جمال عبد الناصر.. الحاضر الذي لا يغيب !!

..وتمر الأيام وتتعاقب السنين، فها هي الذكرى الــ51 لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر تطل علينا في عصر الردة القومية ، والانفلات الصهيوني بدعم أمريكي مطلق بلا روابط ، والانحدار العربي نحو هاوية التطبيع ، وأصبحت القومية العربية، التي يعد الزعيم جمال عبد الناصر أحد أبرز قادتها العظام في القرن العشرين، وكأنها اتهام أو وصمة عار ،حيث مسموح لأي قومية في العالم أن تعبر عن ذاتها ووجودها إلا القومية العربية ، فمن يتحدث بها يصبح شوفونيا متطرفا وإرهابيا متعصبا .
ولكن مسموح مثلا لاردوغان أن يتغنى بالقومية التركية رغم تجارته بالإسلام السياسي ، ونجد من العبيد من يحن لعصر العبودية .
وكذلك الأمريكي والروسي والألماني والبريطاني إلا العربي محرم عليه، لأن في ذلك وحدة كلمة للأمة العربية، ولأن في ذلك الطريق للحرية الذي يبدأ من فلسطين محررة ، ولأن في ذلك إسقاط لكل أنظمة الكامب ديفيد والاعتراف بالعدو .
لذلك تصبح القومية العربية إحدى المحرمات، ويهاجم قادتها العظام وعلى رأسهم جمال عبد الناصر بمناسبة وبغير مناسبة .
تمر اليوم الذكرى الــ51 لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ومع ذلك من يقرأ ويسمع نباح الكلاب التابعة للصهاينة وذيولهم لا يصدق أن جمال عبد الناصر في ذمة الله منذ واحد وخمسين عاما .
ما زال الهجوم مستمرا على قائد أصبح في ذمة الله، فهم لم يتركوا اتهاما أو إخفاقا إلا وكان جمال عبد الناصر هو السبب، حتى الكوارث الطبيعة مثل الزلزال الذي ضرب القاهرة في تسعينيات القرن الماضي ، هناك من نسبه إلى سياسة جمال عبد الناصر وهو في ذمة الله منذ واحد وخمسين عاما، وكأنه أصبح مسئولا وهو في قبره عن من حكم ويحكم مصر من بعده .
قالوا أنه ألغى كل تاريخ مصر من قبله ، وهو الذي وقف بعد جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر ، وكأنه يرد على سيل الأكاذيب بعد نصف قرن من رحيله المفجع، ليقول للأمة العربية والشعب المصري بشكل خاص أن ما تم اليوم (يقصد الجلاء) هو استكمال لمن سبقونا من القادة العظام أحمد عرابي ، مصطفى كامل ،محمد فريد ،عزيز المصري وسعد زغلول، بل وفي لفتة في غاية الذكاء والفطنة جعل الوفد البريطاني يمر من تحت صورة للزعيم أحمد عرابي ، وفي ذلك رسالة لمن يقرأ التاريخ .
وعلى هذا الأساس ليست مستغربة هذه الهجمة من عبيد الاستعمار الجديد والقديم على جمال عبد الناصر ومحاولة شيطنته .
ودعونا على عجالة نفند آخر الأكاذيب بدون ترتيب زمني لأن الهجوم يوميا .
ذات يوم كان في القاهرة حفل زفاف لأبن ألسيده الفاضلة منى جمال عبد الناصر، وكأي أم تفرح في زواج ابنها الأول خاصة على الطريق المصرية ،وإذا بجماعة تركيا المتاجرين بالإسلام وطريق الحق في كل منابرهم التي أغلقها لهم سيدهم اردوغان ، يقولون ابنة جمال عبد الناصر ترقص مع السفير الصهيوني، وعند كشف الحقيقة وبعدما تبين ان من يرقص مع السيدة منى هو ابنها العريس، لم يقدم أحد اعتذارا احتراما للمهنة .
وابنة جمال عبد الناصر هي أكبر أن تنزل للغة المهاترات وحتى رفع القضايا، مؤمنة أن الحق له لسان واحد وهي من هي .
وهذا وزير مصري يصف مصنع الحديد والألمنيوم بأنه لا يساوي فلسات ، رغم أنه كان من مفاخر الصناعة المصرية وقد اعتاشت منه آلاف الأسر المصرية ناهيك عن دعم الاقتصاد المصري ، ألان أصبح لا يساوي الفلسات في نظر ذلك الوزير الوقح ، ناهيك عن الاسطوانة الفارغة التي تقول أن حروب 1948 و 1956 وحرب اليمن وحرب 1967 وحرب الثلاث سنوات ( الاستنزاف) وحرب أكتوبر 1973م ،هي سبب استنزاف الاقتصاد المصري .
لو صدقنا هذا الهراء ونظرنا لواقع مصر اليوم لوجدنا أن مصر منذ 40 عاما وهي لا تحارب وداخل حدودها ، ماذا حصل ؟
لغة الأرقام تقول بأن الاقتصاد المصري في زمن الحروب إياها كان أقوى منه في عصر النهب السريع الذي يسمونه عصر السلام .
أما آخر الصرعات فهي بأن الثورة اضطهدت الموسيقار محمد فوزي رحمة الله عليه الذي غنى للثورة ولقائدها أجمل الأغاني .
وأخيرا عثروا على سيدة فاضلة لها نشاط نسائي بحت، تدعى درية شفيق وقفت بعد انتهاء العدوان الثلاثي والصهاينة لا يزالوا في سيناء لتسير عكس حركة التاريخ ، حيث كانت مصر وأمتها العربية وكل أحرار العالم خلف عبد الناصر مشيدين بقيادته وصموده الأسطوري إلا هذه السيدة التي اعتصمت في السفارة الهندية وطالبت بإعادة محمد نجيب ، إلا أن السفارة الهندية أقنعتها بإنهاء اعتصامها، وعادت لبيتها ولم تعتقل أو تحارب رغم أن البلد في حالة حرب وتوفيت في 20سبتمبر أيلول 1975، وإذا بكتبة الدخل السريع يملأون الدنيا زعيقا بلا خجل، ويزعمون بأن جمال عبد الناصر هو من قتلها ، علما بان الزعيم جمال عبد الناصر كان قد رحل في 28 سبتمبر أيلول 1970م ، أي قبل موتها أو انتحارها بخمسة أعوام ، ولله في خلقه شؤون .
هذه عينات ممن يتطاولون على الزعيم جمال عبد الناصر الذي كل يوم يثبت للدنيا كلها صحة سياسته وما حذر منه وسلامة نهجه .
فسلام على الزعيم جمال عبد الناصر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ، ولا شك ان التاريخ سينصف هذا الزعيم ، ولكن دعونا نتذكر أن الأمة العربية في حالة مخاض، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .
وما اصدق قول الشاعر نزار قباني عن الزعيم في ذكرى ميلاده الأول بعد الرحيل المفجع: (تضيق قبور الميتين بمن بها… وفي كل يوم انت في القبر تكبر )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى