العرب ونكران الحقائق

 

 

عجيب أمر هذه الأمه حيث بات صوت الباطل العالي يطغى فيها على صوت الحق الرزين؛ يتحدثون عن الإسلام ولكن ليس إسلام محمد صلى الله عليه وسلم بل إسلام السيد فلان والشيخ علان، يتحدثون عن الوحده ولكن مع ماليزيا أو تركيا أولا، يتحدثون عن الخلافه ولكن بخليفة هندي أو تركي أو فارسي؛ يتحدثون عن الوطنيه وهم أكثر شعب وأكبر وطن ممزق على وجه البسيطه إذ لا توجد أمة ممزقه لإثنتين وعشرين قطعة غيرهم.

أكثرالناس تحدثا منهم عن الديمقراطيه لايعرفون شيئا ٱسمه برلمان أو حق ٱنتخاب للمرأه؛ وما أسرعهم في إغلاق الحدود المصطنعه وقطع العلاقات الديبلوماسيه بينهم، ولا يجرؤ أحدهم على قطع العلاقات مع دولة غربيه حتى وهي تضربه بالطائراتز

أما الزعماء الأربعة الذين سعوا لوحدة الأمه ونهضتها فقد خونوا الأول وكفروه بحجة ما يسمى بالخلافة العثمانيه وهم يعلمون أنها لم تكن خلافه لا شرعا ولا قانونا، بل كانت إحتلالا بغيضا لا يذكر منه إلا تخليه عن الأندلس، وتأخير الأمة عن ركب الحضارة العالمية، ومذبحة مرج دابق ومشانق بيروت ودمشق، ومستعمرة بتاح تكفا وتسهيل أمور الٱستيطان الصهيوني منذ القرن الثامن عشر.

وعوداً على قائد العروبة الأول، فقد نزعت منه الحجاز ونفي إلى قبرص لرفضه التنازل عن فلسطين التي طلب أن يدفن فيها، ذلك هو الحسين بن علي رحمه الله؛ اما القائد الثاني فقد كفروه وٱتهموه بالإلحاد لأنه سعى لطرد الإستعمار من كل الأرض العربيه وتحقيق وحدتها وبناء قوتها، حيث بنى أول نواة للدولة العربيه كانت حلما منذ ٱندثار السلطنة الأيوبيه التي أعادت الألق للدولة العباسيه، وبالمناسبه يتباكون على سلطان عثماني قال كلمة لثيودور هرتزل وهو لايملك حماية كلمته ويتناسون الخليفة العباسي المستضئ بنور الله الذي منح الشرعية لعماد الدين زنكي وإبنه نورالدين وصلاح الدين وأمدهم بكل قوه حتى تحرر الأقصى في عهده.

وعوداً على القائد الثاني الذي أقام نهضة شاملة في كل المجالات ومازالوا يتشدقون بٱتهامه بالخيانه مع أنه لم يوقع أي ٱتفاقيات إستسلام ورفض رفضا قاطعا التنازل عن شبر من الأرض العربية لأي كان فقتله الأعداء بالسم.. ذلك هو الزعيم جمال عبد الناصر؛ أيضا القائد الثالث للعروبة كفروه وزندقوه لأنه سعى لقوة الأمة ووحدتها، ولأنه كان دائما يذكر ضمائرهم الميته أن من العيب والكفر ان يجوع العربي في حين يستمتع الأعداء بخير الأمه فحاصروه وقدموا ما ٱستطاعوا من مساعدة لتدميره، وٱنتهى به الأمر مشنوقا على يد حفنة من الخونة وتحت إشراف أعداء الأمه لأنه رفض الإعتراف بالكيان الصهيوني طيلة فترة حصارهم الطويلة له.. ذلك هو القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله.

أما القائد الرابع فقد ٱتهموه بالخيانة والكفر والجنون والزندقة لأنه كان يسعى دوما للوحدة، وكان يعريهم دائما ويحذر من ظلم الأعداء وطمعهم في الأمه، لذا حاصروه وشرعنوا للناتو ضربه وتدمير دولته وسلموه لطغمة من الخونة الحاقدون فقتلوه، لأنه أيضا رفض الإعتراف بالعدو في حين أنهم يسعون لطلب الشرعية من الصهيونية العالمية.. ذلك هو القائد الشهيد القذافي رحمه الله.

لقد كان الحسين بن علي قمر الأمة الذي أشرق بعد قرون من الغياب، وقد تحالف العرب مع أعداء الأمه ليسرعوا في غروب حلمه الجميل، وكان جمال عبدالناصر عقل الأمه الذي ٱستعادته بعد قرون من تغييبه، وقد تحالف العرب والأعداء على غسل الأدمغة تجهيلا وتغيبا له ولفكره المستنير، وقد كان صدام حسين سيف الأمة الذي حملته وشرعته في وجه الأعداء بعد قرون من نزعه، فتحالف العرب مع الأعداء على ثلمه وتكسيره، وقد كان القذافي ضمير الأمة الذي ٱستعادته بعد قرون، فتحالفوا مع أعداء الأمة لدفنه في الصحراء الليبيه.

وها هي نهضتهم المزعومه مجرد أبراج تبنى بٱستطاعة صاروخ إيراني إحالتها في ثوان إلى مكان تقيل فيه الحمير، ويتحدثون عن ثروات ضخمه في البنوك الأمريكيه يستطيع اي أفاق كترامب سرقتها بكبسة من هاتفه الخلوي في حين يأكل أصحابها الشرعيون من حاويات القمامة، ويتحدثون عن مدن جديده لا مكان فيها للفقراء إلا كحراس وعمال حدائق وزبالين، وبات العرب يوالون لكل شذاذ الآفاق ولا يوالون لعروبتهم، ففئة توالي الفرس وفئة توالي الترك وفئة توالي الصهاينه، والأغلبية يفتك بها المرض والفقر والجهل لاحول لها ولاقوه.

مع الأسف هذا هو الواقع العربي رغم أننا نشعر أن كل ما قلناه نقد لواقعنا يصل لحد جلد الذات، لكنه واقع مرير مع الأسف.

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى