ضباط الاحتلال ُيقرّون بفشل خطة القضاء على أنفاق حماس اثناء المواجهة الأخيرة، لان “هناك مدينة أخرى لغزة تحت الأرض”

قال الشاعر العربي القديم: وشمائل شهد العدو بفضلها  والفضل ما شهدت به الاعداء، وها قد أقر خمسة ضباط من القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بفشل خطة وضعت للقضاء على شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس، خلال المواجهة الأخيرة في مايو/أيار الماضي.

ففي حوار مع القناة 12 الإسرائيلية تحدث الضباط الخمسة عن فشل عملية التضليل التي قام بها الجيش الإسرائيلي بإعلانه عن بدء هجوم بري على غزة لدفع مقاتلي كتائب عز الدين القسّام -الجناح العسكري لحركة حماس- للخروج من الأنفاق بغية رصدها وتدميرها وقتل أكبر عدد ممكن منهم.

ولكن عملية التضليل الإسرائيلية لم تنطل على كتائب القسام، وفي نهاية المطاف لم يتمكّن الجيش الإسرائيلي من تدمير سوى جزء ضئيل من شبكة الأنفاق، كما لم يقتل سوى عدد قليل من مقاتلي حركة حماس، وفق الاعترافات الإسرائيلية.

وفي الحوار الذي أجرته معه القناة 12، أشار الضباط الخمسة إلى أنه خلال محاولة تضليل كتائب القسام عبر الادعاء ببدء هجوم بري، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما جويا واسعا بواسطة 160 طائرة، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف.

ورغم الادعاء بتدمير كيلومترات من شبكة الأنفاق الداخلية لحماس، فإن قادة الجيش الإسرائيلي كانوا غير راضين عن النتيجة، مما فسح المجال لمزيد من الانتقادات لهذه العملية.

ويقول الضباط الخمسة إن شبكة الأنفاق التابعة لكتائب القسام – التي تطلق عليها إسرائيل “مترو حماس” – جرى حفرها بشكل مكثف خلال السنوات القليلة الماضية.

وهذه الاعترافات الإسرائيلية هي الأولى من نوعها، لكن أهميتها الكبرى تكمن في أنها صادرة من ضباط نافذين في منظومة الاستخبارات للجيش، وحملت مضامين تفيد بأنه “سيكون من الأصعب في الحرب المقبلة ملاحقة زعماء حماس، بعد أن باءت محاولات القضاء على قادتها العسكريين بالفشل، وبسبب حقيقة أن غزة أكثر وعيًا بقدرات إسرائيل، مع العلم أن حماس بنظر إسرائيل باتت عدوا متقدما للغاية”.

وكان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار قد أكد عقب انتهاء الحرب الأخيرة أن الجيش الإسرائيلي لم يدمر خلال المواجهة التي استمرت 11 يوما أكثر من 3% من الأنفاق في غزة.

كما أكد حينها أن إسرائيل كانت ترمي إلى قتل أكثر من 10 آلاف مقاتل، وإعادة غزة عشرات السنين إلى الوراء، لكنها حققت صفرا كبيرا. وأطلق الجيش الإسرائيلي على عملياته في غزة “حارس الأسوار” بينما أطلقت حركة حماس على المعركة “سيف القدس”.

ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإن كتاب القسام تنفق شهريا الملايين من الدولارات لتطوير الأنفاق التي أصبحت مصدرا لإطلاق قذائف الهاون، بدلا من تنفيذ أنشطة هجومية.

كما تقول تلك التقارير إنه “أصبحت هناك مدينة أخرى لغزة تحت الأرض، وتشمل البنية التحتية للكهرباء والمراحيض والاستحمام وغرف الاستراحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى