بعد 20 عاما من غزوة بوش لافغانستان.. طالبان تهزم امريكا وترغمها على استجداء وقف اطلاق النار واللجوء الى التفاوض

أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير خاص أن سلسلة الخسائر في المعارك الدائرة في أفغانستان والتي منيت بها القوات الحكومية تؤجج الدعوات إلى استقالة رئيس البلاد، أشرف غني، أو تغيير أساليب إدارته للأزمة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تحذير مسؤول حكومي كبير من أن العاصمة، كابل، قد تسقط بيد حركة طالبان في غضون أسابيع قليلة ما لم تتوحد جميع القوى السياسية المعارضة للتمرد وراء خطة حرب مشتركة.
وفي الأشهر التي تلت إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل قراره بخروج جميع القوات الأميركية من أفغانستان، شنت طالبان هجومًا خاطقًا في جميع أنحاء البلاد، وذلك رغم التزامهم بالسعي إلى تسوية سلمية في اتفاق الدوحة المبرم في فبراير من العام المنصرم مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون التسوية الأفغانية زلماي خليل زاد قد توجه إلى الدوحة لإجراء مفاوضات بشأن الوضع في أفغانستان ولدعوة حركة طالبان إلى وقف هجومها.
الخارجية الأميركية قالت في بيان لها إن خليل زاد سيكون في الدوحة للمساعدة في صياغة ما وصفته بـ “استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور الذي يزداد سوءاً في أفغانستان”.
وأضافت أن “الوتيرة المتزايدة للعمل العسكري لطالبان الذي نتج عنه سقوط إصابات في صفوف المدنيين في هذا النزاع المسلح بين الطرفين، والفظائع المزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان، يشكّلان مصدر قلق بالغ”.
كما أكدت أن “التفاوض على حلّ سلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب”.
وتصاعدت حدة القتال في أفغانستان بشكلٍ كبير منذ أيار/مايو عندما بدأ التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من سحب قواته المقرر أن تستكمل قبل نهاية الشهر الجاري.
وباتت “طالبان” تسيطر على 6 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعد أن استولت يوم السبت الماضي على شبرغان والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد على الحدود مع إيران.
كما أعلنت الحركة أنهم هاجموا مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ، فيما السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.
وأكّد الناطق باسم حركة “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، أمس الإثنين أن مدينة مزار شريف ستسقط قريباً، نظراً إلى سيطرة الحركة على معظم المدينة، والوضع خرج عن سيطرة الحكومة الأفغانية.
كما أعلن مجاهد أن “الحركة ترفض تشكيل حكومةٍ انتقالية، وقال إن “مطلبنا هو حل أساسي، ويجب إيجاده. وتشكيل حكومة انتقالية ليس خطتنا”.
وأوضح أن مسألة “دخول طالبان كابول لم يُتَّخَذ بشأنها قرار نهائي حتى الآن”، مشيراً إلى أنه “يتوجب أولاً تطهير المقاطعات حول العاصمة”.
وقد حمّل الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة “طالبان” مسؤولة نزيف الدم في البلاد، وأكد على أنه لن تجري مسامحة حركة طالبان على ما اقترفته، داعياً الحركة إلى تقبّل الأخر.
ومع قرب إتمام الانسحاب الاميركي من الحرب الطويلة في أفغانستان، اتجهت الولايات المتحدة الى المناشدات الدبلوماسية لطالبان بوقف هجومها الكاسح والجلوس الى طاولة المفاوضات.
وبات هامش المناورة ضيقا امام الولايات المتحدة إذ لم يعد هناك ما يمكنها إنجازه بعد عشرين عاما غزوة الرئيس بوش الابن لإلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة في المنطقة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، على الرغم من أن طالبان لم تقطع بعد صلاتها بالتنظيم.
وتصاعدت حدة القتال في أفغانستان بشكل كبير منذ أيار/مايو عندما بدأ التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من سحب قواته المقرر أن تستكمل قبل نهاية الشهر الجاري.
وباتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعد أن استولت السبت على شبرغان والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد على الحدود مع ايران.
وقد فاجأت سرعة تقدم طالبان المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأميركية.
وهكذا انتقلت الولايات المتحدة الى ما يشبه موقف المتفرج على انهيار افغانستان، بعد ان خاضت الحرب على مدى عشرين عاما وتركت البلد لمخاطر الحرب الاهلية والاضطرابات.
ولا تستبعد الولايات المتحدة ان تنتزع طالبان السلطة في افغانستان. وسبق ان حذرت من ان الحركة قد تصبح حركة منبوذة إن سيطرت على البلاد بالقوة، علما بأن هذا التنظيم الجهادي تعرّض للعزل الدولي بعدما تولى السلطة في أفغانستان بين عامي 1996 و2001.
لكن الرئيس الاميركي جو بايدن يصر على أن الولايات المتحدة ليست متواجدة في أفغانستان لبناء دولة متّهما الحكومة الأفغانية بالتقصير بسبب خلافاتها الداخلية وشبهات الفساد التي تطاولها.
والشهر الماضي قال بايدن إن “الخبرات على مدى 20 عاما بيّنت لنا أن عاما إضافيا واحدا من القتال في أفغانستان ليس الحل بل وصفة للبقاء هناك إلى ما لا نهاية”.