الأسدان : في ذكرى الحركة التصحيحية.. الأول غاب ولم يوقع والثاني حضر ليدافع عن سوريا والشرق العربي

بقلم: د. بهجت سليمان

 

كتب الراحل اللواء الدكتور بهجت_سليمان رحمه منذ سنة المقال التالي في ذكرى الحركة التصحيحية

( الأسد حافظ ) و( الأسد بشار ) : قدر التاريخ ، وخيار الشعب السوري.

الرّجال ، عظماء التّاريخ ، يولدون في أطار خطّة قدر جليلة و محكمة ، و هم يُدركون بحدسهم الموضوعيّ العبقريّ خطّة أقدارهم ، و هم يتفانون لأجلها بعيداً عن العواطف و مفرزاتها من الحبّ و الكراهيّة ، قابلين كلّ تبعاتها المضنية و الممتعة ، لا فرقَ ، متجاوزين كلّ ذلك إلى مأثرة الخلود . و هذا هو حافظ الأسد .

قال ( ريتشارد مورفي ) السّفير الأميركيّ الأسبق في ( دمشق ) ما بين أعوام ( 1974 – 1978 م ) : ( يجب على المرء أن يتمتّع بالكثير من الذّكاء ليتولّى رئاسة سوريا ) ..

وليس ذلك ، فقط ، بسبب خصوصّية بعض ”الأشخاص” المختلفين بالبصمة القدريّة الخاصّة في شؤون مُبهمة ..

و إنّما أيضاً لسبب يتضاهى بسابقه و هو أنّ من طبيعة ”الإعلام” نفسه ، بمفهومه الوجوديّ ، أنّه ”إعلام ناقص” بالطّبيعة الفطريّة للتّعبير المحدود ؛ و أضيف ، أيضا ، إلى هذه الحقيقة ، حقيقة أخرى و هي أنّ الأمر أكثر تحدّياً و خطورة و عبَثاً ، عندما يتعلّق بالأفذاذ من الرّجال ، أو عندما يتعلّق بالخالدين.

من جانب آخر فإنّ من يحكم سورية على الطّريقة الوطنيّة المسؤولة تاريخيّاً ، فإنّ يحتاج إلى أن يمد نفوذه إلى المكان العربيّ المحيط بسورية ، ببلاد الشّام ، بما فيها من سرطانٍ سياسيّ في الكيان الصّهيونيّ ، و بالتّالي عليه أن يكون رجل دولة تاريخيّاً يُدرك لعبة الأمم و الدّول ، و أن يُلمّ بكلّ ذلك جرّاء المسؤوليّات الكبيرة نفسها التي رتّبها القدر أو التّاريخ على هذا المكان الذي انفرد عالميّاً بصفات متنحيّة و سائدة في وقت واحد ، و هي صفات العمق التّاريخيّ و التّركيب الظّرفيّ و ”أسلوب الإنتاج الآسيويّ” المعقّد بتداخل تشكيلات اجتماعيّة – اقتصاديّة و سياسيّة متزمّنة ما بينها ، في ما بينها ، تصنع المكان كلّها في اندغام و انسجام و تواطؤ مُبهم و مؤامرات دوليّة و ”حُلُمٌ عالميّ” ، و خيانات نوعيّة اختصّت بها أغلب حكام شعوب المنطقة التي اعتدت على ملكيّات و أقدار المكان الكأداء و ”أسواء طالعه” التي لا تنتهي .

حكمت سياسة الرئيس حافظ الأسد ، بالمطلق ، همومه الخاصّة و الدّفينة و المقدّسة التي تُعيد الوجه المقاوم الشّريف للمكان ، في كيفيّة و فلسفة الخروج من مستنقع ( حزيران ) النّكسة ، في الوقت الذي كان فيه الرّاحل الخالد ، ينظر إلى هذه ”الواقعة” كمستنقع شلّ الوطنيّة و العروبة و جعل منهما مجترّاً للمساومات و المزايدات و الاتّهامات و العنجهيّات الصّهيونيّة و الغربيّة التي جعلت نظرتها إلى (سورية) و العروبة ، تساوي نظرتها إلى منطقة هامدة خاملة و كأنّها قطعة من أقاصي العالم يُنظر إليها على أنّها ”مختبرٌ” أنثروبولوجيّ و سياسيّ نموذجيّ لدراسة نظريّات انهزام الشّعوب و الأمم و امّحائها عن خارطة العالم المعاصر المحسوبة في عداد المناطق ، التي تحوي شعوباً هي من خارج مكوّنات سياق التّاريخ الحيّ أو أولى بالانقراض .

كانت هذه الأهجوسة تسكن عقل الرئيس حافظ الأسد و توجّه طرائق تفكيره و طموحاته و آماله بإثبات كذب هذه ”الحقيقة” و العمل على ازدرائها ، كواحدة من الهامشيّات التّاريخيّة التي تحتاج إلى حذف و رمي في سلّة مهملات العالم المعاصر ، و استعادة الكرامة لهذه المنطقة العربيّة ، بما في ذلك العمل على إثبات حقيقة العروبة الحيّة التي تخاذلت دونها دول عربيّة و حكومات واهنة و خائنة تقف صراحة في طابور أعداء العرب و العروبة و جميع الأمم النّازعة إلى وجود حيّ معتبر و مؤثّر و فاعل ، ليس على مستوى المكان وحسب ، و إنّما أيضاً في المنطقة و العالم .

كان إيمان الرئيس حافظ الأسد بنفسه كجزء من إيمانه بالحقّ الوجوديّ التّاريخيّ لأّمته ، محرّكاً لأفكاره القومّية التي كان يعنيه كثيراً ، من التّاريخ ، أحكامه القاسية العادلة منها و الجائرة ، فكان عندما لا يوافق عبثُ التّاريخ طموحاتِهِ ، يُعاند التّاريخ بثقة أنّ للتّاريخ فلتاته العمياء القصيرة أو الطّويلة الأجل ، و التي يمكن للإرادة الوجوديّة أن تشكّل طارئاً على فقدان التّاريخ لصوابيّته و عدالته ، و أن تصحّح من مجريات هذا التّاريخ الذي كان الرئيس حافظ الأسد مكظوظاً بتجنّب استعادة التّاريخ لسخريّته بالحكم على عقم العرب و السّوريين ، هذا الحكم الذي هو من الأوهام التّاريخيّة التي تعزّزها خيانات بعض أصحاب القضيّة العربيّة من حكام مهزولين .

لقد عنى له التّاريخ حاكماً حازماً ، فبحث له و للسّوريين و للعرب على شهادة قسريّة يصدرها التّاريخ – و قد أصدرها – على تفوّق الإنسانّية و البشريّة في هذه البقعة المنسيّة من تاريخ العالم الحديث . كانت المعاصرة بالنّسبة إلى (حافظ الأسد) بنظرته الشّخصيّة في الأسلوبّية التي تحوّل الضّعف إلى قوّة ، ليست محلّيّة و وطنيّة فقط و إنّما عربيّة و دوليّة أيضاً . و لقد كان لحافظ الأسد ما أراد .

كان (حافظ الأسد) متجاوزاً النّدّيّة لأقوى و أذكى و أفهم و أعتى رجالات الولايات المتّحدة الأميركيّة و على رأسهم حاخام الصّهيونيّة العالم الأكبر ( هنري كيسنجر ) ، و الحاخامات الصّهيونية ، في وقت لم يكن لسورية و لا للعرب أيّة نأمة تندّ عنهم ، غائصين في وحول الضّعف و الهوان و الخنوع و القهر التّاريخيّ الطّويل ..

وحين يكون الحديث عن الرئيس حافظ الأسد ، فلتطأطئ الرّؤوسُ كلُّها هاماتها ، و ليشهد التّاريخ العربيّ – الإسلاميّ أنّ (حافظ الأسد) قد بزّ ، حتّى عتاة و دهاقنة منذ انتهاء الخلافة الرشدية حتى البوم ، كما جارى و تجاوز ، و تفوّق على ، شخوص حضاريّة عربيّة و سوريّة منذ ( سومر ) و ( آشور ) و ( بابل ) و ( أكّاد ) ، كان لهم السّبق في وجود هذا “المكان” .

لا نتحّذث هنا عن ”آراء” ، و لا نقدّم رأياً شخصيّاً – مع أنّه غير مجروح ، نظراً لعالميّة شخصيّة حافظ الأسد – و إنّما نحن نشير إلى مفارقة قلّما يقف عندها الآخرون بما فيهم أدعياء العدالة ، و هي أنّ (حافظ الأسد) قد خلق ”شيئاً” كبيراً في ”المكان” ، على مستوى الوطنيّة و العروبيّة و السّوريّة و الإسلام ، و ذلك من واقع عربي بائس يمكن أن يكون أفضل وصف له ، هو الفراغ و الذّل و المؤامرة على الذّات و الجهل و الهمجيّة و القبليّة و الطّائفيّة و جميع الموجودات الاجتماعيّة البربريّة و الانقسامات العموديّة العنصريّة و الفواصل الأفقيّة في التّواصل و الثّقافات ، و كذلك الارتهان المباشر و الإستخذاء أمام الغربيّ و الصّهيونيّ و العدوّ .

وقد جسّدت مباحثات الأسد – كيسينجر أعقد مباحثات تاريخّية بين حضارتيّ الشّرق ، متمثّلة بحافظ الأسد ، و الغرب ، متمثّلة بهنري كيسينجر الذي مثّل علاوة على موقعه الحضاريّ المتقدّم المطلق ، أدهى و أنكى ما تكاثف من تجربة يهوديّة – صهيونيّة على مدى ثلاثة آلاف عام .

تحدّى الأسد الولايات المتّحدة و من خلفها زبانية حضارة الغرب الصّهيونيّة و المتصهينة و في طليعتها ما يُعرف بدولة (“إسرائيل”) ؛

وفي هذا التّفصيل الطّويل لم يعط برنامج ” الميادين ” عنه ، الرجل حقه ، وخاصة في إبراز دور ”الشّخص” في التّاريخ عندما يعارض و يتعارض مع تاريخ ”حضاريّ” يكاد يكون بلا بدايات معروفة في التّاريخ السّياسيّ ، و بخاصّة عندما يكون هذا الشّخص فرداً لا يؤازره غير العقل المختلف و المنفرد و النّافذ و المحيط بالأقطار و هندسة الدّوائر المثلّثيّة السّياسيّة و منطق التّفاضل و التّكامل ما فوق الرّياضيّ .

وتقع المسؤولية الأكبر في ذلك ، على عاتق الأشخاص المشاركين في البرنامج .

لم يكن حافظ الأسد هذا المقاتل الذي عبر تاريخيّاً ، بقوّة الحقّ ، و حسب ؛ كما لم تكن روايته هي رواية مقاتل على خطوط التّماس السّياسيّة العالميّة ، مثلما أنّه لم يكن ، أيضاً ، تلك الشّخصيّة التّاريخيّة التي كتبت سفرها بأسلوبها الخاصّ المنقطع النّظير ، فقط ؛ بل لقد كان حافظ الأسد تاريخاً و استمراراً لتاريخ في الوقت الذي صمت فيه ”المؤرّخون” الضّغائنيّون ، في ما عجز فيه أولئك المتواضعو الموهبة والمعرفة التاريخية .

أدرك حافظ الأسد الصّراع السّياسيّ بين الأضداد التّاريخيّة على أنّه استمرار لصراع حضاريّ على الاستحواذ على حكاية التّاريخ ، و ما هذه المقطوعة الرّوائيّة التي عاصرها سوى جزء مستمرّ و معمِّقٍ لكتابة الحضارة العالميّة ، و كان أعظم من ترك في الصّيغ و العبارات و المفاهيم و المصطلحات و الممارسات ، الأثر الُمكَمّلَ ، المفصليّ و المحوريّ ، و الشّجاع ، لهذا الفصل الحضاريّ في سِفر شخصيّ قلّما يكون فيه للتّاريخ نكهة البطولة في الصّراعات التّراجيديّة البشريّة ، لولا أثر الأفراد العظماء و الأبطال الأسطوريين فيه .

في الحرب و ”السّلام” كان لحافظ الأسد دور المجالدين الأحرار و المصارعين الأسياد ، و هو ما عبّر عنه في اختزاليّة راحت مثلاً عندما أسمى ذلك الدّور بالحرب من أجل “سلام الشّجعان” ، حيث قال : ”حاربنا بشرف ، و نفاوض بشرف ، و نسالم بشرف” ..

الرّجال ، عظماء التّاريخ ، يولدون في أطار خطّة قدر جليلة و محكمة ، و هم يُدركون بحدسهم الموضوعيّ العبقريّ خطّة أقدارهم ، و هم يتفانون لأجلها بعيداً عن العواطف و مفرزاتها من الحبّ و الكراهيّة ، قابلين كلّ تبعاتها المضنية و الممتعة ، لا فرقَ ، متجاوزين كلّ ذلك إلى مأثرة الخلود . و هذا هو حافظ الأسد .

وأما الرئيس بشّار الأسد ، وهو الذي لم يُفطرْ على حبّ الشّهرة .. إلّا أنّ العظماء الذين يحتقرون الشّهرة الزّائفة و الفارغة ، غالباً ما تُدركهم شهرة من نوع آخر ، و هي شهرة من أدرك ، بالفطرة و القصد و التّقدير السّماويّ ، أنّ أهمية ”الأشخاص” في التاريخ ، تكون بقدر تقاطع أو اندماج قدرهم الشّخصيّ بأقدار القضايا الوجوديّة العادلة لأممهم ، و بأقدار الشّعوب أصحاب هذه القضايا العادلة .

لقد عبّر ( هيغل) في زمنه عن هذه ”الموضوعة” العبقريّة عندما صاغ ذلك في أنّ الأبطال التّاريخيين فيما هم يصنعون أقدارهم الواعية و المفهومة ، إنّما يندمجون في ذلك ، بقصد و من غير قصد ، في صناعة أقدار أممهم ، و ذلك مهما يكن هذا القدر و ذلك التّقدير عليه من مشقّات و إن شئتَ فمن مُحالات.

كانت خطّة القدر أن يصل الأسد ( بشّار الأسد ) إلى القيادة التّاريخيّة لسورية و للعروبة ، في زمن انهار فيه العالم و تكاثف ، مُستَقطَباً ، على فكرة جديدة هي إعادة صناعة العالم على طراز جديد في الألفيّة الثّالثة من حضارتنا المشهودة .

انحسر العالم عن زمان (حافظ الأسد) ، و طرحت سياسات العالم مشروعات ”عالميّة” غريبة و جديدة كلّ الجدّة في تفاصيلها الموجعة ، و لو أنّ الهدف هو استمرار لِ”خطّة العالم” العتيقة في مضمونها الالتهاميّ للبشَر . و تسارعت خطى إعادة ”اختلاق” الشّرق الأوسط الجديد ، بواسطة أحدث ما تفتّقت عنه دهاء السّياسات العالميّة العنيفة ، فيما سمّي بِ”الفوضى الخلّاقة” .

تقاطرت في سبيل ذلك أمام الرئيس ( بشّار الأسد ) ، ”المستحيلات” ؛ و نحن لن نعدّدها لأنّ مفاعيلها لم تكن لتقتصر عليها كأحداث عالميّة جلجلت منطقتنا ، و لكنْ لأنّ مفاعيلها كانت أن حدّدت و رسمت من قبل ”مهندسي” العالم ، لتقلب وجه العالم كلّه مع ما ينطوي عليه هذا التّعبير من مواجهة حصريّة و شخصيّة و خاصّة تتحدّى ( سورية ) ، حصراً ، و ”تتجاوزها” إلى تحدّي “الشّخص” ، القائد المعاصر ، (بشّار الأسد) ، هذا الرّجل الذي تمّ اكتشافه بسرعة صراحة و صلابة مواقفه في حضرة ”الحق”ّ ، كابتسارٍ صريحٍ لتحدّيهِ العالمَ في قلب العالم و قلب ”الشّرق الأوسط” و قلب ”المشروع العالميّ” الذي على من أراد أن يفهمه ، فليتحوّل ، مباشرة ، إلى إدراك أهمّيّة (“إسرائيل”) في المنطقة و في العالم .

للسّياسة ، دون الكثير من ”المقولات” ، غايةٌ ”حيويّة” عالميّة ، تقع خارجها ، فتختلط ، بسبب ذلك ، عند الكثيرين من الدّعيين ، الأسباب بالنّتائج .

الّلافتُ في الرئيس ( بشّار الأسد) – و من دون أيّة نأمة تصدر عن أيّة مقارنة من المقارنات التّاريخيّة ، ذلك أنّ ”الأشخاص” و القادة التّاريخيين ، غالباً ما تكون المقارنات المعقودة بينهم ، هي مقارنات غير واقعيّة ، لأنّ المقارنة تكون ، أبداً ، في ”الكمّ” و ليس في ”النّوع” ! – و المفارق في شخصيّته كقائد معاصر ، هو أنّه ، فعلاً ، و في غضون عقد واحد من الزّمان قد حلّق على صهوة المقادير و الأحداث و السّياسات و اهتمامات الأفراد و الشّعوب في دول و أمم و مجتمعات العالم ، حتّى أنّه قد علّل و سوّغ انفراديّته و عدم عاديّته ، بحيث انتقل من قدره الموضوعيّ و الذّاتيّ إلى أكثر رجال المعمورة اتّقاداً و ”جُذْوَةً” و شُهرة بين مليارات ”الكرة الأرضيّة” ، و لم يزل الأمر يتطلّب المزيد .

وقف ( الرئيس بشّار الأسد) محطِّماً و رادماً أساسات إعادة رسم ”المشهد” السّياسيّ الوطنيّ و العربيّ و الدّوليّ ، بما كان مطموحاً إليه لإعادة تخطيط ”خريطة المنطقة” .

لقد تجشّم الرئيس ( بشار الأسد ) المحاكاة الموضوعيّة للأحداث و الرّجالات في ” التّاريخ ” العالميّ ، إذ أنّ ” الأمور أشباه” .

لقد كان ( بيريكليس ) ( أعظم ساسة الإغريق ) ( 490 – 429 ق . م ) هو أحبّ رجل سياسيّ إلى الشّعب الإغريقيّ في تاريخ ( أثينا ) ، مع ما اشتّهر عنه من وسامة ونبل و طيبة و حزم و حسم سياسيّ ، و شجاعات مختلفة و متعدّدة في المواجهات السّياسيّة التي لا تنتهي من أمام عظماء أبطال الرّجال ، بدءاً بالكلمات و نهايةً بالقتال .. ، و سماحة بالغة في النّصر ..

هذا مع ميلنا الوجدانيّ إلى الإعجاب الممزوج بالغبطة و الاغتباط بابتسامات الرئيس ( بشّار الأسد ) ، عُلواً و ارتفاعاً و رفعةً فوق مختلف و أصعب و أشقّ المقادير.

ونقول لهواة المقارنة بين الرئيسين : ليس هناك فوارق شّخصيّة و قسمات خاصّة و معالم شّاسعة تميّز ، بين القائدين ( الأسد حافظ ) و ( الأسد بشّار ) ، على مستوى” الفردانيّة ” و ” الخصوصية ” التي ينفصل بها الرجلان ، في ما بينهما ، كقائدين تاريخيين ..

بل هما ظاهرتان متكاملتان ، اندغمتا في تاريخ سورية والشرق والمنطقة والعالم ، بحيث باتا ظاهرة واحدة ، تعبر عن قوامها ( المدرسة الأسدية ) التي صنعاها ورسخاها وخلداها.

ولن يكون لِكلمة ” الفردانية ” و ” الخصوصية ” دلالات ، عندما لا تظهر فروق بين ” الظّاهرتين ” ، و التي تجعل كلّاً منهما ” ظاهرة ” يحتاج إليها تاريخ سورية المعاصر .. وتجعلهما معا قدر التاريخ وخيار الشعب السوري ، في آن واحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى