أم كلثوم تحيي الرئيس عبد الناصر وتهديه «كتاب الله»

في السابع من مايو عام 1960، احتفلت محافظة الدقهلية المصرية بعيدها القومي، الذي اختارته في هذا اليوم، لانه يصادف ذكرى هزيمة الفرنسيين في المنصورة وأسر الملك لويس التاسع في دار ابن لقمان، وأقامت المحافظة سرادقا كبيرا في نادي المنصورة للحفل الذي تحييه سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي ولدت بقرية «طماي الزهايرة» بالسنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية، التي سعدت بمشاركة الرئيس جمال عبد الناصر في الاحتفال بعيدها القومي
على رأس وفد من كبار رجال الدولة والوزراء.

قررت ليلتها أم كلثوم ان ترحب بقدوم الرئيس على طريقتها ، فما ان انفرج الستار عن سيدة الغناء والفرقة الموسيقية المصاحبة لها ، إلا وفوجئ الجميع بأم كلثوم تصفق للرئيس بحرارة ألهبت أكف الجماهير تعبيرا عن الحب والتقدير.. وعلى غير العادة أمسكت أم كلثوم بورقة تقرأ منها كلمة ترحيب بالرئيس قالت فيها :
«سيدى الرئيس .. إننى كمواطنة تنتمى لهذا الاقليم الذى أسعدته بتشريفك أحس بالفرحة الشاملة التى يشعر كل فرد بها .. وإنك يا سيادة الرئيس لتسعد كل بلد تشرفه بزيارتك .. وليس هذا مقصورا على وطننا العربى .. فهناك شعوب كثيرة تشاركنا هذا الحب وهذا التقدير ..
فقد تتبعنا بقلوبنا رحلتك الموفقة إلى البلاد الصديقة «الهند وباكستان»..
وشعرنا بالفخر والاعتزاز لما تلقاه شخصيتك العظيمة من حب وحفاوة وتكريم ..وهزنى بصفة خاصة استقبال فنانى الهند لسيادتكم ..وما عبروا به عن حبهم لشخصك عندما أخذوا يرقونك بالبخور ويحصنونك بالدعوات .. وهذه يا سيادة الرئيس اعلى مراتب الحب ..
ومن أحق من مصر « الأم» بتحصين ابنها البار وقد حققت لها ومازلت تحقق كل الآمال التى كانت تصبوا إليها .. أنها تحصنك بكتاب الله الكريم ..
اقدمه اليك ضارعة إلى الله ان يحرسك ويرعاك ويثبت خطاك ..
وأن يبقيك حصنا للعروبة ورمزا لنصرها».

وبعد ان ألقت ام كلثوم كلمتها ، نزلت من على المسرح وتقدمت من الرئيس جمال عبد الناصر وصافحته، كما صافحت كبار رجال الدولة الذين كانوا بمعيته، ثم قدمت للرئيس هدية تذكارية عبارة عن المصحف الشريف المبطن بالقطيفة ومغلف بغلاف مطعم بالصدف والعاج ، تعبيرا عن فرحة ام كلثوم وشعب الدقهلية بزيارة الرئيس.. رحمه الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى