بايدن يتوعد داعش باشد انتقام، والبيت الأبيض يرفض الدعوات التي انطلقت للمطالبة باستقالته بعد هجوم كابول الدامي

رفض البيت الأبيض الدعوات المطالبة باستقالة الرئيس جو بايدن على خلفية الهجوم على مطار كابول أمس الذي خلف 13 قتيلا من القوات الأمريكية وإصابة 18 آخرين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، اليوم الجمعة للصحفيين إن، “هذا اليوم ليس مناسبا للألاعيب السياسية”.

وأضافت بساكي: “نتوقع من كل مواطن أمريكي، سواء أكان مسؤولا منتخبا أم لا، أن يقف إلى جانبنا ويشاطرنا حزمنا على ملاحقة هؤلاء الإرهابيين ومحاربتهم والقضاء عليهم أينما كانوا”.

وقد تعرض بايدن لهجوم كاسح من قبل الجمهوريين، وذلك على آثر الفوضى في كابل التي أعقبت قراره في نيسان/ أبريل بسحب جميع القوات الأمريكية.

وقال ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، في تغريدة بموقع تويتر: “ما نراه في أفغانستان كارثة مطلقة، انسحاب إدارة بايدن سيخلّف وصمة عار في جبين الولايات المتحدة”، فيما رأى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، “أنه يجب على بايدن، الاعتذار أمام الأمريكيين عن طريقة الانسحاب من أفغانستان”.

وأوضح ترامب في بيان أنه “يجب على جو بايدن أن يعتذر أمام أمريكا عن سماحه بانسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد قبل مغادرة المدنيين، وكذلك عن أنه سمح بوقوع معدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار في أيدي طالبان”.

وقد كتبت المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: “هل يجب أن يستقيل بايدن أو يتم عزله بعد تعامله مع قضية أفغانستان؟ نعم. ولكن ذلك سيتركنا مع كامالا هاريس، وهذا سيكون أسوأ بكثير”.

كما كتب العضو في مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري روني جاكسون على “تويتر”، تعليقا على المؤتمر الصحفي للرئيس جو بايدن بشأن الهجوم: “هذا كان مخجلا. من الواضح أن هناك مشكلة مع صحة بايدن العقلية، وكان من الصعب مشاهدة ذلك. وعليه ألا يبقى رئيسا ولو لأي ثانية أخرى. ونستحق أحسن من ذلك”.

واعترف بايدن بمسؤوليته عما حدث في مطار كابول، مشيرا مع ذلك إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو من اتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان وعقد الاتفاق مع “طالبان”.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يتحمل مسؤولية قرار الانسحاب من أفغانستان ويتحمل المسؤولية الكاملة لكل ما حدث للقوات الأمريكية هناك.

ولقي 90 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 160 في سلسلة من الهجمات الإرهابية، وقعت في وقت سابق اليوم الخميس، في كابول، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن وزارة الصحة الأفغانية.

وقال جنرال أمريكي كبير إن هجوما انتحاريا مزدوجا في كابول تبنى تنظيم “داعش” الأرهابي (المحظور في روسيا) مسؤوليته أسفر عن مقتل 12 جنديا أمريكيا وإصابة 15 آخرين يوم الخميس، مضيفا أن القوات الأمريكية تتوقع مزيدا من الهجمات حتى مع استمرار عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وأعلن تنظيم “داعش” في بيان مسؤوليته وقال إن أحد مفجريه الانتحاريين استهدف “مترجمين ومتعاونين مع الجيش الأمريكي”.

ويحرس مقاتلو حركة “طالبان” محيط المطار، وثمة عداوة بينهم وبين تنظيم “داعش”، و”خراسان” وهو التنظيم الأفغاني المتحالف مع “داعش”.

وذكر مسؤول في “طالبان” طلب عدم ذكر اسمه إنه “يخاطر حراسنا بحياتهم عند مطار كابول، إنهم يواجهون تهديدا أيضا من تنظيم “داعش”.

وكان الرئيس الأمريكي قد تعهد، امس الخميس، بملاحقة منفذي هجوم مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول، الذي تبناه تنظيم “داعش”.

ومع الإعلان الرسمي عن ارتفاع عدد القتلى الأمريكيين إلى 13، قال بايدن إن الاستخبارات الأمريكية “أكدت أن الهجوم من تنفيذ تنظيم داعش (ولاية خراسان)”.

وأشار إلى أنه “لا يوجد دليل على وجود أي تواطؤ بين حركة “طالبان”، التي تسيطر على السلطة في أفغانستان الآن، وتنظيم داعش، لتنفيذ التفجير الانتحاري المميت”.

وأضاف بايدن محذرًا تنظيم “داعش”: “لن نسامح، ولن ننسى، وسنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن”.

ونوه بأنه سيوافق على إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان “إذا دعت الحاجة”.

وذكر الرئيس الأمريكي أنه طلب من القادة العسكريين وضع خطط؛ للرد على فرع “داعش” في أفغانستان، الذي نفذ الهجوم.

كما تعهد باستمرار عمليات الإجلاء من أفغانستان، مؤكدا: “لن يردعنا الإرهابيون، ولن ندعهم يوقفون مهمتنا”.

وعلى صعيد آخر، ألقى بايدن باللوم على الرئيس الأمريكي السابق في انهيار أفغانستان، قائلا إن دونالد ترامب هو من “أبرم صفقة مع طالبان بإخراج القوات الأمريكية”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى