الشعب الفلسطيني يؤمن بأن المقاومة هي الحل، والسلطة تراهن على سراب السلام

مقاومة الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وغزة والداخل حق مشروع للشعب الفلسطيني تقره القوانين الدولية والقيم الأخلاقية ويدعمه الشرفاء في شتى بقاع العالم؛ ولهذا فإن هذا الشعب الجبار العريق الذي بدأ في مقاومة الغزو الصهيوني منذ مئة عام أثبت للعالم بأنه عصي على الكسر، وانه لن يستسلم للإرادة الصهيونية أبدا، وسيظل يقاوم ويناضل ويتصدى للإرهاب الصهيوني، ولخيانات حكام التطبيع العرب حتى ينهي الاحتلال، ويسترد حقوقه، ويقيم دولته الفلسطينية المستقلة.
السلطة الوطنية الفلسطينية التي فشلت في تحقيق السلام بعد ما يزيد عن ربع قرن من المفاوضات العبثية ومبادرات السلام الدولية والعربية والتنازلات الرسمية الفلسطينية، ما زالت تراهن على أوهام تحقيق سلام دائم مع دولة محتلة لا تفهم سوى لغة القوة؛ وللأسف .. لم يتعلم قادة السلطة .. من اتفاقيات أوسلو الفاشلة، ومن تجاربهم المريرة مع ستة رؤساء وزراء صهاينة حكموا الدولة الصهيونية بعد توقيع تلك الاتفاقيات هم شمعون بيريس، وبنيامين نتنياهو، وإيهود باراك، وأرييل وشارون، وإيهود ألمرت، والآن نفتالي بينيت أن قادة الدولة الصهيونية لا يختلفون على تمسكهم بالاحتلال، وسرقة الأرض الفلسطينية والتوسع الاستيطاني، ومماسة الخداع والكذب، وكسب الوقت واستغلاله لهضم وابتلاع الضفة الغربية، وابقاء غزة محاصرة ومعزولة تمهيدا لفصلها عن الضفة وتصفية القضية الفلسطينية.
ولهذا سترتكب السلطة الوطنية الفلسطينية خطأ فادحا إذا علقت آمالا على رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأمريكي جو بايدن؛ فبينيت العنصري المتشدد أوضح أكثر من مرة بأن حكومته ستعزز الاحتلال بمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية لبناء العديد من المستوطنات الجديدة وتوسيع القائمة، وإنه يرفض إقامة دولة فلسطينية، ولا ينوي الاجتماع بالرئيس عباس!
وإدارة بايدن منشغلة بمشاكلها الداخلية والدولية ولا تولي الكثير من الاهتمام للقضية الفلسطينية، وستدير الصراع بتقديم مساعدات مالية محدودة للفلسطينيين، وتسمح بفتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن وتعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس؛ لكنها لن تضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات مهمة للفلسطينيين، وكما قال بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يؤمن بحل الدولتين، لكنه لا يتوقع حلا قريبا مما يعني بأنه لن يكون هناك حل للصراع خلال الثلاث سنوات القادمة المتبقية من فترة ولايته! فعن أي سلام ومشاريع سلام يتكلم قادة السلطة الوطنية الفلسطينية؟ وما هي وسائل الضغط التي يملكونها لإقناع الصهاينة بتقديم تنازلات؟
الشعب الفلسطيني في الداخل والمهجر ورغم تخلي الأنظمة العربية المنهزمة المطبعة عن دعم قضيته سيظل حاضرا في ميادين النضال، ومؤمنا بأن المقاومة الشعبية الشاملة في الضفة الغربية وغزة هي الوسيلة الوحيدة التي ستجبر الصهاينة على تقديم تنازلات وانهاء الاحتلال؛ ولهذا فإن على السلطة الوطنية أن تتوقف عن خداع نفسها، وألا تصدق الوعود الأمريكية المضللة وتتورط مرة أخرى في مفاوضات عبثية، وأن تنهي مشاركتها بحماية الصهاينة من خلال التنسيق الأمني، وتعمل على إنهاء الانقسام، وتركز على تنظيم ودعم المقاومة وحمايتها في مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية وغزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى