مؤرخ الماني.. عبدالناصر خطط لثورة 23 يوليو وهو في سن الـ 23

 

كان الاعتقاد السائد أن جمال عبد الناصر ورفاقه بدأوا يفكرون في الثورة أثناء حرب فلسطين في عام 1948، لكن الحقيقة أن قائد الثورة كان يخطط فعلا لها ولخلع فاروق وطرد الإنجليز من مصر عام 1941.

ففي كتاب «ثعالب الصحراء»، الذي ألفه صحفي ألماني معروف كان يعمل بوزارة الخارجية الألمانية ثم عمل أثناء الحرب في إدارة المخابرات الألمانية، نجح في الإلمام بكثير من أسرار الحرب وخباياها.

وقد نشر كتابه في عام 1958 باسم مستعار هو « بول كاريل »، وترجم كتابه إلى اللغة الإنجليزية في عام 1960، وكانت الدعاية الأمريكية البريطانية أو دعاية الحلفاء بوجه عام قد أسرفت خلال الحرب في السخرية والاستهزاء من الجنود الإيطاليين وكيف أنهم كانوا يفرون من ميدان المعركة.

ولكن بول كاريل يفند في كتابه هذه التهمة ويقرر أن الجندي الإيطالي حارب ببسالة وشجاعة وشرف وأن سبب هزيمة ايطاليا بل وألمانيا كذلك في معارك الصحراء الغربية كانت بسبب سيطرة الأسطول البريطاني في البحر الأبيض المتوسط وهي السيطرة التي مكنته من منع إمداد قوات المحور في الصحراء بالمؤن والذخائر والوقود (البترول) والأسلحة.. إن الوسيلة الوحيدة لتزويد جيوش المحور بحجتها كانت بإرسالها من إيطاليا عبر البحر الأبيض إلى مواني ليبيا.

وعلى صفحة 116 من الكتاب يروي المؤلف الألماني كيف كان يجتمع نحو «دستة» من الشبان الضباط المصريين حول مائدة كبيرة في أحد مقاهي حي إمبابة بالقاهرة، وكانت المخابرات الألمانية لها جواسيس في القاهرة وغيرها من مدن مصر ومن بينهم جاسوس كان يتكلم اللغة العربية كأحد أبنائها وكان اسمه المستعار حسين جعفر بك الذي كان يرسل تقاريره إلى برلين.

وقد جاء في أحدها – في عام 1941- أنه كان يشاهد بين هؤلاء الضباط الشبان ضابط برتبة ملازم ثان طويل القامة عريض الأكتاف اسمه جمال عبد الناصر، ومعه صديق له برتبة ملازم أول اسمه أنور السادات، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 16 يناير 1965.

وكان عبد الناصر يومئذ يعمل مع إحدى الحاميات في إحدى مدن الوجه القبلي، ولكنه كان يزور القاهرة من وقت لآخر ويحرص على مقابلة أنور السادات، وكان زملاؤهما في الثكنات يتغامزون فيما بينهم كلما رأوا الاثنين معا، ذلك لأنه كان معروفا لدى الكثيرين إن جمال عبد الناصر والسادات كانا يكرهان انجلترا ويكرهان فاروق الذي كان حليفا لبريطانيا، وأنهما كانا ينتظران الفرصة المواتية للتخلص من فاروق والإنجليز معا، ويرسمان الخطط للقيام بثورة شاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى