بالرغم من دورها التاريخي كمطربة عريقة تُشنّف الأذان، إلا أنها اقتحمت ميدان المعارك المصرية من خلال دعمها السخي للقوات السلحة ابان فترتي حكم الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث خصصت الكثير من إيراد حفلاتها للجيش.
وبحسب ما ورد في جريدة الأخبار المصرية في شهر يوليو ١٩٦٨، فإن أم كلثوم قد خصصت إيرادات حفلاتها التي عقدها في لبنان، والتي بلغت يومذاك ١٣٥ ألف ليرة للمجهود الحربي، وكان هذا المبلغ يعتبر أكبر مبلغ تقاضاه فنان في ذلك الوقت.
ويشهد التاريخ الفني لأم كلثوم على مساهمتها أكثر من مرة ودعمها للجيش، ويمكن لزوار متحفها الكائن في المنيل أن يقرأوا خطاب شكر موجهة إليها من الرئيس المقبور أنور السادات ويحمل تاريخ نوفمبر ١،٩٧٣ لتبرعها للمجهود الحربي لدعم القوات المسلحة.
وجاء ذلك الخطاب عقب حرب أكتوبر، عندما تبرعت أم كلثوم وقتها بأرباح حفلتها لصالح الجيش، كما قدمت العديد من الأغاني الوطنية للمقاتلين في الميدان.
كما يشمل المتحف أيضا خطاب شكر من الرئيس جمال عبد الناصر على تبرع أم كلثوم بمبلغ ١٠٠٠ جنيه للجيش المصري، وكان الجنيه المصري في ذلك الوقت يعادل حوالي ٢.٥ دولارا .
وعقب نكسة ١٩٦٧ كانت أم كلثوم من أوائل الفنانات اللواتي ساهمن بدور كبير في رفع معنويات كل من الشعب والجيش، فلم تستلم للحزن والاحباط الذي ساد في تلك الفترة، بل بدأت في جولة غنائية داخل مصر وخارحها لجمع الأموال للمجهود الحربي، وقدمت أغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا ( ابق فانت حبيب الشعب) للرئيس جمال عبد الناصر بعد إعلان تنحيه .