أمريكا.. وأهداف مستقبلية

يمر العراق بمرحلة تتحرك فيها الأحداث وفق أهواء البعض، وقد إتضحت بعض تلك الجهات، التي تحرك الشارع من خلال النتائج..
المواطن العراقي أصبح اليوم أدرى بساحة صراع القوى، التي جعلت العراق ساحة تصفيات، خشية على العروش الهزيلة، التي تتهاوى لولا المساندة الأمريكية المستفيدة من عائدات النفط المدرّة، التي بدأت بالتعافي، والتحول الأمريكي بالصراع العالمي، والإنسحاب من أفغانستان الذي يضع أكثر من علامة إستفهام، بعد إستماتتها في السنوات التي تلت تفجيرات أيلول.
الإنسحاب الأمريكي المزعوم، وحسب التصريحات الساسة الأمريكان، يجعل المتتبع في حيرة، هل صحيح أن أمريكا صادقة فعلا بالإنسحاب هروباً؟ أم أن هنالك برنامج جديد يتم الإعداد له للشرق الأوسط؟
هذه المنطقة التي تتغير بين يوم وآخر، والتصريح الأخير للسياسة الأمريكية بالبقاء فقط للمدربين، وإنسحاب القوات القتالية من العراق حيث قلب الشرق الأوسط.. لكن يبدو أن المنتج يقول عكس ذلك، ومن أهم الأسباب التي تجعل بقاءهم مستديما، كما يرى محللون، أنه طريق الحرير الذي ينهي الهيمنة الأمريكية، لان المستقبل وحسب الرؤية الصينية إنتهاء هيمنة قوة السلاح، والقادم هو عالم التجارة .
لا يخلو التواجد السياسي من اليهود، كونهم المخطط الأول لمسيرة العالم والسياسة النقدية وحركة الأموال، وهذا هو الأساس الذي تعمل عليه، وتحرك العالم حسب مصالحها فيه، وإلا ماذا تسمي الأحداث في كل أنحاء العالم، من حرائق ومعارك وتظاهرات ليس منها طائل، سوى إشغال الساحات لتمرير أجندات نتائجها مستقبلية وليست آنية؟!
هذا هو الذي يُضَيّع البوصلة وإتجاهاتها، والا ما دخل دولة الجزائر وتركيا بالحرائق، ومحور الصراع الإسرائيلي وباقي دول محور المقاومة؟ أو ماذا جنت السعودية من حربها ضد اليمن طوال ست سنوات؟
معروف أن بريطانيا هي من تضع الخطط، لكن النتائج تقول أن أمريكا من يدير الدفة، وما على المملكة العجوز سوى الموافقة، والتأييد والهرولة صوب أمريكا متتبعة ذليلة وتنفيذ سياساتها، وإلا ما دخل بريطانيا بالشجب على ضرب السفينة المملوكة لإسرائيل، وتهديد إيران وإتهامها بضرب تلك السفينة، بيد أنها تصمت وتنخرس عندما تعتدي إسرائيل على الدول العربية، في سوريا ولبنان والعراق بالخصوص، التي نالت القسم الأكبر من تلك الإعتداءآت، وقد إعترفت اسرائيل بتلك الضربات دون خوف أو وجل!
وضع قدم في الاراضي السورية العراقية ليس أمر عادياً، لاسيما وأن المنطقة قريبة لقاعدة عين الأسد، وهذا يحمل محورين، الأول: ضمان أمن إسرائيل وهذا في أعلى القائمة ومن البديهيات، بعد فشل المخطط لتخريب سوريا، قررت أمريكا الدخول بهذا المسار، ولا زال لحد اليوم مجهول النتائج..
سرقة النفط السوري والقمح يعتبر أجور عمل لأنهم دخلوا دون طلب، بل غير مرحب بهم، إضافة لذلك مساندة قوات قسد، التي تقف مع الصف الإحتلالي لإشغال المنطقة، وإستعمال الأعوان من القومية الكردية، التي تعارضها تركيا والوقوف بوجه طريق الحرير .
من لا يعرف أمريكا، عليه أن يراجع التاريخ، ومن أبسط المصاديق في القرن الماضي، وعند هزيمتها في فيتنام، عندما تأكدت أنها ليست بثقل المحاربين المدافعين عن بلادهم، إنهزمتْ أمام الصمود والإصرار، وقد أقرت بذلك لتكمل برنامجها وتترك عملائها وتهرب، ولم تسمح لهم بالمغادرة معهم، وتتركهم لقمة سائغة لاؤلئك المنتقمين، وكل من سولت له نفسه ببيع شرفه وبلاده للمُحتل، وقد لاقوا مصيرهم المحتوم، وبهذا تثبت أمريكا للعالم أجمع، أنها لا يهمها شيء سوى المصلحة، وكل ما يقال عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس سوى لقلقة لسان .

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى