الوطني في الازمات.. يعمل بصمت ولا ينتظر الاجر او المكافأة

قول الحقيقة وازعاج الناس افضل من الصمت او الكذب على الناس، خصوصاً في ظل غياب المعلومة الصادقة وغياب الاعلام الرسمي المهني والموضوعي الذي يحظى بثقة الناس في هذه المرحلة التاريخية من عمر الوطن.

لقد اصبح الوطن هذه الايام مرتعا خصبا لظاهرة الاشاعة المغرضة، واصبحت هذه الظاهرة تسري في المجتمع كما تسري النار في الهشيم – مروجو الاشاعات يستغلون الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الوطن فيحاولون اطلاقها وتغليفها بالنظرة السوداوية تجاة المجتمع، حيث تشم من بين ثناياها الكراهية والحسد والحقد الطبقي تجاة كل شيء ايجابي، وبشكل من الدعاية السوداء تجاة ثوابت الاستقرار وعناصر منعة الوطن ورموزه الشرفاء من اجل خلق حالة من التشويش الوجداني الارباك المعلوماتي لدى المواطن في ظل غياب الوازع الوطني والديني والاخلاقي وسيادة القانون .

ان استخدام وسائل الاتصالات الحديثة في بث الاشاعات قد ساعد بشكل كبير في سرعة انتشارها والبناء عليها باشاعات اخرى وهكذا دواليك، دون رادع حقيقي لمروجيها والعمل على تفنيدها جملة وتفصيلا وقتلها في رحم امها، ولا شك ان استمرار هذا الوضع على علاته سيساهم في العبث بمقومات الاستقرار الوطني والنسيج الجامع للوطن ومقدراته، ويصبح المواطن مجرد متلقٍ للاخبار من خارج اسوار الوطن بخيرها وشرها.

ان تصليب الجبهة الداخلية لا تقع مسؤولياتها فقد على مؤسسات الدولة، بل انها مسؤولية تشاركية بين كافة مكونات الوطن افرادا وجماعات.. مؤسسات رسمية عامة ومؤسسات قطاع الخاص ومنظمات مجتمع مدني واهلي، فالجميع عليه واجب المسؤولية للتصدي لها ودفنها في رحم امها وعدم الاشارة اليها لا من قريب ولا من بعيد – الاعلام عليه مسؤولية تطوير بنيته التحتية والفوقية ورفده بالكفاءات وهم كثر ومنتشرين على قارعة الطريق ورصيف الوطن، فهولاء هم الاقدر على التعامل معها وتفنيدها وعدم تصديقها وعدم حشوها بقصص واوهام لتتنافى مع شرف المسؤوليه والانتماء الوطني.

مطلوب من الاعلام الوطني التثبت من كل حدث او خبر قبل نقله، ولا بد من تصفية الخبر وتنقيته من كل الشوائب قبل بثه عبر وسائل الاعلام، الوطن هذه الايام بحاجة الى جهود كافة ابنائه.. فالوطن اعطى الجميع حبا وامنا وخيرا وفيرا ولم يبخل على احد دفئا وحنان، واذا كنا الان لا نتفق مع ممن يدير المشهد العام نتيجة لسياساتهم العرجاء ، فهذا لا يعني ان يتخلى الشرفاء عن دورهم الوطني والاخلاقي والقيمي في الدفاع عن كينونة الوطن واهله – فعندما يكون الوطن في خطر او في ازمه او في محنة فالواجب يقضي ان ننسى عتبنا على من يدير المشهد العام ونتفرغ للعمل من اجل رفعة الوطن واستمراريته من مبدأ ان ابناءه كلهم جنود للدفاع عنه، كما انه خيرا للمرء ان يموت في سبيل الدفاع عن وطنه من ان يعمر طول الدهر خائنا لوطنه وجبانا عن نصرته وقت الشدة.. فالوطنية خدمة وتضحية لا كلمات جوفاء ولا خطبا رنانة.. الوطنية ان تعمل ولا تتكلم – وصدق امير الشعراء احمد شوقي عندما قال:

وللأوطان في دم كل حر   يد سلفت ودين مستحق 

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى