الشرطة تتدخل لحماية فريد الأطرش من مظاهرة نسائية بدمشق

 

تنفست شرطة دمشق الصعداء، عندما غادر الفنان فريد الأطرش العاصمة السورية بعد أن أحيا فيها ثلاث حفلات، شاركته فيها ثريا حلمي وسامية جمال، في عام 1955.

بسفر فريد الأطرش استراحت دوائر الشرطة السورية التي كانت ترسل كل يوم حرساً خاصاً أمام فندق سميراميس الذي كان ينزل فيه، لتحميه من طابور المعجبات، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار المصرية في 4 يونيو 1955.

كان المارة من أمام فندق سميراميس يعتقدون أن هناك مظاهرة نسائية أمامه، فلأول مرة تشاهد دمشق طابورا طويلا من النساء يقفن أمام فندق في انتظار رؤية فنان عن كثب، وذلك بعدما تم تقليد فريد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثانية، وأقامت له  نقابة الموسيقيين السوريين حفل تكريم باذخ.

والمعروف عن فريد أنه لم يكن وسيما كما يظهر في الصور، بل كان يخفي عيبه عن جمهوره، فقد أصيبت عيناه بانتفاخ وإحمرار مزمنين، وكان يقول إن جميع الأدوية والعلاجات عجزت عن إنقاذه من هذا المرض.

كان فريد يرحب بالنقد الصحفي، ولكنه يكره أن يقارن أحد بينه وبين أم كلثوم أو محمد عبد الوهاب، ويقول أن أم كلثوم شيء عظيم تمتلك صوتا إلهيا لا يمكن لأحد أن يجاريها فيه، وكذلك محمد عبدالوهاب له لونه وله فنه.

ويضيف : أنني افهم أن يوجه الانتقاد إلي شخصيا أو إلى غيري شخصيا أيضا، أما أن أوضع في موضع المقارنة مع فنانيين آخرين لهم ألوانهم التي امتازوا بها، فهذا غير سليم فنيا ويبدو في الغالب محرجا .

كان فريد ثرياً وقد ابتنى في أرقى شوارع القاهرة عمارة عريقة معروفة بعمارة الأطرش، فقد كان لكن يتجول بسيارته في شارع النيل بحي الزمالك في الجيزة، فشاهد قطعة أرض أعجب بموقعها الجغرافي المتميز.

كانت قطعة الأرض هذه كبيرة تطل على النيل مباشرة فقرر أن يشتريها ليقوم بتشييد عمارة كبيرة عليها وذلك عام 1954، وقد اختار الموسيقار الراحل اسم «أول همسة» ليطلقه على عمارته التي تكلف بناؤها 240 ألف جنيه مصري في ذلك الوقت، وقد قصدها المشاهير ليسكنوا في هذه العمارة المتميزة، ومن ضمن هؤلاء الفنانة شادية التي اشترت شقة بالدور الرابع.

وبعد بناء العمارة ظل فريد الأطرش مالكها لمدة أربع سنوات، لكنه باعها  لأحد رجال الأعمال مشترطا عليه الاحتفاظ بشقته بالدور العاشر الذي قام بتصميم الديكور الخاص بها مصمم ديكور شهير جعل من الشقة تحفة فنية رائعة.

وقد تم تصميم الشقة بأكملها على الطراز الشرقي حتى أن الأطرش قد جلب مجموعة كبيرة من التحف الثمينة واللوحات الفنية من أوروبا لتتماشى مع مكانته العالية واستقباله لضيوفه من نجوم الفن والمجتمع من مختلف الجنسيات.

ومن ضمن المقتنيات الثمينة المتواجدة في شقته البيانو الخاص بملك النمسا الذي كان يحمل توقيعه بالإضافة إلى بعض السيوف الذهبية المعلقة على حوائط الشقة.

العمارة مكونة من عشر طوابق كل طابق يضم 4 شقق، باستثناء الطابق العاشر الذي يضم شقة فريد الأطرش منفردة، وعلى الرغم من أن فيصل الأطرش وريث الموسيقار فريد الأطرش قد باع الشقة، إلا أن العمارة لا تزال تعرف باسم عمارة فريد الأطرش حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى