لا شراكة، لا تفاوض، لا شرعية.. الشعب السوداني الثائر يرفع ثلاث لاءات في وجه البرهان، وسقوط 5 شهداء بين المتظاهرين/ فيديو

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم السبت، ارتفاع عدد القتلى في صفوف المتظاهرين في الخرطوم إلى 5 أشخاص.

وقالت اللجنة، في بيان على حسابها بموقع فيسبوك قبل قليل، إن شخصين قتلا خلال التظاهرات، موضحة أنه أحدهما حاليا بمستشفى شرق النيل يبلغ من العمر 18 عاما والآخر بمستشفى فيوتشر يبلغ من العمر ٣٥ عاما.

وأوضحت اللجنة أنه بسقوط هذين القتيلين يرتفع عدد قتلى التظاهرات إلى خمسة أشخاص، متهمة المجلس العسكري بقتلهم.

وأشار البيان إلى “وجود عدد كبير من الإصابات المتفاوتة بالرصاص الحي في مناطق الخرطوم المتفرقة”، موضحا “وجود صعوبات بالغة في إيصال المصابين للمستشفيات”.

وفي إطار متصل، أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع، اليوم لتفريق محتجين في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان.

وأضافوا أن قوات الأمن طاردت المتحجين في الشوارع الجانبية في أم درمان حيث احتشدت مجموعات مؤيدة للديمقراطية للمشاركة في احتجاجات في أنحاء البلاد للتنديد بالإجراءات التي قام بها الجيش في 25 أكتوبر الماضي.

وكان قد احتشد آلاف السودانيين، اليوم السبت، في منطقة الكلاكلة جنوبى العاصمة الخرطوم في مواكب متحرك باتجاه منطقة الصحافة، إيذانا ببدء التظاهرات التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين وبعض القوى السياسية الأخرى، للتعبير عن رفضهم لقرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والناشطين الذين تم اعتقالهم خلال الاسابيع الماضية.

وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب باستعادة الحكم المدني، وإطلاق سراح رئيس الوزراء المحلول عبدالله حمدوك.

وتأتى هذه التظاهرات استجابة لدعوات الأحزاب والقوى المهنية والثورية، احتجاجا على إعلان البرهان تشكيل المجلس السيادي الجديد.

وخلال الساعات الماضية، تصدرت دعوات التظاهر مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، وأصبحت أوسمة: “مليونية 13 نوفمبر”، “الردة مستحيلة” الأكثر انتشارا على مواقع التواصل.

كما انتشرت تغريدات تحت عنوان “اللاءات الثلاث” (لا شراكة، لا تفاوض، لا شرعية).

وبحسب التلفزيون السوداني، أغلقت الشرطة في الخرطوم جميع جسور الولاية عدا ثلاثة عند منتصف ليل السبت قبل مظاهرات مقررة.

وكان البرهان قد أصدر مرسوما دستوريا بتشكيل مجلس سيادي جديد في البلاد، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي السوداني، الخميس.

وأكد التلفزيون أن البرهان احتفظ بمنصبه رئيسا للمجلس كما احتفظ محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بموقعه نائبا لرئيس المجلس.

من جانبها، دعت مفوضية حقوق الإنسان القادة العسكريين إلى ضمان الاحترام الكامل لحقوق الشعب السوداني في حرية التعبير والتجمع السلمي. كما حث المبعوث الخاص، فولكر بيرتس، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وفي تغريدة على حسابه على توتير، قال الممثل الخاص للأمين العام، فولكر بيرتس، إنه “في ضوء مظاهرات الغد في السودان، أدعو مرة أخرى قوات الأمن لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج”.

وأشارت المفوضية إلى أن هذه الدعوات تأتي تحسبّا لوقوع أي ضحايا، مع الإبلاغ عن مقتل 14 شخصا وإصابة حوالي 300 شخص خلال الاحتجاجات بين 25 و30 أكتوبر.

وقالت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن سقوط الضحايا كان “بسبب الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة من قبل القوات العسكرية والأمنية.”

وفي تصريحات للصحفيين من جنيف، قالت ليز ثروسيل: “من الأهمية بمكان اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان عدم حدوث المزيد من إراقة الدماء في الاحتجاجات المزمعة غدا وما بعد ذلك”.

بدورها، علقت السفارة الأميركية في الخرطوم على هذه الدعوات للتظاهر، في تغريدة على تويتر، وقالت: ” تتابع السفارة الأميركية عن كثب المظاهرات المعلنة غدا ضد الاستيلاء العسكري في 25 أكتوبر. إننا نشعر بقلق بالغ إزاء عمليات اعتقال القادة السياسيين والمواطنين، فضلاً عن عدد المدنيين الذين أصيبوا أو قُتلوا. نحن ندعم حق الشعب السوداني في التعبير السلمي عن مطالبه”.

وكان البرهان قد أعلن في 25 أكتوبر حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة، عبدالله حمدوك، الذي تم توقيفه لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وضع قيد الإقامة الجبرية، كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى