القمة المصرية الأردنية الفلسطينية مضيعة للوقت وتكرار للمكرر

 

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤتمر قمة يوم الخميس 2/ 9/ 2021 في القاهرة لتنسيق مواقف ورؤى مصر والأردن وفلسطين لعدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وأصدروا بيانا ختاميا ” كرر المكرر “، ولم ينتج عنه شيئ جديد، أو اختراق في أي مجال من المجالات. وقالوا فيه ان السلام الدائم يشكل خيارا استراتيجيا وضرورة للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وإنهم سيعملون معا من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف العمل مع الاشقاء العرب والولايات المتحدة وإسرائيل واللجنة الرباعية والدول الصديقة لإحياء عملية السلام والعودة للمفاوضات، وأكدوا رفضهم للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وطلبوا من دولة الاحتلال مجددا وقف ممارساتها المتعلقة بالتصعيد في القدس الشرقية، وفي الحرم القدسي الشريف، والتوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين، وأكدوا على أهمية استمرار الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية، والحفاظ على التهدئة في الضفة وغزة.
قادة مصر والأردن وفلسطين والدول العربية الأخرى الذين ما زالوا يلهثون وراء سراب الحل السلمي، ويأملون خيرا من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن حكومة رئيس وزراء الدولة الصهيونية نفتالي بينيت سيصابون بخيبة أمل جديدة. فإدارة بايدن المنشغلة بتداعيات هزيمتها في أفغانستان وجانحة كورونا، ومشاكلها الاقتصادية، وصراعها مع الصين وروسيا قالت بوضوح إنها لن تضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، وإنها ليست معنية بفرض عملية سلام، وإنما هدفها هو تثبيت الوضع الراهن والاستقرار من خلال الاقتصاد وتخفيف القيود على الفلسطينيين، وإدارة الأزمة لإبقاء السلطة، ولمنع انهيار الحكومة الإسرائيلية الحالية.
أما نفتالي بنينيت فقال علنا إنه يرفض رفضا قاطعا حل الدولتين وإقامة دولة دول فلسطينية مستقلة، وأن إدارته تركز على التوسع الاستيطاني، لكنها ستخفف القيود الاقتصادية على الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة .. لإلهائهم وكسب الوقت .. لبناء المزيد من المستوطنات، وخلق واقع جديد يجعل من حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة أضغاث أحلام!
ولهذا إذا كان القادة الثلاثة يريدون فعلا التصدي للصلف والعربدة الصهيونية وإنجاح حل الدولتين، فلماذا لا يضغطون على دولة الاحتلال يسحب سفراء بلادهم منها؟ ولماذا ينسقون سياسيا وامنيا واستخباراتيا معها ويحرسون حدودها ويجتمعون بقادتها؟ ولماذا لا يحتجون على قتلها واعتقالها للفلسطينيين في مدنهم وقراهم، ويتجاهلون المعاملة اللاإنسانية التي يلقونها على معابر دولهم معها؟
هذه القمة كانت مضيعة للوقت وتكرارا للقمم العربية الفاشلة السابقة، وتعبيرا عن الانقسامات وعجز القيادات العربية في التعامل مع قضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين، وتم عقدها بأوامر أمريكية وموافقة صهيونية لتطويق واضعاف المقاومة الشعبية الفلسطينية في غزة والضفة، والضحك على ذقون الشعوب العربية وتخديرها بالبيانات واللقاءات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى