فى العيد الـ 48 لنصر أكتوبر “تشرين”.. استدعاء للأبطال الحقيقيين من أجل استعادة اللحظة

بدون مقدمات ..ينساب الكلام بعيداً عن تضخيم الذات , لكن من أجل الحق والحقيقة وتقرير واقع البطولة الحقيقية وتخليص حرب أكتوبر من الادعاءات وركوب الدبابة أو الطائرة الحربية والصاروخ على صفحات الجرائد والمجلات وبرامج الفضائيات التى لا تبغي إلا تزييف الواقع ..فتنصب من العملاء أبطالا , لتسرق الأضواء ممن روت دماؤهم التراب العربي من الشهداء وممن قادوا المعركة من اجل تحرير الأوطان ,فتصنع من عملاء الصهاينة أبطالاً لمعركة النصر على الصهاينة وكأننا شعب من القطيع لا يعرف الخائن والعميل من البطل المناضل والمدافع عن الطين من اجل ارض حطين .
لذلك فدعونا هنا نقرر واقعاً بلا تزييف …
الأبطال الحقيقيون لنصر أكتوبر 1973 هم:
1-جيش الجمهورية العربية المتحدة جنود وضباط الجيش الأول فى سوريه والجيشين الثاني والثالث فى مصر..
2 -أبطال مهدوا لنصر أكتوبر , وشنوا حرب الاستنزاف بقيادة ” جمال عبد الناصر ”
وكانت هـذه المرحلة -التي امتدت على مدار ألف يوم إلى 8 أغسطس 1970- طويلة وشاقة، وهي لا تقـل عسكريا عن أي جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي، بل تعد أطول جولة في تاريخ هذا الصراع-وتميزت بسيطرة مطلقة للقوات المصرية على خط الجبهة. وكانت المدفعية هي الوسيلة الرئيسية للعمل خلالها، حيث صبت على حصون خط بارليف، والأهداف الأخرى، حوالي 40 ألف قذيفة، ودمرت الكثير من حصون خط بارليف
وهم: الفريق أول محمد فوزي ( الذي سجنه السادات – وهو الذي قام ببناء الجيش وحقق معه الانتصار فى حرب الاستنزاف ولولاه ما كان جيش أكتوبر )
..الفريق عبد المنعم رياض، والفريق محمد على فهمي وكل قوات الكوماندوز المصرية التى صالت وجالت فى سيناء، وأذاقت العدو المر مما جعله يطلب تخليه عن سيناء- مقابل تحييد جيش مصر، وكان ذلك بقيادة البطل إبراهيم لرفاعي
3- أبطال حققوا العبور وهم: الفريق سعد الدين الشاذلي ( الذي يسجل له التاريخ أعظم الأدوار وقيادة اكبر حرب للدبابات فى سيناء)، الفريق محمد على فهمي .. الفريق محمد عبد الغنى الجمسى، وشهيد الصاعقة إبراهيم الرافاعي الذين قادوا العبور، بالتنسيق مع الجيش السوري، وحققوا نصرا غاليا بتضحيات الجنود ودماء الشهداء وكادوا ينطلقون لتحرير كامل تراب سيناء , لكن عقب ثغرة الدفرسوار أعلن الفريق الشاذلي عزمه تدمير القوات الأسرائيليه بعد أن حاصرها , لتكملة تحرير سيناء بالكامل , إلا أن السادات عزله من هيئة أركان الجيش المصري , وبدأ التفاوض مع اسرائيل , وتركت سوريا وحدها بفعل قرار السادات السياسي الذي تخطى قرار القيادة العسكرية للقوات المسلحة المصرية بتحرير كامل تراب سيناء.. وبدأت السياسة تلعب دورها عقب اتفاقية الصلح الساداتي الأسرائيلى , مما ترتب عليه دماء سالت وشعوب عربيه هجرت ودول تفتت وسيناء قيدت وغزاها الإرهاب وسارت قوافل الشهداء من الشعب العربي تتضاعف مرات ومرات فى زمن ما يسمى بالصلح مع اسرائيل عن الحروب معها والتي قتل فيها من جيش اسرائيل ما هز كيانها ,أما الآن  فالجيش الأسرائيلى في مأمن, وان كان يبقى رعبه قائما من المقاومة اللبنانية والفلسطينية .ِ
4- ويبقى جيشنا الأول فى الإقليم الشمالي سوريه ..بكل جنوده وضباطه وقادته..الذي ضرب أروع الأمثلة فى الدفاع عن أرضه والتصدي فى كامل أيام المعركة , لقوى الصهيونية المدجج بكامل ما تنتجه المصانع الأمريكية من أسلحه وتكنولوجيا غاية فى التقدم – يواجه انعكاسات نصره فى حرب أكتوبر , وعدم مسايرته اتفاقيات الصلح مع الكيان الصهيوني , بهجمة كونيه صهيونيه إمبرياليه تمول من الرجعية العربية والاردوجانية… لكنه يقف شامخا قويا يستعيد ذكريات نصره فى أكتوبر ليجسدها الآن على الإرهاب والمافيا الأمريكية الدولية، تسانده قوى المقاومة اللبنانية والقوى الصديقة التى تفترق فى تدخلها عن القوى الأمريكية فى أنها تبغي الحفاظ على كيان ألدوله السورية وجيشها العربي من التفكك والانهيار، فى حين أن الأخيرة تشن حربها بهدف تدمير سوريه جيشا ووطنا و تشريد الشعب السوري وتغيير ديموجرافيته .

فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة 1973 , تحيه الى الرجال من جيش الجمهورية العربية المتحدة , ويبقى الأمل قائما فى أن يستعيد الجيش المصري لحظه الوحدة مع الجيش السوري والتنسيق الواحد الذي فاجأ العدو الصهيوني فى الثانية ظهراً من يوم 6 أكتوبر 1973 لحظه احتفال الصهاينة “بيكيبور”,ليكون للجيش الأول فى سوريا سندا وعونا ورفيق سلاح، وأن يبادر الجيشين الثاني والثالث فى مصر الى تنسيق كامل معه فى هذه اللحظة المصيرية التى يمر بها الآن .

5- كانت القومية العربية حاضره فى حرب أكتوبر 1973 ومجسده أعظم تجسيد فكانت الجبهة الشمالية فى سوريا والجبهة الجنوبية فى مصر تحضنا قوات قتاليه من معظم الدول العربية وكذا قوات من المقاومة الفلسطينية , ويبقى للقوات الجزائرية رمزيه تعبر عن بلد قدم ملايين الشهداء لتحرير أرضه , فكانت زاداً لنصر أكتوبر الذي تحقق.
لكن التاريخ يبرهن أن سبب تدمير العراق وجيشه البطل , هو وقوف هذا الجيش العظيم بكل قواه البرية والجوية مع مصر وسوريا فى حرب أكتوبر 1973 يقدم بكل عزه وكبرياء شجاعة منقطعة النظير , ساهمت فى تحقيق نصر أكتوبر العظيم – وهكذا فعلوا مع ليبيا ثورة الفاتح التى كانت عمق للجبهة المصرية حين حررت أرضها من القواعد الامريكية والبريطانية وسخرتهما لخدمة المعركة مع اسرائيل .
6- الشعب العربي الذي شحذ كل إمكانياته وتبرع بلقمة عيشه دعما للجيوش العربية فى حربها مع اسرائيل , حتى تحقق النصر بفعل الجبهة الداخلية الصامدة .

فى ذكرى الشجاعة ووحدة الجيوش العربية التى أدت الى نصر أكتوبر العظيم قبل48 عاما , نستعيدها لترن فى عالم النسيان السحيق الذي نعيشه الآن , لنجعلها لحظه تعبوية تدفعنا الى الأمام لتشحذ قوانا وتستعيد اللحمة بيننا من اجل وحدتنا من جديد، لكي تخلص العراق وسوريا مما تعانيانه اليوم من إرهاب مغلف بحمله كونيه هدفها القضاء نهائيا على جيشي البلدين ووحده أراضيهما , فهل تتجمع وحدات من الجيوش العربية تقودها قيادات وطنيه قوميه متحررة من العملاء لتدك القوى الرجعية والاستعمارية وعملاء الصهيونية فى معاقلها وتكون نصيرا للجيشين العربيين فى سوريا والعراق على قوى الإرهاب الدولي والصهيوني.., وتستعيد لليبيا – التى سخرت مواردها وأرسلت طائراتها لتكون زادا لمعركة النصر فى أكتوبر 1973 – وحدتها وتضمد جراح جيشها العربي، لتقضى على الإرهاب والدخلاء من الرجعية الخليجية والاردوجانية والغرب الأستعمارى فى ليبيا ؟!
الفعل الثوري مطلوب لتحقيق ما أنف من بيان , سواء من الطليعة الثورية فى الجيوش العربية , أو من كامل جماهير شعبنا العربي من المحيط الى الخليج..
وتهنئه من الأعماق بالعيد 47 لانتصار العرب فى حرب أكتوبر ” تشرين”.

*كاتب ومحامٍ عربي/ القاهرة
البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى