سامية جمال تشعل الحرب بين الملك فاروق ووزير داخليته

حلت، اليوم الاربعاء، ذكرى رحيل الممثلة والراقصة سامية جمال، التي توفيت 1 ديسمبر عام 1994 عن عمر يناهز 70 عامًا، وكانت قد ولدت في إحدى القرى التابعة لمحافظة بني سويف عام 1924.

بدأت سامية جمال رحلتها في العمل الفني بعد التحاقها بفرقة بديعة مصابني من خلال الرقص، واختارت لها بديعة اسمها الفني (سامية)، بدلا من اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ، ودخلت إلى عالم السينما منذ منتصف الأربعينيات، وكونت في بداياتها ثنائيًا فنيًا مميزًا مع الفنان والمطرب فريد الأطرش، ورقصت على العديد من ألحانه رقصاتها المميزة.

وشاركت سامية جمال بالتمثيل والرقص في العديد من الأفلام، منها: نشالة هانم، الرجل الثاني، سكر هانم، أمير الانتقام، أحمر شفايف، العرسان الثلاثة، رقصة الوداع، والمليونيرة النشالة، الشيطان والخريف، ساعة الصفر، كل دقة في قلبي.

وحازت الفنانة سامية جمال على العديد من الألقاب، منها راقصة مصر الأولى بعد بديعة مصابني ، وفراشة الفن، وفراشة الرقص الشرقي.

اعتزلت الفن في أوائل السبعينيات، وبعد اعتزالها الفن في السبعينيات، عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينيات، بناء على طلب من الفنان سمير صبري.

وفي مثل هذا اليوم توفيت، لينتهي مشوارها الفني المتميز الذي امتلأ بالعطاء الفني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت لستة أيام في مستشفى مصر الدولي بالقاهرة.

اشعلت الحرب بين الملك فاروق ووزير داخليته

في كتابه “ليالي فاروق”، يكشف الكاتب المصري المعروف، مصطفى أمين عن علاقة غامضة تربط بين سامية جمال وملك مصر الذى تخلى عن تحية كاريوكا، الراقصة الأولى للقصر من أجل أن يضم سامية جمال الى حاشيته، عندا في غريمه المطرب فريد الأطرش الذى كان يحظى بعدد كبير من المعجبات مما أثار الغيرة عند الملك المشهور عنه حب التملك، وقبلت سامية جمال ذلك ردا على إهانة فريد الأطرش لها برفضه الزواج منها، بحجة أنه أمير وإنها هي من الفلاحين الفقراء.

بدا إعجاب الملك فاروق بالراقصة حين شاهدها ترقص في الأوبرج، فدعاها للرقص أمامه وحده فى القصر عن طريق رئيس الديوان أحمد حسنين، ووافقت سامية جمال، وذاع الخبر فى الصحف حتى أطلقت عليها الصحف لقب “راقصة القصر”.

وتابع مصطفى أمين: بعد أزمة زواج فتحية شقيقة الملك، وصدور قانون يحرم على الصحف تناول أخبار الأسرة المالكة، سافر الملق إلى فرنسا للترفيه، ولم يتحمل الملك فاروق تواجده في مدينة دوفيل الفرنسية وحيدا بدون راقصة مصر الأولى التي كانت ملازمة له قبل هذا السفر يوميا سواء في القصر أو في الأوبرج.

لم يتردد الملك في إرسال طلب رسمي كي تسافر إليه فورا راقصته المحببة سامية جمال.. إلا أن وزير الداخلية المصري (الوفدي) في ذلك الوقت فؤاد سراج الدين رفض منح سامية جمال تأشيرة السفر إلى الخارج، رغم توسط رجال القصر والحاشية خوفا من غضب الملك عليهم.

وما ان سمع فاروق برأى وزير الداخلية ورفضه هذا الأمر حتى رفع سماعة التليفون وطلب فؤاد سراج الدين وهدده، لكن وزير الداخلية اصر على موقفه  ورفض الانصياع لرغبات الملك المتهورة، ورد على الملك قائلا أنه برفضه يحمى سمعة القصر والحكم فيما لو سافرت راقصة إلى ملك البلاد خارج مصر بعيدا عن العيون لترفه عنه وتحيى لياليه.

الغريب أن ما حدث، ولم  يكن يتوقعه وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، أن الراقصة سامية جمال قد لجأت إلى القضاء المستعجل، وأقامت دعوى قضائية ضد تعسف وزير الداخلية ورفضه سفرها وحرمانها من حقها الدستوري واعتدائه على حريتها الشخصية، فحكمت لها المحكمة بالسفر إلى دوفيل للقاء الملك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى