“كوب 2 “.. والمصالح فوق الإنسانية!
بقلم: عبد اللطيف مهنا

تداعى ذوو القول والحول والطول والمداخن القاتلة في عالمنا إلى غلاسكو الأسكتلندية ليلتأموا في قمة أسموها “كوب 2 “، والهدف توافق ضرورة على عمل جبهوي ضد جشع بلدانهم ، حضتهم، أو وأكرهتهم، عليه تقارير علمائهم المنذرة بأن من شأن تعاظم خطر الاحترار، أو الاحتباس الحراري، الناجم عن تعاظم اختناق الأرض بانبعاثات غازاتهم الدفيئة أن تغدوا الأرض غير الأرض، وحياة كل من يدب عليها في خطر..
مما قالوه لهم، أنه خلال ثلاثين إلى أربعين عاماً، سيذوب جليد المحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي، وسيرتفع منسوب المياه في المحيطات والبحار سبعة أمتار، وتخيلوا حينها كم شواطئ ومدن ومساحات سوف تغرق، وإذ سترتفع حرارة الأرض ثلاث درجات مئوية، سيحتاج عالمنا إلى عصر جليدي كامل لاستعادة الطبقة الجليدية التي ذابت، مع ما سيترافق من جفاف وفيضانات وتقلبات مناخية وحرائق بدأت بشائرها من الآن..
كل هذا يعرفه المؤتمرون منذ سنين، لكنه لم يكن كافيا لدفع أممٍ نهمةٍ تتغذى على دم أمم أضعف وأفقر أن تتفق على ما يخفف من غلواء جشع مداخنها الملوثة لكل ما هو نقي في هذا الكون.. لكنما هناك ما أضافته تقارير علماء المؤتمرين نرجّح أنه وحده كافٍ لأن يزيد من استنفارهم البيئي ونشك أنه قد يضمن توافقهم..
قالوا: إن بقاعاً عديدة من هذه المعمورة سوف تغدو أرباعاً خالية تستحيل الحياة فيها، الأمر الذي سينجم عنه بالضرورة فيضانات لجوء وجوائح هجرة حرارية دافقة لما يقارب مليار ونصف إنسان، وبما أن هاته البقاع المهجورة والمهاجرة هي من تلك الفقيرة على الأرجح، فإن فيضها المهاجر سوف تكون وجهته باتجاه بلاد التخمة والمداخن النهمة..
لن يغادروا غلاسكو دون أن يقولوا الكثير، وأن يغدقوا في حماها طرح وابل من نواياهم الخيّرة والطموحة، وقطعاً سيتوافقون على القليل، لكن مع المحافظة على ثابتهم الوحيد.. المصالح لا تعرف الأخلاق، وتظل فوق الإنسانية.