في ذكرى وفاتها.. شادية صديقة لام كلثوم ومعجبة بعادل امام

مرت اليوم الاحد 4 سنوات على رحيل حبيبة الملايين وصوت العاشقين، الفنانة الكبيرة شادية التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 28 نوفمبر من عام 2017، ولكنها لم ترحل من وجدان الملايين الذين عشقوا صوتها وفنها، وستبقى حاضرة دوما في الوجدان المصري والعربي.

ولدت شادية فى 8 فبراير عام 1931 في منطقة الحلمية الجديدة بحى عابدين في القاهرة، وكان والدها المهندس أحمد كمال أحد كبار مهندسي وزارة الزراعة والري ومشرفًا على الأراضي الخاصة الملكية، وكانت أمها تركية الأصل.

بدأت شادية مشوارها الفنى عام 1947 عندما كان المخرج أحمد بدرخان يبحث عن وجوه جديدة، فتقدمت ومثلت وغنت أمامه، فنالت إعجاب كل من كان في استوديو مصر، ولكن هذا المشروع توقف، ثم قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك، وبعده رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه” العقل فى أجازة”، وكان أول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة ، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام، منها: الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء.

وفى مقال كتبته الفنانة الكبيرة شادية بنفسها فى منتصف الخمسينات تحدثت عن بداياتها الفنية وبعض ذكرياتها الطريفة، فقالت الفنانة الكبيرة إنها أقنعت والدها بحبها للفن والسينما ورغبتها فى العمل بها، وعندما وافق والدها قرر أن تقضى شهرين تتنقل خلالهما بين دور السينما لمتابعة الأفلام، وتكوين ثقافة وصورة عامة عن التمثيل فى السينما المصرية، وبالفعل قضت شادية مدة شهرين تقضى أغلب أوقاتها فى السينما، وكان والدها يصطحبها معه أو يوفد فى رفقتها أحد أفراد الأسرة فلا يتركها وحدها أبدًا، كما كان يفعل ذلك لفترة طويلة بعد بد مشوارها الفنى، وشاهدت شادية خلال هذه الفترة عدداً كبيراً من الافلام ساعدها على تكوين فكرة كبيرة عن التمثيل.

سر علاقتها بكوكب الشرق

الاديب الكبير عباس محمود العقاد وصف شادية بالميوعة، ولكن ام كلثوم وصفتها بالنسمة القريبة من القلب، وفى مذكرات الفنانة شادية المتعددة المواهب التي نشرتها الناقدة ايريس نظمى في مجلة آخر ساعة، قالت الفنانة الدلوعة شادية: بدأت علاقتي بالست ام كلثوم بعد أن شاهدتها أول مرة في مولد سيدى المغاوري، وهو أحد أولياء الله الصالحين وكنت بصحبة والدى.

وأضافت: كانت أم كلثوم تعشق الموالد للاستماع الى حلقات الذكر والإنشاد، ووجدت نفسى عندما شاهدتها أجرى خلفها وهى عائدة الى سيارتها، ووقفت أثناء البرد وانا أرتعد أمام السيارة فتنبهت لوجودي ومدت يدها نحوي وقربتنى إلى صدرها وغطتنى بمعطف الفراء الذى كانت ترتديه فشعرت بالدفء العجيب الذى لم أشعر به من قبل..انه ليس دفء معطف الفراء الثمين بل هو دفء قلبها الذى امتلأ بحب الكثيرين، وكنت أنا واحدة منهم.

واضافت شادية: كانت السيدة أم كلثوم أول من شجعنى على الغناء، وذلك عندما ذهبت مع والدى إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك لأسمعها صوتى، وبعد أن استمعت الى اعجبت بصوتى وسألتنى: هوة انت عاوزة تغنى ليه ؟علشان الشهرة والفلوس ؟ قلت لها أنا بحب الغنا وبس، ضحكت وقالت لى: اعبدي شغلك بعد عبادة ربنا وحافظى على صحتك وموهبتك ودايما اجتهدي، ويجوز تضحى بحاجات كتير لكن ما دمت بتحبي شغلك حاتكوني مبسوطة أكثر من أي حاجة تانية، ومن يومها وأنا لم أنسى هذه النصيحة، واذا تعرضت لأى مشكلة مهما كانت كنت الجأ الى أم كلثوم.

ومن أخطر المواقف بين شادية وكوكب الشرق ام كلثوم، كما نشرت ايريس نظمى فى مجلة آخر ساعة، انه بعد إعلان طلاق شادية من عماد حمدى قابلتها ام كلثوم أمام باب ستديو صوت القاهرة فعنفتها يشدة بسبب تأثر حياتها الفنية ونجاحها بالزواج والطلاق والبحث عن الإنجاب ومنذ ذلك اليوم تفرغت شادية تماما للعمل الفني وكانت كلما تعرضت لأى مشكلة اسرعت تطلب معاونة سيدة الغناء ام كلثوم.

تقول شادية عن موقف آخر صادفها مع ام كلثوم: في أوائل الستينات أعددت أغنية جديدة وظهرت الإعلانات في الشوارع، وقبل الحفل بيومين اتصل بى مسؤول كبير يخبرنا برفض إذاعة الاغنية بالرغم من الموافقة عليها من لجنة النصوص في الإذاعة وطلب المسؤول تقديم اغانى قديمة في الحفل وإلا سيلغى الحفل نهائيا، اتصلت بأم كلثوم وبعد التحرى اكتشفت ام كلثوم ان سبب المنع ان كلمات الأغنية لصحفى يسارى متهم في قضية التنظيم الشيوعي وقتها، ونصحتني باللجوء الى مؤلف اغان شاب لكتابة أغنية سريعة، هو الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد.

وأضافت: بالفعل اتصلت بعبد الوهاب محمد الذى كتب اغنية “أنا وقلبى يا روح قلبى ” في ساعتين ليبدأ التلحين والبروفة وتقديم اغنية جديدة في الحفل.

قالت سيدة الغناء ام كلثوم عن الفنانة شادية: شادية من احب الشخصيات والاصوات الى قلبي وشخصيتها لا تملك إلا أن تحبها وتشعر أنها قريبة إلى القلب وفى صوتها نعومة وصفاء.

شادية معجبة بعادل إمام

في لقاء لشادية مع جريدة الجمهورية  المصرية في 18 يوليو 1985، قالت رأيها بصراحة في السينما وفي عادل إمام بشكل خاص، بعدما وجه لها محرر جريدة الجمهورية الأسئلة التالية:-

– ما الفرق بين سينما اليوم والأمس ؟
**لا أحب المقارنة.. لأن لكل وقت ظروفه التي تتحكم في نوعية الفن الذي يقدم فيه.

– ورأيك في (موجة) الأفلام الكوميدية ؟
**الكوميديا حلوة ويحتاج إليها كل شعب صبور ومتحمل مثلنا، ونحن شعب يحب الضحك عندما تتأزم الأمور، والأفلام مثل كل الأشياء لها موضة تستمر لفترة ثم تنخفض.

– ونجم الشباك عادل إمام ؟
**عادل فنان مكافح ولم يقلد أحدا ولديه قبول لدى الجماهير، وأنا شخصيًا ارتاح عندما أنظر في وجهه.

– وحصوله على أعلى أجر في السينما ؟
**من حقه.. لأنه يضحي من أجل ذلك بالكثير ويكفي أنه لا يرى أسرته إلا ساعتين في اليوم لكثرة ارتباطاته بالعمل في بلاتوهات السينما وخشبة المسرح وتفكيره الدائم في تطوير فنه واختياره بدقة للأدوار التي تدخل السعادة على قلوب جمهوره، كما أنه لم يضر أي إنسان من خلال ما يقدمه من أعمال مضحكة.

– لماذا لم تلتق معه في عمل حاليًا ؟
**لعدم وجود عمل فني مناسب يجمعنا، وقد التقيت بعادل في مجموعة من الأفلام منها (مراتي مدير عام، عفريت مراتي، كرامة زوجتي، أضواء المدينة)، وقد أعجبت به من أول يوم رأيته، وذلك لأخلاقياته واحترامه لمواعيده ومن يومها لم يتغير.

شادية اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، ولدت، كما اسلفنا، في 8 فبراير 1931، حيث لقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، وتوفيت في 28 نوفمبر عام 2017 عن عمر 86 عامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى