القضاء التونسي يصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس الأسبق منصف المرزوقي جراء جهوده التخريبية ضد مصلحة بلاده

أصدرت السلطات التونسية، مذكرة جلب وإحضار بحق الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، على خلفية تصريحات سابقة له حول جهوده في إفشال قمة الفرانكفونية، التي كانت مقررة في بلاده.
القاهرة – سبوتنيك. أفادت وكالة “تونس أفريقيا” للأنباء الرسمية، اليوم الخميس، بأن مكتب الاتصال التابع للمحكمة الابتدائية، أعلن أن قاضي التحقيق المتعهد بملف محمد المنصف المرزوقي (رئيس الجمهورية الأسبق)، تولى إصدار بطاقة جلب دولية في شأنه.
المرزوقي الذي تولى رئاسة تونس في الفترة بين عامي 2011 و2014، قال خلال لقاء تلفزيوني، الشهر الماضي، إنه يشعر بالفخر لقرار مجلس الفرنكوفونية الدائم، بتأجيل عقد القمة التي كان من المزمع تنظيمها في تونس يومي 20 و21 من الشهر الجاري.
وبعد يومين من هذه التصريحات وتحديدا في الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، طلب الرئيس قيس سعيّد، من وزيرة العدل، فتح تحقيق قضائي “في حق من يتآمرون على البلاد من الخارج”، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية.
وأكد سعيّد عدم قبوله بإخضاع تونس لطاولة المفاوضات، حيث تعود السيادة للشعب وحده، مضيفا خلال اجتماع لمجلس الوزراء: “من يتآمر على تونس في الخارج يجب أن توجه له تهمة التآمر على أمن الدولة في الداخل والخارج”.
وعلى الفور، أعلنت محكمة الاستئناف، في اليوم التالي، فتح “بحث تحقيقي” يتعلق بتصريحات رئيس البلاد الأسبق في فرنسا، استنادا إلى الفصل 23 من المجلة الجزائية، وبناء على إذن وزيرة العدل.
وينص الفصل 23 من المجلة الجزائية على أنه “لكاتب الدولة للعدل أن يبلغ إلى الوكيل العام للجمهورية الجرائم التي يحصل له العلم بها وأن يأذنه بإجراء التتبعات سواء بنفسه أو بواسطة من يكلفه أو بأن يقدم إلى المحكمة المختصة الملحوظات الكتابية التي يرى كاتب الدولة للعدل من المناسب تقديمها”.
قيس سعيد يعلن سحب جواز سفره الدبلوماسي
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد اعلن، الشهر الماضي، إنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي من الذين يستخدمون تلك الميزة ويسافرون إلى البلاد الغربية ويطالبونها بالتدخل في بلاده وضرب مصالحها والإضرار بها.
وقال قيس سعيد خلال اجتماع مجلس الوزراء إن من يفعل ذلك يعد من أعداء تونس لأنه يذهب إلى الخارج من أجل الإضرار بمصالح البلاد.
وأضاف أن تونس دولة حرة مستقلة ولا مجال للتدخل في شؤونها الداخلية.
وتابع “نعرف جميعا إمكانياتنا وحجمنا ولكن لا نقبل ولن نقبل أبدا بأن توضع سيادتنا على طاولة أي مفاوضات أجنبية”.
وأشار إلى أن قضية الشعب التونسي ليست قضية دولية حتى يتدخل فيها آخرون، مؤكدا أن من يتآمر عليها في الخارج يجب أن توجه إليه تهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي.
كما طالب سعيد وزيرة العدل بأن تفتح تحقيقا قضائيا بشأن ذهاب البعض إلى الخارج لضرب المصالح التونسية.
يذكر أن انتقادات كثيرة قد تعرض لها الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بسبب كلمة له باللغة الفرنسية في تجمع للجالية التونسية في باريس، حيث نقل البعض عنه دعوته لفرنسا بالوقوف إلى جانب التونسيين في محنتهم، مفسرين ذلك أنه دعوة للتدخل في الشأن التونسي.
ووصلت الانتقادات إلى الحد الذي طالبت معه نقابة السلك الدبلوماسي التونسية رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية والهجرة، بضرورة سحب جواز السفر الدبلوماسي من منصف المرزوقي بوصفه كان رئيسا سابقا لتونس.