بعد استقالة الوزير قرداحي.. الرئيس عون يتمنى أن تضع هذه الاستقالة حدا للخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية – الخليجية/ فيديو

جدد الرئيس اللبناني ميشال عون، لدى تسلمه كتاب استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، تأكيد حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية.

وحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، وقع الرئيس عون مرسوم قبول استقالة قرداحي، كما تمنى أن “تضع هذه الاستقالة حدا للخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية – الخليجية”.

وكان قرداحي قد اعلن، ظهر اليوم الجمعة، استقالته بمؤتمر صحفي، وذلك لـ”حلحلة الأزمة مع السعودية”، بعد تصريحات له أثارت غضب الأخيرة.

وقال للصحفيين إنه سبق أن امتنع عن الاستقالة وذلك بسبب أن المقابلة التي أجريت معه وأثارت ضجة كانت قبل أكثر من شهر من تعيينه وزيرا للإعلام، وأنها لا تلزم الحكومة اللبنانية بشيء.

وأكد أنه “لم يقصد بكلامه الإساءة لأحد، بل كانت دعوة صادقة من القلب لوقف الحرب بين الأطراف المتحاربة في اليمن”.

وانتقد الحملة ضده، وتصوير أن ما قاله “جريمة ضد السعودية”، مضيفا: “الحملات المسعورة والتجني علي والتطاول ضدي، أزعجتني”.

وقال: “للأسف بسبب الحملات ضدي، تسببت بإجراءات مقاطعة دبلوماسية وتجارية واقتصادية من السعودية ومجلس التعاون الخليجي، ما تسبب بحالة قلق من اللبنانيين في دول الخليج، وذلك أزعجني”.

وتساءل: “كيف يمكن تحميل شعب كامل مسؤولية كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة؟”.

وعبر ختاما عن تمنيه أن تفتح استقالته النافذة نحو علاقات أفضل مع دول الخليج.

وكان قرداحي قد وصف نيته اتخاذ قرار بالاستقالة من منصبه، بأنه قرار صائب جاء في الوقت الصحيح.

ووفقا لتصريحات نقلها موقع النشرة اللبناني، قال قرداحي: “أنا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصح في التوقيت الصح، ولذلك أشعر براحة داخلية”.

وعلل قرداحي قراره قائلا: “لا أريد أن أعطي مجالاً لأحد كي يتهمني لاحقاً بأنني أضعتُ على لبنان فرصة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية”، واصفا هذه الزيارة بأنها “يمكن أن تكون محطة مناسبة لبدء معالجة الأزمة مع السعودية”.

وأكد الوزير اللبناني الذي كانت تصريحاته سببا في أزمة دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، أنه لا يريد إفساح المجال أمام تحميله “مسؤولية أي إجراء سلبي قد يُنفذ ضد المغتربين في الخليج”.

وشدد قرداحي على أن اللبنانيين سيكتشفون أنه ليس “سبب ما يعانونه هم، وما تعانيه الحكومة من مشكلات”، لافتا إلى أن “البعض أراد تحميلي إيّاها زوراً وبهتانا”، وفقا لتعبيره.

قال قرداحي لصحيفة الجمهورية اللبنانية انه قد اتخذ قراره بالاستقالة “بعد مشاورات أجراها مع حلفائه”، مشيرة إلى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وجماعة حزب الله القوية المتحالفة مع إيران.

وكانت رويترز نقلت عن مصادر أن الاستقالة تأتي لفتح باب التفاوض قبيل الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية في ظل الأزمة القائمة بين لبنان وبعض دول الخليج بعد تصريحات لقرداحي انتقد فيها التدخل العسكري، بقيادة الرياض، في حرب اليمن.

وتؤكد صحيفة الجمهورية على هذه النقطة أيضا وتقول إن الاستقالة “تتويج لاتصالات داخلية وأخرى عابرة للحدود شارك فيها ماكرون ومستشاره باتريك دوريل”.

وكان قرداحي أكد لتلفزيون إم.تي.في المحلي أنه سيعلن استقالته الساعة الواحدة بعد ظهر الجمعة، بتوقيت لبنان (11:00 بتوقيت غرينتش)، مضيفا أن استقالته قد تساعد على “حلحلة الأزمة” بين لبنان والسعودية.

وتابع “منذ اليوم الأول قلت إنه إذا كانت استقالتي تفيد فأنا جاهز لها”.

وكانت وسائل إعلام محلية، قد أفادت مساء أمس الخميس، بأن وزير الإعلام اللبناني سيعلن عن استقالته اليوم الجمعة، في مبادرة لحل الأزمة الخليجية مع لبنان.

وقالت قناة “الجديد” اللبنانية، أمس الخميس، إن قرداحي يتجه إلى إعلان استقالته من الحكومة غدا بعد لقاء جمعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم الأربعاء الماضي.

يشار إلى أن أزمة دبلوماسية كانت قد اندلعت بين لبنان ودول الخليج بعد نشر مقابلة متلفزة جرى تسجيلها مع جورج قرداحي قبل توليه مهام منصبه وزيرا للإعلام في لبنان، اعتبر فيها أن جماعة أنصار الله اليمنية “تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات”، وما فاقم الأزمة أكثر، هو رفض قرداحي الاعتذار.

وأعلنت بعدها السعودية استدعاء سفيرها لدى بيروت، وإمهال السفير اللبناني في المملكة 48 ساعة لمغادرة البلاد، ولحقت بها في هذا القرار الكويت والإمارات والبحرين، كما أعلنت المملكة، وقف دخول الواردات اللبنانية إلى أراضيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى