في ذكرى وفاته.. سر إقامة جنازتين لنجيب محفوظ : عسكرية تقدمها الرئيس مبارك، وشعبية كان النعش فيها فارغاً

في مثل هذا اليوم منذ 15 عاما شيعت القاهرة الأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ، في جنازتين؛ واحدة شعبية والأخرى عسكرية..

الجنازة الشعبية انطلقت بناء على وصيته من مسجد الإمام الحسين في وسط المنطقة الشعبية التي ولد وعاش فيها وكتب عنها وعن أهلها، اما الجنازة العسكرية فقد خرجت بعد صلاة الظهر من مسجد آل رشدان بمدينة نصر، يتقدمها الرئيس الأسبق حسنى مبارك وكبار رجال الدولة، حيث حمل الجثمان على سيارة مدفع، وخلفها الجنود والكتائب العسكرية مع رفع العلم المصري.

الجنازة الشعبية شارك فيها حشد كبير من اهل المنطقة، ونحو مائتين من أهل الأدب والثقافة والفكر والأصدقاء، وقد وصل الجثمان ساحة الحسين في سيارة إسعاف، وأمَّ صلاة الجنازة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وقال في كلمته: إن نجيب محفوظ أحد مفاخر مصر وقيمة عالمية، خرج بأدب مصر من المحلية الى العالمية ورفع من قيمة الأدب العربي عالميا، الا انه قيل بعد ذلك إن النعش كان فارغًا، حيث تم نقل الجثمان من مستشفى الشرطة بالعجوزة مباشرة إلى مسجد آل رشدان حيث الجنازة العسكرية.
رثاء الصحافة العالمية

من أشهر كلمات نجيب محفوظ وهو على سرير المرض: أقمتُ حياتي في هذه الدنيا على أساس الحب، حب العمل، حب الناس، حب الحياة، وأخيرًا حب الموت.

وقد واكبت الصحف العالمية حدث وفاة نجيب محفوظ، فذكرت واشنطن بوست الامريكية بأنه كان صوتًا للاعتدال، رفض التعصب الدينى والتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وأضافت أنه بقوته الأدبية صار نموذجًا للضمير العربى المنفتح إلى الأمام.

وكتبت لوموند الفرنسية: لا الوقت ولا العنف ولا حتى النجاح قادر على خدش أناقة نجيب محفوظ وصفاته، وعلى الرغم من تعرضه للاغتيال عام 1994 رفض وضع حراسة لحمايته مفضلا التنزه حرا طليقا في المدينة التي رفعها إلى العالمية.

وقالت عنه صحيفة الشرق الإيرانية التي وضعت صورة كبيرة في صدر صفحتها الأولى: “مات نجيب محفوظ كاتب حارات القاهرة الذى التزم بالرواية الواقعية، اهتم بالحرية والديمقراطية والعلم والعدالة”.

وقالت جريدة النيويورك تايمز في 31 أغسطس عام 2006: “السيد محفوظ رجل نحيف وخجول ومتواضع، وصف نفسه ذات مرة بأنه “كاتب من الدرجة الرابعة أو الخامسة”، وكان موضع إعجاب لتصويره الحي في مصر الحديثة والمعضلات الاجتماعية والسياسية والدينية لشعبها، قارن النقاد كتابته عن القاهرة الغنية بالتفاصيل الغنية بلندن لدى ديكنز، وباريس زولا وسانت بطرسبرج لدى دوستويفسكي.

وكتبت الصحيفة عن فوز محفوظ بجائزة نوبل لافتة إلى أنه الكاتب العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل، وأضافت: “في وقت اختياره، في عام 1988، كان يُقرأ على نطاق واسع في مصر والدول العربية الأخرى، لكنه لم يكن معروفًا بشكل كبير في الولايات المتحدة وأوروبا.
ورغم أن العديد من أعماله قد تُرجمت إلى الفرنسية والسويدية والألمانية، فقد تم ترجمة حوالي اثنتي عشرة فقط إلى الإنجليزية، والعديد منها نفدت طبعاته.

ومنذ فوزه نُشرت رواياته الأكثر شهرة في الولايات المتحدة والدول الأخرى الناطقة باللغة الإنجليزية من قبل Doubleday والشركات الشقيقة، ومن بينها “ثلاثية القاهرة”، التي تعد أبرز روائعه الفنية”.

وأضافت: “لسنوات عديدة كان يعيل نفسه وزوجته عطيات الله وابنتيه من خلال العمل في الوزارات الحكومية. ولم يغادر مصر تقريبًا ولم يذهب إلى ستوكهولم لتسلم جائزة نوبل، لكنه أرسل ابنتيه أم كلثوم وفاطمة لقبولها نيابة عنه.
خلال الستينيات والسبعينيات، كان رئيسًا لمؤسسة السينما الحكومية، المسئولة عن جمع الأموال والرقابة واتخاذ القرارات بشأن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى