الرسالة الأخيرة لـ«جيفارا».. قبل رحلته الى بوليفيا واستشهادة هناك

ظهر ارنستو شي جيفارا ، الذي كان يشغل منصب وزير الصناعة في كوبا، لآخر مرة في هافانا، يوم 14 مارس عام 1965، ثم اختفى ولم يعرف أحد مكانه، وقد اهتزت أرجاء الأرض في نصف الكرة الغربي فالرجل المختفي يعتبر أستاذا في حرب العصابات وأحد خبرائها الممتازين، حيث شارك بدور رئيسي مع فيدل كاسترو في إشعال نيران الثورة الكوبية.
فبعد حوالي سبعة أشهر من اختفاء جيفارا، أذاع فيدل كاسترو نص رسالة تركها له رفيقه في السلاح في هافانا قبيل اختفائه جاء فيها: إنه يترك زوجته وأطفاله وراءه مع أعز ذكرياته وأخلص أحبائه في رعاية الدولة الكوبية، ليذهب هو إلى ميادين جديدة للمعارك.
وقد ظهرت عشرات التفسيرات المتضاربة؛ حيث قيل إن جيفارا يوجد في فيتنام وتردد أنه اتجه إلى الكونغو وقيل إنه لقي مصرعه في أكثر من مكان أثناء حرب العصابات، وأكد أكثر من شخص أنه شوهد في كل دولة من دول أمريكا اللاتينية.
كما قيل أيضا أن اختفاءه يرجع إلى خلاف خطير بينه وبين كاسترو وأن الأخير أعدمه في إحدى حملات التطهير، بينما أعلنت أجهزة الدعاية الغربية عن وفاة جيفارا أكثر من مرة ولأكثر من سبب.
لقد كانت أسطورة جيفارا هي الشغل الشاغل لأجهزة المخابرات في القارة الأمريكية كلها، ومع ذلك فلم يعرف أحد مكانه طوال عامين كاملين، ثم فوجئ العالم برسالة من جيفارا نفسه يوجهها إلى منظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في هافانا، مرفق بها عدة صور حديثة للمناضل الثوري.
ولم تمض أيام على إذاعة الرسالة حتى أعلن كاسترو أن العالم سيسمع عن قريب الكثير عن جيفارا، وفي النهاية اكتشفت هذه الأجهزة أن كل ما أعلنته من قبل ليس سوى أخبار مزيفة، ذلك أن صور جيفارا ما زالت تحتل أماكن بارزة في ميادين العاصمة الكوبية.
كما أن كاسترو ذكر أكثر من مرة أن جيفارا يخدم قضية الثورة أينما كان وحينما ذهب، وقد أحدثت هذه الرسالة دويا هائلا في جميع أنحاء العالم وخاصة في دول نصف الكرة الغربي، بحسب ما نشرته الصحف المصرية في السادس من مايو عام 1967.
وقد وصف المراقبون هذه الرسالة بأنها دراسة للموقف الثوري في العالم، بينما أعلنت السكرتارية التنفيذية لمنظمة تضامن شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أنها تنشر هذه الرسالة الهامة من مقاتل أسطوري على شعوب العالم، وبعد فترة اختفاء جيفارا بوقت قصير توصلت القوات البوليفية لموقعه ليتم حصاره وهو مصاب، وأسره قبل إعدامه في العام نفسه.