زعماء المعارضة التركية يطالبون اردوغان باجراء انتخابات مبكرة فوراً، جراء انهيار قيمة الليرة التركية حد الكارثة

دعا زعماء المعارضة التركية، امس الخميس، إلى إجراء انتخابات مبكرة فورا، وذلك على إثر تراجع قيمة الليرة التركية.

وشهدت الليرة أسوأ يوم لها منذ ذروة أزمة العملة التركية في 2018، حيث فقدت ستة في المئة ووصلت إلى مستوى 11.3 مقابل الدولار وكذلك إلى أدنى مستوياتها أمام اليورو، بحسب رويترز.

جاء ذلك بعد أن قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة في خطوة اعتبرت ذات تبعات خطيرة على اقتصاد السوق الناشئة. وبحلول الساعة 1636 بتوقيت جرينتش، بلغ سعر الليرة 11.06 مقابل الدولار .

وكتب زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو على تويتر: “هلا توقفت يا أردوغان! لابد من إجراء انتخابات على الفور”.

من جانبها، قالت رئيسة حزب الخير ميرال أكشنار إن أردوغان “قضى على أموالنا وسمعتنا”.

وأضافت: “إذا كان يفعل هذا عن قصد فهذه خيانة صريخة. وإذا كان (هذا الانهيار) ناتجا عن الافتقار إلى الكفاءة ، فمن الواضح ما يجب القيام به…يجب وقف هذا العار عن طريق التوجه إلى صناديق الاقتراع في أقرب وقت ممكن”.

يشار إلى أنه بعد يوم من تعهد أردوغان بمواصلة معركته ضد أسعار الفائدة “إلى النهاية”، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية 100 نقطة أساس أخرى إلى 15 في المئة

خبير اقتصادي يتوقع بلوغ الليرة التركية حد الكارثة

ومن جانبه، توقع خبير اقتصادي تركي أن يصل سعر صرف الدولار في تركيا إلى 15 ليرة حتى نهاية العام الجاري، وذلك في حال قام البنك المركزي التركي بخفض سعر الفائدة في الشهرين الحالي والمقبل.

وقال عضو الهيئة التدريسية في جامعة بيري رئيس بمدينة إسطنبول، الأستاذ كايا أرديتش لوكالة سبوتنيك: “عدم تدخل البنك المركزي التركي في تقلبات الليرة التركية يعتبر استراتيجية صحيحة بالنسبة له، إذ يرى أن ارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية قد يساهم في زيادة حجم التصدير وتراجع الاستيراد نسبيا وسد العجز في التجارة الخارجية، وبالتالي سد عجز الحساب الجاري نتيجة انخفاض الطلب على العملة الأجنبية، وخفض معدلات التضخم نتيجة الفائض في الحساب الجاري”.

وأضاف الخبير التركي: “استراتيجية البنك المركزي القائمة على رفع سعر صرف العملة الأجنبية عمدا والسياسة التي يتبعها بتعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خاطئة، وقد تؤدي إلى انهيار الليرة التركية وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد أكثر مما هو عليه”.

وتابع الخبير قائلا: “أتوقع أن نتيجة هذا الوضع الحالي لن تكون على خير، لأن سعر صرف العملة الأجنبية أحد أهم محددات معدلات التضخم وارتفاع سعر صرف العملة أمام الليرة التركية يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار جميع المنتجات”.

وأوضح ارديتش أن الاقتصاد التركي يعتمد على الاستيراد والديون الخارجية، موضحاً “لذا فمن غير الممكن حل أي مشكلة وتحسين الاقتصاد دون تغيير هذه البنية الاقتصادية القائمة”، محذرا أن السياسة الاقتصادية التي تتبعها الحكومة التركية “تقود البلاد إلى الهاوية”.

وتوقع الخبير التركي أن يقوم البنك المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة، مضيفا “كما من المحتمل أن يقوم بخفضها في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل وحينها سنرى إلى أي نقطة سيصل الاقتصاد التركي إذ يتجه نحو مرحلة لا عودة عنها”.

وأضاف قائلا “سعر صرف الدولار قد يصل إلى 15 ليرة تركية حتى نهاية العام الجاري وخصوصا في حال قام البنك المركزي اليوم الخميس بخفض أسعار الفائدة”.

وقال الرئيس التركي في تصريحات صحفية أمس الاول الأربعاء، أن أسعار الفائدة هي السبب بالتضخم، متعهدا بالتخلص منها.

وخسرت الليرة 38.77 بالمئة من قيمتها هذا العام و15.45 بالمئة خلال الشهرين الماضيين و8.57 بالمئة خلال الأسبوع الماضي.

كما سجلت العملة التركية مستوى قياسيا منخفضا أمام العملة الأوروبية متخطية عتبة 12 ليرة لليورو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى