لاحقوه تسع سنوات، وجرح في مواجهتهم سبع مرات، وحاولوا اغتياله ست فاشلات، وهدموا بيته ثلاثاً.. وإبان عدوانية “سور شارون الواقي” ومقاومة مخيم جنين البطولية استشهدت والدته وشقيقة.. هذا هو القائد الفدائي زكريا الزبيدي، كأنموذج لأبطال إعجازية “جلبوع”، الذين هم رفاقه ومن مثله ومن معدنه.. وستتهم أنموذج للإنسان الفلسطيني الجديد، فما بالك بالآتي من أجيال ما بعده؟!
حتى بعدما اعتقله الصهاينه مع بعض رفاقه، فليس من شأن ذلك أن يقلل من عظمة إنجاز إعجازي حققته إرادة نضالية أسطورية سطروها بملاعقهم، أول من شهد لهم بها هو عدو مربك لمفاجأتها ومرتعب لما عنته وستعنيه تداعياتها، ومن بعد كل العالم..
لقد كسروا سطوة وهيبة منظومته الأمنية، بوجهيها، إمكانياتها الهائلة، والمنتفخة المبالغ في أسطرة قدرتها، هذه التي مرغت ملاعقهم أنفها في وحل جلبوعها.. حققوا إنجازاً معنوياً له ما بعدة، بعثوا بوادر لانتفاضة حرية تجلت إرهاصاتها الآن في سائر الوطن الأسير.. زاد ليثرى أثره الساري في وجدان أمة بأسرها مكامن ثقافة المقاومة.. وقال للجميع،ان الصراع مفتوح..