بليغ حمدي.. موسيقار عبقري لحّن لام كلثوم وعمره 23 عاماً

يصادف اليوم الخميس 7 أكتوبر ذكرى الملحن بليغ حمدي الذى يعد واحدا ضمن قائمة الملحنين العظماء في تاريخ الموسيقى العربية، إن لم يكن الأفضل بالنسبة لكثيرين ممن ارتبط وجدانهم بأغانيه، واستمعوا إلى أغاني العمالقة مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم من أجل الاستمتاع لجمله اللحنية ومقدمات الأغانى التي طالما شكلت عنصرا أساسيا في نجاح أغان شهيرة مثل “حب ايه”، “حكم علينا الهوى”، “الحب كله”، “ألف ليلة وليلة”.

ويكفيه دلالة على نبوغه الموسيقي وعبقريته في التلحين، انه قد لحّن لكوكب الشرق أم كلثوم اول مرة وهو لم يتخط عامه الـ 23 بعد.

كما تألق مع عبد الحليم حافظ مقدماً معه أروع الأغانى مثل “خايف مرة أحب” و”أعز الناس” و”سواح” و”على حسب وداد قلبي”، وغيرها من أغانى وصلت لـ 30 أغنية كللت تعاون الثنائى عبد الحليم وبليغ.

الملحن الراحل بليغ حمدي ولد فى منطقة شبرا بالقاهرة في مثل هذا اليوم الـ 7 من أكتوبر عام 1931،درس الحقوق، إلا أنه لم يعمل بها مطلقاً، فقدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ من خلال أغنية “تخونوه”، كما عرَّفه الموسيقار محمد فوزي على أم كلثوم فلحَّن لها أغنية “حب إيه” عام 1960 التي حققت نجاحًا باهرًا.

وأكد بليغ حمدى في حوار سابق له أن والده كان يعمل أستاذًا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول، وقد أحب الموسيقى منذ صغره وتعلَّم عزف العود وأتقنه وهو في السنة التاسعة من العمر.

وقد عشق بليغ حمدي وردة الجزائرية وكانت علاقتهما قوية، فقدم لها روائع موسيقية لعل أبرزها “العيون السود”، “خليك هنا”، “حنين”، “لو سألوك” و”اسمعوني”.

لحن أغنية بأمر ملكى وأخرى بطلب رئاسي

وهكذا فقد لحن بليغ حمدى أجمل الألحان لعمالقة الغناء، ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم وشادية وعبدالحليم حافظ ومحمد رشدى وميادة الحناوى وغيرهم الكثيرين ، ولكنه لم يكتف بتلحين الأغانى الرومانسية التى بررع فيها، بل لحن العديد من الأغانى الوطنية، وأبدع فى تلحين الأناشيد والأغانى الدينية التى تعاون فيها مع الشيخ سيد النقشبندى، ومنها لحن مولاى الخالد.

وقد جاء تعاون بليغ حمدى والنقشبندى باقتراح من الرئيس المصري انور السادات عندما حضر الاثنان عرس ابنة السادات فاقترح السادات أن يتعاونا ، وقال اتمنى أن أسمع صوت الشيخ النقشبندى يشدو بألحان بليغ، وكان النقشبندى متخوفاً من هذا التعاون، فهو لا يخيل كيف يتعاون مع بليغ الذى اعتاد تلحين الأغانى الرومانسية، ولكن بليغ بهره فى تلحين نشيد مولاي، وأسفرت نفس الجلسة عن تلحين 9 ابتهالات لحنها بليغ للنقشبندى غير ابتهال مولاى.

وكما لحن بليغ حمدى عددا من ابتهالات الشيخ سيد النقشبندى بناء على طلب رئاسي، فقد لحن أغنية “عيون بهية”، وهى إحدى أشهر أغانى محمد العزبى بأمر ملكي، وهو ما كشفه محمد العزبى فى أحد حواراته، مؤكداً أن الملك الحسن الثّاني كان السبب في أن يلحّن بليغ حمدي أغنيّة عيون بهيّة، التى كانت سبباً فى شهرة العزبى.

وقال الفنان محمد العزبى فى حواره، أنه فى إحدى حفلات عيد العرش سأل الملك الحسن الثانى بليغ حمدي: لماذا لا تلحن للعزبى ؟ ، فوعد عبد الحليم حافظ الملك بأن يغنّي العزبي في الحفلة القادمة من ألحان بليغ حمدي، وبالفعل كتب الشاعر محمد حمزة كلمات أغنية بهية ولحنها بليغ حمدى.

وبالرغم من أن بليغ لحن عدد من الأغانى لكوكب الشرق أم كلثوم وصل عددها إلى 11 لحنًا، وهى: “حب إيه، حكم علينا الهوى، ألف ليلة وليلة، الحب كله، إنا فدائيون، فات الميعاد، بعيد عنك، كل ليلة وكل يوم، سيرة الحب، أنساك، ظلمنا الحب”، إلا أنه رفض تلحين أغنية حسيبك للزمن ، رغم أن الجميع كان يسعى للتلحين لكوكب الشرق.

وفى لقاء تلفزيونى للموسيقار الكبير بليغ حمدى كشف أنه رفض تلحين أغنية “حسيبك للزمن”، موضحا أن صديقه عبدالوهاب محمد عرض عليه تلحينها ولكنه بعد أن قرأ الكلمات وجد فيها ” قسوة على الحبيب”، وقال : ” إزاى حبيب يقول لحبيبه حسيبك للزمن ..إبكى مش ح سأل عليك، اشكى مش ح رحم عينيك..أنا مقدرش أقول كدة لحبيبى مهما حصل ..الحب حنية مش قسوة، وعلشان كدة رفضت تلحين الأغنية لأنى مقتنتعتش بكلامها”، وبالفعل قام الموسيقار الكبير رياض السنباطى بتلحين هذه الأغنية بدلاً من بليغ حمدي.