“الجنرال” آبي احمد يقود كتائب الموت بنفسه في اثيوبيا.. فهل نال جائزة نوبل للسلام ام للحرب؟؟!!

ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مرتديا الزي العسكري على خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات تيغراي في منطقة عفر شمال شرقي البلاد.
وقال أحمد الذي كان يتحدث للتلفزيون بلغتي أوروميا وأمهرة المحليتين، إن قوات تيغراي تنسحب من المناطق التي احتلتها حتى الآن، مؤكدا أنها ليست في وضع يسمح لها بمنافسة الجيش الوطني، بحسب محطة فانا الإثيوبية.
وأشار إلى أن الجيش تمكن من تحرير منطقتي شيفرة وكاساجيتا في منطقة عفر، ويواصل التقدم إلى مناطق أخرى في عملية عسكرية واسعة النطاق.
يأتي ذلك بينما تواجه إثيوبيا مؤامرة لتقسيمها بحسب تصريحات مسؤولين في الحكومة المركزية، حيث تواجه العاصمة خطر السقوط في أيدي تحالف عسكري بين قوات جبهة تحرير تيغراي وقوات أورومو، التي تزحف باتجاه أديس أبابا.
وأطلقت عدة دول تحذيرات لرعاياها بعدم السفر إلى إثيوبيا، في ظل إعلان حالة الطوارئ في البلاد، كما طالبت هذه الدول رعاياها هناك بمغادرة إثيوبيا في أقرب وقت.
وتوجّه رئيس الوزراء آبي أحمد إلى الجبهة الأمامية للمشاركة في الحرب ضد جبهة تيغراي، وسلّم المهام الحكومية لنائبه ديميكي ميكونين.
وأكدت الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، أنه “لا يوجد حل عسكري” للحرب الأهلية في إثيوبيا، لافتة إلى أنها تدعم الدبلوماسية، باعتبارها “الخيار الأول والأخير والوحيد”.
نوبل للسلام أم للحرب
وقد أثار قرار آبي أحمد بالذهاب إلى الجبهة وقيادة العمليات العسكرية ضد جبهة تيغراي تساؤلات بشأن جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها في 2019، هل كانت مكافأة له على جهود السلام، أم أنها أعطته الضوء الأخضر لخوض الحرب؟
ووصفت أوساط سياسية إثيوبية مشاركة آبي أحمد في الجبهة بأنها هروب من الجبهة الحقيقية التي انتخبه الإثيوبيون لأجلها، وهي الجبهة السياسية التي كان من أبرز عناوينها تحقيق السلام في البلاد، وإقامة حوار بين ممثلي مختلف العرقيات وقطع الطريق أمام عودة الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وترك رئيس الوزراء الإثيوبي منصبه وفوض نائبه للقيام بمهامه وذهب إلى الجبهة وظهر وهو يرتدي البدلة العسكرية.
وقد رفض آبي محاولات مختلفة لوقف الحرب كانت من أهمها المساعي التي قادها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وتوعد آبي أحمد امس الجمعة “بدفن العدو” في رسالة قالت وسائل إعلام رسمية إنها الأولى له من جبهة القتال، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن النزاع المسلح المستمر منذ عام جعل أكثر من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية الأربعاء أن آبي، العسكري السابق الذي كان مكلفا باتصالات اللاسلكي قبل ترقيته لرتبة لفتنانت كولونيل، وصل إلى خطوط الجبهة لقيادة هجوم مضاد على المتمردين، بعد أن سلم مهامه الاعتيادية لنائبه.
وفي مقابلة مع هيئة إذاعة أوروميا الجمعة قال الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 إنه واثق من الانتصار على “جبهة تحرير شعب تيغراي” المتمردة.
وأضاف “إلى أن ندفن العدو… إلى أن يتأكد استقلال إثيوبيا، لن نتراجع عن المسار. ما نريد رؤيته هو إثيوبيا صامدة فيما نحن نموت”.
وأكد أن الجيش يسيطر على كاساغيتا ويعتزم استعادة السيطرة على منطقة شيفرا وبلدة بوركا في إقليم عفر، المحاذي لإقليم تيغراي معقل جبهة تحرير شعب تيغراي. وقال “ليس لدى العدو القدرة على منافستنا، سوف ننتصر”.
وبُثت المقابلة قبل ساعات على إعلان الحكومة عن قواعد جديدة تحظر نشر مستجدات المعارك التي لم تعلنها قنوات رسمية، في خطوة قد تحمل عقوبات بحق صحافيين.