بعد عملية البطل “ابو شخيدم” وهتاف ابناء مخيم شعفاط: “نحن رجالك محمد ضيف”.. العدو يتوقع تدهور الاوضاع بالقدس

رفعت الشرطة الإسرائيلية من حالة التأهب في مدينة القدس من منطلق مخاوف من قيام مهاجمين بتنفيذ عمليات إطلاق النار، على غرار عملية أمس الأحد في البلدة القديمة في مدينة القدس، والتي أدت إلى مقتل الاسرائيلي الياهو كي واصابة ثلاثة آخرين.
وقال مسؤول في الشرطة الاسرائيلية لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان): “نأخذ بعين الحسبان أن الوضع من الممكن أن يتدهور إلى موجة من العمليات الفردية”، مشيرا إلى أنه “بعد العملية قررنا تعزيز القوات في المنطقة”.
وبعد ساعات من الحادث أجريت في مخيم شعفاط مسيرة مؤيدة للعملية، ومن جملة ما هتفت به الحشود: “نحن رجالك محمد ضيف” و”للقدس رايحين شهداء بالملايين” ،واندلعت في المكان مواجهات بين المشاركين في المسيرة وقوات حرس الحدود.
ومن جهته أعلن الرئيس الاسرائيلي يتسحاك هرتسوغ تعقيبا على عملية إطلاق النار، أمس الأحد، في القدس: “حقيقة أن الإرهابي الذي نفذ العملية ينتمي لحركة حماس، يلزم المجتمع الدولي الاعتراف بحركة حماس كمنظمة ارهابية”
ووفقا للتقديرات الاسرائيلية فان السلاح الذي استخدم في عملية القدس كان من طراز برتا M112 وليس سلاحا بدائيا من طراز كارلو.
حماس معنية باشعال الأوضاع في الضفة والقدس
هذا وقال عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، أن حماس “تمشي على حبل مشدود”، فهي من جهة تدعم الهجمات في القدس والضفة، وتعمل للحفاظ على حالة الهدوء غير المسبوقة في قطاع غزة، منذ العملية الأخيرة “حارس الأسوار” (العدوان الأخير في مايو/أيار الماضي).
واعتبر أن أي توتر في القدس والأقصى سيكون ذا طابع خطير قد يؤدي إلى إشعال الأوضاع بشكل كبير، وقد تمتد إلى الضفة وربما مناطق “الخط الأخضر”، مشيرًا إلى أن الشرطة الإسرائيلية كثفت من قواتها في البلدة القديمة بعد عملية أمس، وكذلك الجيش الإسرائيلي يستعد ليقظة في وحداته بالضفة على أمل أن لا يحدث ذلك مرة أخرى، كما جرى قبيل عملية “حارس الأسوار” والأحداث التي رافقتها.
وأشار إلى أن زعيم حركة حماس، يحيى السنوار استخدم الأحداث التي اندلعت في القدس في مايو/ أيار الماضي، لتقديم عرض عن قدرة منظمته، فتم إطلاق 6 صواريخ من غزة باتجاه القدس، ما أثار ردًا إسرائيليًا حادُا تمثل بالعملية العسكرية، وفي عهد حكومة نتنياهو وقع هجوم قرب المسجد الأقصى في عام 2017 قتل خلاله شرطيان إسرائيليان، ودفع ذلك تلك الحكومة لوضع البوابات الالكترونية، ما أدى إلى أزمة إقليمية وكذلك “هبة فلسطينية”، ودفعت إلى إشعال الأوضاع بالضفة، إلى جانب خلافات داخلية في إسرائيل، وتوتر شديد في العلاقة مع الأردن، قبل أن تضطر لإزالة تلك البوابات.
وأعرب هرئيل عن أمله في أن لا يلجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي نفتالي بينيت في الاستماع لأراء اليمين المتطرف وغيرهم ممن دعوا مجددًا لإعادة البوابات الالكترونية.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أن حماس، كما في عمليات سابقة، سعيدة باغتنام الفرص، فمنفذ عملية أمس من أعضائها البارزين، كما أنها سارعت بتبني الطفل عمر أبو عصب الذي نفذ عملية الطعن يوم الأربعاء الماضي في القدس.
ولفت إلى أن أهم ما يشغل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليًا، إمكانية تقليد الهجمات الأخيرة، خاصةً أنها وقعت في محيط المسجد الأقصى، وهو ما يثير مشاعر دينية ووطنية لدى الفلسطينيين وسعي مزيد منهم للسير على خطى منفذي تلك العمليات.
وبين أن هناك مخاوف من تأثير العمليات الأخيرة بالقدس على ساحة الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن “ضعف سيطرة قوات الأمن الفلسطينية على بعض المناطق وخاصةً في ظل ما تشهده جنين من استخدام الأسلحة وخوض اشتباكات ضد السلطة، يمكن أن يزيد من الهجمات ضد إسرائيل”.
ولفت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب فيما إذا كانت الأحداث الأخيرة في القدس ستؤثر أيضًا على جبهة غزة التي تعيش حالة هدوء كبير منذ العملية الأخيرة، لافتًا إلى أن هناك مخاوف من أن حماس تحاول الاستمرار في “لعبة مزدوجة” بتشجيع الهجمات بالقدس والضفة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقويض استقرار حكم السلطة وعلاقاتها مع إسرائيل، ومن جهة أخرى الحرص على عدم التصعيد من جبهة غزة لتجنب مواجهة عنيفة جديدة يمكن أن تلغي الانجازات التي تحققت في الأشهر الأخيرة من تسهيلات اقتصادية وغيرها.
من جهته قال تال ليف رام المراسل والمحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، إن الهجوم بالأمس في القدس أدى إلى إغراق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في مشكلتين مقلقتين، الأولى تتمثل فيما يجب القيام به لمنع “عمليات ملهمة” في المستقبل، وكيفية التعامل مع إضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية حماس.
وأشار رام، إلى أن عملية أمس رغم أنها الهجوم الثاني في أقل من أسبوع في القدس، إلا أن رفع مستوى اليقظة لدى القوات الإسرائيلية قد يحول دون الزيادة في عدد الهجمات خاصةً في ظل .
ولفت إلى أن العمليات الأخيرة قد تكون نفذت على خلفية ما يجري في الشيخ جراح والصراع الديني الدائر حول المسجد الأقصى، معتبرًا أن تنفيذ عملية أمس من قبل ناشط بارز من حماس وأحد رجال الدين، بمثابة “تهديد غير معتاد”، ويظهر مدى صعوبة وصف ومعرفة من سينفذ العملية المقبلة.
وبين أن القدس ستبقى كعادتها المحور الرئيسي الذي قد يؤدي إلى اشتعال الأوضاع، مشيرًا إلى أن حماس تواصل محاولة ذلك من خلال دعوتها المتكررة لتصعيد الأحداث.
وأشار إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن حماس تعمل على تقوية نفسها في الشارع الفلسطيني بالقدس والضفة، وهذا قد يشير إلى “حقبة جديدة” على وشك التطور، وهذا ما يقلق إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترى ان تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين سيكون عامل يمكنه كبح جماح حماس أمام محاولاتها لإشعال الأوضاع.
ولفت إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات في إحباط الهجمات بالقدس بسبب أن المنفذين يحملون “الهوية الزرقاء”، وليسوا من سكان الضفة الغربية.