فى الذكرى 51 لوفاة “ناصر”.. حيّ رغم الكفن وخالد رغم أنف الصهيونية والأخوان وحكام التطبيع

و..تعبر الذكريات أفق خيالي بارقا يلمع فى جنح الليالي تنبه قلبي من غفوته وتجلي لي ستر أيامي الخوالي , حين انتابني الذعر ونفرت الدماء من عروقي , لحظة أن طارت الأنباء من تل أبيب فرحا تعلن اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في قبره , فنزعت اليُراع من غمدِهِ.
فالكل يدرك أن , للتاريخ صناع يكتبون الصفحات بالنضال بالدم.. بالثورة على الظلم والطغيان .. بتحدي قوى الاستعمار والصهيونية العالمية والانتصار لأحلام الشعوب والمستضعفين في الأرض , مستلهمين روح الرُسل الذين أرسلهم الله عز وجل نصرة المظلوم والمكلوم وللفقراء والمساكين وتحقيق العدل بمفهومه الواسع، والقضاء على الشرك والفساد والطغيان وتحرير الشعوب من الاستعمار وإرجاع الأرض لأصحابها والقضاء على مغتصبيها .

وقد جاء القدر بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر – ولأن كل الرسل السماوية تعاملت مع بني اسرائيل أتباع الصهيونية من منطلق الهداية فإذا بها تصنع الوشاية والمكايدة وإثارة الفتن وتأليب الناس على الرسل السماوية , ويبقى سيد الأنام محمد بن عبد الله خير من حذرنا منهم ومن فتنهم و ضغائنهم , فكان قدوتنا الآن فى التعامل مع الصهاينة والإسرائيليين , خاصة وهم يغتصبون الآن قدسنا وأقصانا وكنائسنا وكل فلسطين العربية.
من هذا المنطلق أسس الزعيم الخالد جمال عبد الناصر للصراع العربي الإسرائيلي صراع وجود وليس صراع حدود، مستلهما روح الرسل السماوية واستلهام تجاربها مع بني اسرائيل – الذين انحرفوا بعيدا عن التوراة فاختلقوا التلمود – ومستبصراً برؤيته الإستراتيجية التي ترى أن رفع اللاءات الثلاث “لا صلح لا تفاوض لا اعتراف ” هي ما يقف حجر عثرة لإجهاض الهدف الصهيوني نحو اسرائيل الكبرى من النيل للفرات ,وأن الصلح والاعتراف جديرين باستباحة كل الأراضي العربية لتحقيق أهداف الصهيونية. .
وللتاريخ صندوق نفاية , تنبعث منه الروائح الكريهة على مدار السنين تزكم الأنوف وتصيب الناس بالغثيان خاصة من كثرة الزنا والمعاشرة الحرام التى سادت بين المومس الشمطاء في تل أبيب وبعض الشواذ من العُربان – وجماعة الأخوان اللامسلمين أصحاب الكذب والنفاق .
والى أن فاض صندوق النفايات يقذف الى مزبلة التاريخ كل يوم بنتاج السفاح , لكن تبقى الرائحة النتنة والعفنة تفوح من صندوق نفاية التاريخ تخلد ,عار جماعة الأخوان المسلمين الذين مارسوا الكذب والتضليل والإدعاء بباطل الأباطيل , بهدف قتل الزعيم ناصر في قبره , مستلهمين هدف الصهيونية العالمية – كما تخلد عار كامب ديفيد إلى الأبد ومعها وادي عربة تتبعهما أوسلو وكلهم فى انتظار التطهر بحريق يلتهم كل النفايات .
حين خرج جمال عبد الناصر من معركة الفلوجة 1948 في فلسطين بعد أن كسر حصاره ومن معه , اختمرت فى قلبه وعقله فكرة ثورة 1952 ,ليتخلص من عملاء الصهيونية والاستعمار من الحكام الذين خذلوا الجيوش العربية في فلسطين , فبدأت الثورة الناصرية من اجل تحرير الوطن والمواطن، ومن ثم تحرير فلسطين من المستوطنين الصهاينة , فصار في كتب التلمود الصهيونية وجود عبد الناصر قرين اسم فلسطين, ولذلك رتل حاخامات بني صهيون كل صباح في معابدهم فاتحة التلمود: ” لا بد لعبد الناصر أن يموت” .
وُرِي جسد عبد الناصر الثرى .. وصعدت روحه الى السماء ومازالت تحوم فى الأرض تنثر ريح الجنة للشهداء، وتشحذ همة أهل الأرض أن يكونوا للشهادة عنوان , وأن يتمسكوا بفلسطين عربيه وأن يداوموا على رفع اللاءات الثلاث ( لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بالعدو الصهيوني) وأن فلسطين عربية من النهر الى البحر..
فبدا أن جمال عبد الناصر مازال حياً في قلوب شعبنا العربي والمصري, رغم التعتيم الإعلامي على مكنون الشعب وما يجول فى خواطره ونفسه من حب وعشق لمبادئ جمال عبد الناصر(الحرية والاشتراكية , العدالة الاجتماعية- والوحدة العربية) التي يجب لتتحقق أن تتحرر فلسطين من المحتل الصهيوني-
من هنا كان لابد أن يُغتال “جمال عبد الناصر فى قبره ” لذلك آتوا بحاخامات بني صهيون من جديد لتردد فاتحة التلمود :”لابد لعبد الناصر أن يموت”.
ولأن ثورة يوليو (1952) وليدة فكرة تحرير فلسطين من الصهاينة، ولان زعيمها من أمن بالصراع الوجودي مع إسرائيل فلابد من اغتياله فى سفارة مصر بتل أبيب، ولأنه من رفع لا للاعتراف بإسرائيل هو “ناصر ومصر الناصرية” , فها هي السفارة المصرية فى قلب تل أبيب تشارك بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وروبين ريفلين رئيس الدولة، في حفل أقامه السفير المصري حازم خيرت في السفارة “بتل أبيب” بمناسبة الذكرى الـ 64 لثورة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي أسس الصراع العربي الصهيوني كصراع وجود (23 يوليو 1952)، وعلى أنخاب الويسكي والخمور تطرقع الكاسات بين نتنياهو ورئيس الكيان الغاصب فى اسرائيل وزوجتهما في وجود السفير , يفتح نتنياهو كتاب التلمود ليرتل فى حفل السفارة في تل أبيب بمناسبة ذكرى ثورة عبد الناصر العظيم , فاتحة التلمود “لابد لعبد الناصر أن يموت”.
لقتل عبد الناصر في قبره ومحاصرة روحه الخالدة التي مازالت تحوم في آفاق شعبنا العربي ومقاومته الباسلة في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق. ويبقى عبد الناصر – رغم أنف السفير والسفارة المصرية فى تل أبيب – في قلب شعبنا المصري المتمسك بالصراع العربي الصهيوني كصراع وجود وبمبادئ عبد الناصر العظيم وروحه الخالدة , ورغم كيد نتنياهو وتسيبي وكل الحاخامات الدجالين والمشعوذين، ورغم أنف الرجعية العربية فى دول الخليج، ورغم أفك جماعة الإخوان الإرهابية المتوائمة مع الصهيونية ضد جمال عبد الناصر – يظل عبد الناصر كتاباً مسطوراً ومفتوحاً من كتب التاريخ، ولوحاً محفوظاً للأجيال، جيلاً وراء جيل من اجل تحرير فلسطين من المستوطنين الصهاينة .
ويبقى ان من أراد قتل عبد الناصر فى قبره ما زالت رائحته العفنة تزكم الأنوف، وتبعث الروائح الكريهة من صندوق نفايات التاريخ، نتيجة الزنا المحرم بينها وبين المومس الشمطاء في تل أبيب ليصير نتاج لقاءاتهما المحرمة ..لقطاء وابناء سفاح.. مصيرهم جهنم وبئس المصير .

*كاتب ومحامي – مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى