برامجها قضايا، منها، دعم القدرات الإعلامية لدى الشباب ومساواة النساء بالرجال وحقوق الأقليات في الأردن.
لجنة تحقيق مستقلة
وفتحت مؤسسة دويتشه فيله (DW)، تحقيقًا مستقلا، وذلك بعد تقرير صحفي حول تصريحات معادية للسامية من قبل أعضاء بفريق التحرير في القسم العربي في DW. وأوضح المدير العام لـ DW بيتر ليمبورغ أن المؤسسة لديها سياسة لا تتسامح أبدا مع معاداة السامية.
وقال ليمبورغ إن “التصريحات الخاصة التي نقلتها الصحافة عن بعض العاملين بـ DW لا تتوافق مع القيم التي نلتزم بها جميعا في DW”. وتابع المدير العام للمؤسسة: “في DW لدينا قواعد واضحة ضد معاداة السامية وضد أي شكل من أشكال التمييز، تنطبق على جميع العاملين، بغض النظر عن المكان وعلاقة العمل التي يرتبطون بها مع DW”.
وسيقوم التحقيق بمراجعة تعليقات العاملين في DW في منشورات أخرى وكذلك في صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح ليمبورغ: “من أجل إجراء التحقيق المستقل، تمكنت DW من كسب شخصيتين متميزتين بشكل خاص لهذه المهمة، وهما وزيرة العدل الاتحادية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر والأخصائي النفسي أحمد منصور”.
وأضاف المدير العام لـDW: “أنا أشكر الاثنين لأجل استعدادهما للمساهمة في توضيح سريع لهذا الوضع الصعب بالنسبة لـ DW”.
الادعاءات “تستحق مراجعة دقيقة”
ويتضمن التحقيق توضيح الحالات المبلغ عنها، والتحقيق فيما إذا كانت هناك إخفاقات محتملة داخل DW وكذلك التوصية باتخاذ تدابير وقائية للمستقبل. والعاملون المعنيون موقوفون عن الخدمة طوال مدة التحقيق.
وقال أحمد منصور، مؤسس مبادرة دعم الديمقراطية والوقاية من التطرف: “الادعاءات الواردة هنا [يجب] أخذها على محمل الجد”. وتابع موضحًا: “إن المهمة الموكلة إليّ تتطلب أن أقوم بها بصراحة وحياد واحترام وإدراك مستحق للمسؤولية”.
بينما أكدت زابينه لويتهويزر شنارنبرغر أن “القيم والمبادئ المرتبطة بعمل دويتشه فيله يجب أن يفهمها الجميع وأن يعيشوها. والخروقات ضد هذا الموقف والموصوفة هنا لها وزن كبير، وهذا ما يجعل المراجعة الدقيقة مهمة جدا”.
ومن جهته أكد كريستوف يومبلت، المتحدث الصحفي باسم دويتشه فيله، أن المبادئ الصحفية لـDW، منصوص عليها في “قانون دويتشه فيله” وكذلك في مدونة قواعد السلوك الخاصة بـ DW وفي إرشادات رئاسة التحرير بالمؤسسة. “وبعد تحقيق أولي، ستتخذ DW إذا لزم الأمر، إجراءات فورية إذا ثبتت صحة انتهاكات هذه القواعد”.
منشورات على وسائل التواصل تحت المجهر
ويأتي هذا التحقيق من جانب المؤسسة ردا على تقرير نشرته صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” يوم الثلاثاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021). وذكرت الصحيفة فيه أن عددا من العاملين في القسم العربي في DW وكذلك أحد المدربين، يعمل بشكل مستقل مع المؤسسة، قد نشروا في السنوات الماضية تعليقات معادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أخرى.
ونُشرت تلك التصريحات على حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تم حذف بعض المنشورات في وقت لاحق.
DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى